ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – لو أنه كان لدينا يسار

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 28/2/2021

إن مشكلاتنا سهلة على الحل أكثر مما يبدو. ولكن الامر يحتاج فقط الى يسار شجاع يبدأ بالتحدث عنها “.

لو كان لدينا يسار لكان هذا ما سيفعله لو أنه صعد الى السلطة. جزء من الخطوات يمكن تطبيقها على الفور. وخطوات اخرى كانت ستكون بداية لعملية أكبر. واي شخص من اليسار اليهودي حتى لا يقوم بطرح مثل هذه الخطوات.

في المئة يوم الاولى من حكمه الوهمي، اليسار كان سيحدث ثورة، اساسها وليس جميعها، في تعامله مع الاحتلال، وهو الموضوع الذي يحدد هوية اسرائيل اكثر من أي شيء آخر. القرار الاول لحكومة اليسار كان سيكون: رفع الحصار عن غزة. هكذا، في يوم واحد مثلما كان الامر عند سقوط سور برلين، غزة ستتحول الى مكان حر ومليوني انسان كانوا سيصبحون أحرار. بحر مفتوح وحدود مفتوحة ورقابة مع اسرائيل. في المقابل، سيصدر نداء من اسرائيل للالتقاء مع رؤساء حماس، الذين من شأنهم أن يفاجئونا. هناك الكثير مما يمكن التحدث معهم عنه.

الخطوة التالية، وهي فورية ايضا، ستكون اطلاق سراح سجناء فلسطينيين كثيرين، كل آلاف السجناء الفلسطينيين وكل مئات المعتقلين الاداريين وكل الاطفال والمرضى، يتم اطلاق سراحهم على الفور، وعلى رأسهم مروان البرغوثي، الشخص الوحيد الذي يمكنه اعادة توحيد الفلسطينيين. البرغوثي يجب اطلاق سراحه على الفور، مثلما اطلق فريدريك دي كلارك سراح نلسون مانديلا فورا بعد أن اصبح الرئيس. ايضا ما بقي يجب أن يحدث بالسرعة المدهشة التي جرت فيها الامور في جنوب افريقيا. البرغوثي الحر سيتم انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية، اسرائيل ستجد فيه شريك مدهش. رفع الحصار واطلاق سراح السجناء سيشعلان الأمل. الاسرائيليون سيندهشون من رؤية كم هذا سيكون سهل، بدون ثمن.

في المئة يوم الاولى، حكومة اليسار ستعلن عن تجميد البناء في المستوطنات، ولا حتى أي شرفة في معاليه ادوميم، الى أن يتم التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. وحتى ذلك الحين ستحظى كريات اربع بنفس الميزانية التي تحصل عليها كريات شمونة، وهي مثل التي ستحصل عليها الطيبة. المستوطنات التي لم تحصل على مصادقة من الحكومات السابقة سيتم اخلاءها فورا. بعد ذلك، ميزانية الدفاع، سيتم تقليصها بدرجة غير مسبوقة. لا توجد أي وسيلة لتأسيس دولة رفاه بدون تقليص كبير في ميزانية الدفاع، التي الجزء الاكبر منها هو من الدهون وفول الصويا. الاخطار الكامنة لاسرائيل تكون قد تبددت جزئيا، وليست كل زراعة المخاوف هي واقعية، وميزانية الدفاع يجب تقليصها طبقا لذلك. ولا يجب على أي سلاح تم تطويره في العالم أن يكون موجود في أيدي الجيش الاسرائيلي، الذي اساس نشاطاته موجه ضد أناس حفاة. الكورونا علمتنا أن ميزانية صحة سخية هي أمر حيوي بالنسبة للامن بدرجة لا تقل عن الغواصات. التعليم والبنى التحتية والرفاه كلها بحاجة ماسة للميزانيات التي تذهب الى مشاريع امنية عبثية. دولة فيها ذوي الاحتياجات الخاصة يجب عليهم العيش بـ 3200 شيكل في الشهر هي دولة غير رحيمة. الغواصات والقاذفات يتم استبدالها بالتدريج بالاتفاقات، التي جميعها تقريبا اثبتت نفسها في الماضي كضمانة افضل لأمن الدولة. هذه الاتفاقات هي امور قابلة للتحقق أكثر مما يروونه لنا.

بعد ذلك يتم اعطاء الجنسية لـ 31 ألف طالب لجوء الذين بقوا هنا، وسيتم فصل الدين عن الدولة؛ مواصلات عامة في السبت وزواج مدني – هذه بدفعة واحدة. عندها ستكون لدينا اسرائيل اخرى، اكثر انفتاحا واكثر ليبرالية وأقل عنفا ووحشية وأكثر اخلاقية بكثير؛ تصغي للمجتمع الدولي. المقابل الذي ستحصل عليه من العالم، بما في ذلك العالم العربي، سيكون سخيا. يكفي تذكر ما حدث بعد اوسلو. الآن يمكن لاسرائيل أن تكرس جهودها لمناقشة مستقبلها. وهي ستدرك أن حل الدولتين الذي تردده منذ ثلاثين سنة لم يعد ممكنا، وستدرك بأنه يجب عليها طرح حل آخر بدلا منه.

للمرة الاولى في تاريخها ستبدأ اسرائيل بالتحدث عن المساواة. هذه ستكون عملية طويلة ومؤلمة لعدد من اليهود وبعض الفلسطينيين، لكنها أمر لا مناص منه. في الاجواء الجديدة التي ستسود سيكون واجبا الحديث عن الغاء قانون القومية وقانون العودة، وعن بداية تشريع جديد ومساواة حتى الانتخابات الديمقراطية الاولى التي ستجري في وقت ما في المنطقة التي تقع بين البحر والنهر.

كل شيء يظهر الآن كأمر مثالي جدا أو بائس. كل شيء يمكن أن يتبين أنه اكثر امكانية مما كان يظهر. من اجل ذلك نحن بحاجة الى يسار شجاع يبدأ بالتحدث عن ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى