ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  –  مرة اخرى بيبي أو طيبي، والخيار واضح

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – 11/2/2021

” في الحقيقة لا يوجد أي اختلافات حقيقية بين الاحزاب المناوئة لبيبي وبين بيبي نفسه. والفجوة الواضحة في السياسة الاسرائيلية هي بين بيبي والقائمة المشتركة. وهكذا فان شعار “بيبي أو طيبي” ما زال صحيحا ويجب أن يكون الاختيار بينهما اختيار واضح “.

       المرشحون الاربعة اصحاب احتمالية انتخابهم لرئاسة الحكومة، يشبهون بعضهم البعض الى درجة مؤلمة. لا تصدقوا الاساطير التي بحسبها توجد فجوة فكرية هائلة بينهم. في الاساس هم توائم متشابهة: جميعهم صهاينة يؤيدون الاحتلال، من اتباع التفوق اليهودي في ارض اسرائيل، الذي بالعبرية يطلقون عليه اسم دولة يهودية. وهم يؤيدون المستوطنات والمستوطنين. ولا يوجد ما نتحدث عنه عن تصفيتها. أما الجيش فلن ينتقدوه بسبب نشاطاته الفاشلة في أي يوم من الايام. وكل نشاط عنيف لاسرائيل هو مقدس بالنسبة لهم.

       جرائم حرب؟ القانون الدولي؟ حقوق الشعب الفلسطيني؟ اضحكتموهم. فلا أحد منهم انحرف عن الخط حول محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، ولم تصدر عنه أي كلمة. بنيامين نتنياهو ويئير لبيد وجدعون ساعر ونفتاليبينيت هم نفس الشيء. هم يتعهدون ببقاء الاحتلال والتفوق اليهودي الى الأبد. هم قوميون متطرفون يهود – اسرائيليون، الذين في المواضيع الحاسمة يتحدثون بلسان واحد وموحد.

       سيكون من الجيد لاسرائيل أن لا يتم انتخاب أي واحد منهم. لقد كان لدينا منهم ومن امثالهم ما يكفي ويزيد. ولكن في الواقع الحالي، لا أحد منهم بالتأكيد سيكون رئيس الحكومة القادمة، من بين هؤلاء الاربعة يفضل نتنياهو بصورة واضحة. فهو المؤهل والحكيم والمجرب من بينهم. لوائح الاتهام ضده التي هي في الواقع السليم كان يجب أن تمنعه من مواصلة تسلم منصبه – لكن القانون يسمح له بذلك – يجب ابقاءها لتبت فيها المحكمة. باستثناء الاتهامات، كما هو دارج القول، هو بالتأكيد الشخصية الاكثر اثارة للاعجاب من بين الاربعة.

       خلافا لما هو معتاد التفكير، فانه ايضا الاقل خطرا من بينهم: لبيد وساعر وبينيت سيورطوننا في حرب بسرعة اكبر منه. هم يريدون أن يثبتوا انفسهم، هذا الامر يقاس في اسرائيل بالحرب، أو على الاقل باثارتها. هو لم يعد بحاجة الى ذلك. كما أنه لا توجد أي ضمانة بأنهم سيعالجون الكورونا بصورة افضل منه، بل العكس هو الصحيح. فنتنياهو سجل انجازات كورونا مثيرة للاعجاب الى جانب الاخفاقات.

       لذلك فان كل من يعيش بسلام في دولة ابرتهايد، فان تحقيق العدالة للفلسطينيين تهمه مثل قشرة الثوم، والاحتلال ليس اكثر من طنين مقلق في أذنه، يجب عليه التصويت لنتنياهو. فهو أقل الشرور، حتى لو كان نمط حياته الشخصي مرفوض والاتهامات ضده خطيرة. هذه الاتهامات ستقول فيها المحكمة كلمتها. ولمتطهري الفساد نُذكر بأن الفساد الاكبر والاعمق هو الاحتلال، وعنه هم تقريبا لا يقولون أي شيء.

       البديل الحقيقي الوحيد لنتنياهو هو القائمة المشتركة. بيبي أو طيبي، الجيل الثاني. وبين بيبي والطيبي توجد الفجوة الحاسمة الوحيدة في السياسة الاسرائيلية. وبين بيبي وأيمن عودة يمر خط تقاطع الصهيونية، التي انقضى عهدها واضرارها للصورة الاخلاقية لاسرائيل تتراكم بصورة جلية للعيان. وبين الليكود وبلد يقف مثل جرف صامد الاختيار بين التفوق اليهودي والمساواة.

       في الفضاء بين الليكود والقائمة المشتركة يوجد فقط نسخ طبق الاصل شاحبة لنتنياهو أو عروض وهمية، التي استهدفت في الاساس اعطاء شعور بالراحة والتنور للناخبين، لكنها غير مختلفة أو أكثر ثورية فيما يتعلق بما يجب أن يحدث. المصطلحات مختلفة وتنزلق في الحلق، لكنها خادعة: اليسار الصهيوني يضلل منذ مئة سنة. اسرائيل لن تكون مختلفة تحت قيادة أي منهم. فقط نحن سنحصل على المزيد من نفس الشيء: حياة أبدية على حد السيف، الخوف والتحريض، تجاهل الشعب الفلسطيني ونكبته، نزع انسانيته وشيطنته، لعب دور الضحية والتمرغ في الماضي اليهودي الذي لن يكفيها في أي يوم من الايام.

       في الفضاء بين بيبي والطيبي يوجد حزب يوجد مستقبل وحزب العمل وحزب ميرتس. شخص يساري لن يصوت لمتطرف قومي مثل لبيد، الذي يدافع عن الجيش الاسرائيلي بصورة عمياء وانغلاق محرج كآخر اليمينيين. ميرافميخائيلي تثير الكثر من التعاطف، وعن حق، لكن ليس حزبها الذي أسس الاحتلال هو الذي سيفعل شيء حقيقي من اجل انهائه، حتى لو برئاستها. وحزب ميرتس الذي يعيش على اصداء الماضي مع وجود جنرال على قمته، يقول بأن الجيش الاسرائيلي لم ينفذ في أي يوم جرائم حرب، ليس هناك لشخص يساري ما يبحث عنه في صفوفه.

       لقد بقينا مع طيبي. طيبي أو بيبي. الخيار يجب أن يكون واضح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى