ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – يا بن غبير، هل هذا ما يصدمكم؟

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 25/3/2021

” لا يجب على من يصمت على الفظائع التي ترتكبها الدولة والجيش أن يصاب بالصدمة من وصول من يؤيدون هذه الفظائع الى الكنيست. وانتخابهم لا يعطي الشرعية، لأن هذه الشرعية اعطيت لهم منذ زمن من معظم الاسرائيليين، المؤيدين والصامتين “.

الى الكنيست دخلت قائمة كانت في اوروبا ستعتبر بدون تردد حزب نازي جديد. لا توجد طريقة اخرى لتعريف “الصهيونية الدينية”. كراهية الاجانب، الذعر من المثليين ومن القومية المتطرفة، سوية مع الاصولية الدينية العنيفة، كل ذلك بمستويات كبيرة ومنفلتة العقال – هذه لم تكن لتسمى بطريقة مختلفة. لا توجد أي دولة في غرب اوروبا كانت ستتجرأ على ضم قائمة كهذه الى حكومتها. في اوروبا هذه الفاشية لم تكن لتمر. في اسرائيل هي على شفا الدخول الى الحكومة القادمة.

لكن هذه ليست الانباء الاسوأ عشية الانتخابات. الاسوأ من ذلك هو الحقيقة الخالدة وهي أن اليمين قد فاز في الانتخابات. الجميع يتحدثون عن بنيامين نتنياهو ولكن الفائز الحقيقي هو اليمين في اسرائيل. فقد فاز مرة اخرى وبشكل كبير. يجب الاعتراف بالحقائق: اكثر من 70 عضو من اعضاء الكنيست القادمة سيكونون من اليمين الواضح، الصلب والمتوحش. اغلبية متصلبة اكثر من أي ائتلاف ممكن.

حقيقة أنه من بين رجال اليمين هناك ايضا اشخاص يشمئزون من نتنياهو، لا تجعلهم أقل يمينية. قبل نتنياهو وبعده هم يمثلون اسرائيل العنيفة والمتعالية والمنغلقة والتي تتجاهل العالم. ايضا في اوساط المعسكر الآخر يوجد اعضاء يمين مقنعين كأشخاص من الوسط. ولكن حتى من غيرهم معظم الكنيست هي يمين، غالبية الاسرائيليين صوتوا لليمين. هناك حسم. من كثرة التفكير بكتلتي “نعم بيبي” و”لا بيبي” تم نسيان حقيقة أن اسرائيل ظهرت مرة اخرى مثل ارض اليمين.

إن دخول “الصهيونية الدينية” مع مجمل النماذج التي تشكلها، يثير نوع من العاصفة في اوساط المعسكر المهزوم والمعتدل. ولكن هذه عاصفة منافقة تتظاهر بالصلاح. من الجيد أن هذا المعسكر استيقظ، لكن كالعادة بصورة متأخرة. صحيح أن التفكير بايتمار بن غبير واوريت ستروك في الكنيست يثير افكار صعبة، لكن من السهل أن نلصق بهما ما يفكر فيه وما يقوله وما يفعله الكثير من الآخرين الذين يعتبرون أقل قبحا بكثير. ما يقوله بن غبير هناك اسرائيليون كثيرون يفكرون فيه وحتى اشخاص لم يصوتوا له. والاكثر من ذلك، اسرائيل والدولة والجيش، يحققون الكثير من اهداف الحزب الاكثر تطرفا قوميا في الكنيست الـ 24.

بسبب ذلك، دخول “الصهيونية الدينية” الى الكنيست ليس بالضرورة أنباء سيئة. هو يظهر الى السطح نوايا مخفية بصورتها الاكثر بروزا، وربما هذا سيثير معارضة أخيرا. من السهل أن يصدم المرء من بن غبير، المجرم المدان بقضايا جنائية. ولكنه لم يعد يخيف أحد. ما يخيف حقا هو أن اسرائيل تنفذ سياسته وتسير منذ زمن خلفه. لذلك، من النفاق اظهار الصدمة من انتخابه في الوقت الذي فيه لم نسمع من يثرثرون يظهرون صدمة مشابهة عندما يقوم الجيش باطلاق النار على رؤوس متظاهرين غير مسلحين، مثلما فعل في يوم الجمعة الماضي.

لا تكون صدمة عندما يقوم الجنود باختطاف عشرات الاشخاص من السرير مع دخول عنيف وفظ الى غرف النوم؛ وليس عندما يسيطر مستوطنون بالقوة كل يوم على المزيد والمزيد من الاراضي الخاصة ويهاجمون رعاة الاغنام والفلاحين بسلاسل الحديد والتراكتورات الصغيرة والطائرات المسيرة والنار الحية، ولا أحد يقوم بتقديمهم للمحاكمة. وبالطبع، عندما اسرائيل تحبس 2.5 مليون شخص في سجن غزة في ظروف مخيفة، لا أحد تقريبا يصاب بالصدمة.

الآن سيصل من يؤيدون جميع هذه الفظائع الى الكنيست. من الجيد أن تسمع الكنيست اقوالهم، ومن الجيد أن يسمعها العالم ايضا. لا يوجد في انتخابهم اعطاء شرعية، هذه الشرعية منحت لهم منذ فترة من قبل معظم الاسرائيليين، المؤيدين والصامتين. من غير اللطيف سماع الحديث عن ترانسفير في الكنيست، لكن ما تفعله الدولة في غور الاردن وسلوان وجنوب جبل الخليل هو ترانسفير. ترانسفير اكثر هدوءا من الذي يخطط بن غبير له، لكنه لا يقل حقارة عنه. لذلك، من الجيد أن حرف التاء، الحرف الاول من كلمة ترانسفير ومن الصهيونية الدينية، سيرفرف فوق مبنى الكنيست الى جانب صورة بنيامين زئيف هرتسل. هذا بالضبط ما تفعله الدولة التي حلم بها هرتسل منذ العام 1948 وحتى الآن، واحيانا بعيدا عن عيون الجميع.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى