ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 18/10/2020

عندما يكون قضاة منارة العدل راضين ويبررون عار الاعتقال بدون محاكمة، عندها لن يكون هناك مكان يمكن لاسرائيل أن تعتبر ديمقراطية فيه “.

وزير الاعلام يوعز هندل هو شخص حساس ومليء بالشفقة. في الاسبوع الماضي زار قسم الكورونا في مستشفى سوروكا ووصف في تويتر ما شاهده هناك: “شاب بجيلي، أب لاربعة اولاد، ينام في قسم العناية المكثفة وموضوع على التنفس الاصطناعي وهو بين الحياة والموت. عائلته لم تكن تستطيع الالتقاء به، وكل ما بقي هو أن نصلي من اجله”.

قبل يوم من ذلك شاهد وزير الشفقة والانسانية صورة مريض آخر بجيله. هو ايضا يراوح بين الحياة والموت وعائلته ايضا لا يمكنها زيارتها وكل ما بقي لها هو أن تصلي من اجل سلامته. هذه المرة اصيب الوزير بالصدفة بدرجة أقل بكثير. والحقيقة هي أنه لم يصدم أبدا. مصير هذا الشخص الذي يتوجه نحو الموت لم يمس قلبه، وربما حتى كان سعيدا بمعاناته. الى جانب سرير المضرب عن الطعام، ماهر الاخرس، وقف عضو الكنيست عوفر كسيف، الذي جاء هو وصديقه في القائمة يوسف جبارين لزيارته ودعمه. وقد غرد هندل: “هذا هو السبب الذي من اجله لا يوجد أي احتمال في أن اوافق على شراكة مع القائمة المشتركة. أنا صهيوني واؤيد دمج كامل لعرب اسرائيل، وليس دمج من يؤيد اعداءها. وهذا تذكير لمن ضل الطريق”.

وهاكم تذكير لهندل، الشخص الذي يعرف من تجربته الشخصية شيء أو اثنين عمن ضلوا الطريق. الاخرس هو الشخص الاكثر شجاعة في اسرائيل في هذه الاثناء، فهو محارب من اجل الحرية ومستعد للتضحية بحياته. ونجاح نضاله سيفيد الديمقراطية الاسرائيلية، بالتأكيد اكثر من اسلوب الخداع السياسي لهندل وعنصريته. هندل لا ينسى عنصريته للحظة، حتى ولو ازاء صورة من يحتضر: الانسانية والرحمة اللتان غمرتاه ازاء المريض الاسرائيلي، اختفت وكأنها لم تكن عندما كان الحديث يدور عن الشخص الفلسطيني المحتضر. ولكن خلافا لهندل، الفلسطيني المحتضر هو شخص صاحب مباديء.

الاخرس يضرب عن الطعام منذ تسعين يوما تقريبا. والمحكمة العليا رفضت طلبه لاطلاق سراحه. القضاة كثيري الطيبة علقوا، أي أوقفوا، اعتقاله الى أن يستطيع الوقوف على رجليه، لكنهم لم يوافقوا على اعطائه وعد بأن لا يتم اعتقاله مجددا. الاخرس رفض هذا العرض بشجاعة. قاضيا المحكمة العليا، اسحق عميت وعوفرغروسكوفف، كتبا بأنهما راضيين عن الاعتقال الذي يوجد له مبرر تام. وعندما يكون قضاة منارة العدل راضون ويبررون فظاعة الاعتقال بدون محاكمة، عندها ينتهي المكان الذي يمكن لاسرائيل أن تعتبر فيه ديمقراطية. كل ذلك بالطبع هو أكبر من مقاس هندل، الديمقراطي المصنوع من البلاستيك.

نحو 350 شخص يوجدون في الاعتقال الاداري بدون محاكمة في السجون الاسرائيلية، من بينهم ايضا قاصران. وقد كانت هناك فترة وصل فيها عددهم الى ألف معتقل. المحكمة كانت راضية في حينه ايضا، والضمير الميت لهندل لم يستيقظ في أي يوم ليسأل ما هي هذه الدولة التي تقوم باختطاف عشرات آلاف الاشخاص وارسالهم الى السجن بدون محاكمة بأعداد كان يجب أن تدهش كل صاحب ضمير.

الاخرس كان يراوح في نهاية الاسبوع بين الحياة والموت. مصيره فطر قلوب عدد قليل. اسرائيل تسميه “ارهابي” دون أن يكون لأي شخص فكرة عما هي جريمته، ولا يوجد أي دليل عرض امامه. الدليل الذي تم عرضه كان نكتة: فيلم قصير فيه حسب الادعاء يتفاخر بكونه عضو في الجهاد الاسلامي. هجار شيزاف كشفت في “هآرتس” في 6/10 بأنه حسب تفريغ كلمات الفيلم فانه لم يقل ذلك على الاطلاق. في نهاية الاسبوع توفي اسحق ايلان، الذي كان نائب رئيس الشباك ورئيس قسم التحقيقات في الجهاز، والذي عرف بقسوته الشديدة. اسرائيل اقامت الحداد عليه. وزير الدفاع بني غانتس كتب بأنه كان “أحد الاشخاص الجيدين جدا الذين عرفهم”، قال واضاف “لقد جلب الكثير من النور وأنقذ حياة الكثيرين”.

من الصعب معرفة كم شخص أنقذه ايلان وكم من النور جلب، ومن الاكثر سهولة احصاء كم شخص قتل وكم من التعذيب القاسي كان مسؤولا عنه. دماء الاخرس وآلاف الفلسطينيين الآخرين على أيدي هذه الشرطة السرية، الشباك، الذي حصل فيه ايلان على المجد. من المشكوك فيه أن تكون هناك دولة ديمقراطية اخرى فيها هذا العمل يعتبر أمر ممجد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى