ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – لتكونوا ملعونين، يا من منعتم أم من المشاركة في جنازة ابنتها

هآرتسبقلم  جدعون ليفي – 15/7/2021

كم هو فظيع الشر الاسرائيلي الذي لا يسمح لأم بالمشاركة في جنازة ابنتها رغم أنه كان يتوقع خروجها من السجن بعد شهرين“.

لتكونوا ملعونين. ملعون مساعد مفتشة مصلحة السجون، نائب المفتشة رفائيل غانا، الذي كتب لوزير الامن الداخلي: “طلبها لا يتطابق مع الشروط الدنيا التي تسمح بفحصه“. ولتكن ملعونة مفتشة مصلحة السجون، الجنرال كاتي بيري، التي صادقت على القرار. وملعون وزير الامن الداخلي، عمر بارليف، الجبان الذي لا يوجد قلب له، والذي لم يحرك أي ساكن لتغيير هذا القرار الشرير. والشرير الاكثر منها جميعا هو الشباك الذي يقف بالتأكيد من وراء القرار، مثلما يقف من وراء الاكثر بكثير مما نعرفه.

ملعونون كل من شاركوا في هذا القرار الظالم والسادي، عدم اطلاق سراح خالدة جرار من السجن عند موت ابنتها. لتكن هذه الحكومة الجديدة ملعونة، التي تفاخرت بالتبشير بالتغيير ولم يقف أي وزير فيها ضد اجهزة الشر التي قررت ابقاء جرار في السجن. ايضا الوزيرة ميراف ميخائيلي والوزيرة تمار زيندبرغ، اللواتي كما يبدو يوجد لهن عوامل مشتركة اكثر مع محاربة الحرية النسوية والعلمانية، جرار، اكثر مما يوجد لهن مع نظيرتهن اييلت شكيد. ولتكن وسائل الاعلام الاسرائيلية ملعونة ايضا، التي باستثناء هذه الصحيفة تقريبا، لم تهتم بهذه القصة، والتي نشرت في العالم ولكن لم يكتب عنها في البلاد.

جرار هي سجينة أمنية. بعد عدة اعتقالات بدون محاكمة حكم عليهامدة سنتين سجن بسببتسلم وظيفة في اتحاد غير مسموح، في منطقة لايوجد فيها اتحادات مسموحة للفلسطينيين. جرار كان يمكن أن تتحرر منالسجن في 25 ايلول القادم، أي بعد شهرين. كل الاخطار الوجودية التي تتربص بالدولة بسبب اطلاق سراحها ستكمن لنا بعد شهرين.

في يوم الاحد الماضي تم العثور على ابنتها سهى ميتة، يبدو بسبب نوبة قلبية. جثتها تم العثور عليها بعد خمس ساعات على الوفاة، بعد أن لم تنجح شقيقتها التي توجد في كندا في الاتصال معها هاتفيا وطلبت مناصدقاء لها اقتحام المنزل. الوالد غسان كان في ذلك الوقت في جنين، ووصل الى المكان بسرعة. يوجد للوالدين بنتين، سهى التي أنهت اللقب الثاني فيموضوع تغير المناخ في كندا، والتي عملت في مؤسسةالحقفي رام الله، ويافا التي أنهت الدكتوراة في القانون في كندا وهي تعيش هناك.

أنا لن أنسى في أي يوم تلك اللحظة في المحكمة العسكرية في عوفرفي صيف 2015: يافا وسهى وغسان على مقاعد الجمهور وخالدة على مقعد المتهمين وضابط مصلحة السجون، باسم كشكوش، يسمح فجأة للبنات بالاقتراب من الأم ومعانقتها. لم تبق أي عين جافة في القاعة، حتى السجانة التي وقفت جانبا.

هذا كان ممنوع ومناقض للتعليمات، لكن ما تجرأ على السماح بهضابط مصلحة السجون، كشكوش، في لحظة نادرة من الانسانية والشفقة،لم تتجرأ عليه دولة اسرائيل أو مصلحة السجون أو وزير الامن الداخلي. كل ما كان مطلوب هو درجة ضئيلة من الانسانية. وكل ما كان ينقص هو الحدالادنى من الانسانية. “كانت له أم، كتب نتان الترمان. هم ايضا آباء، كاتيوعمر، وعملاء الشباك. هل يمكنهم تخيل كيف يكون الوضع عند فقدان ابنة صغيرة وعدم المشاركة في جنازتها؟ وأن لا تكون مع والدها وشقيقتها في مأساتهما؟ وأن تقوم بالحداد على الثكل وهي في غرفتها في سجن الدامون؟ وأن تسمع عن موت ابنتها في راديو فلسطين؟.

ماذا ايضا؟ ما الذي يجب قوله حول عدم الرحمة الاسرائيلية سوى أمرواحد. جرار هي انسانة. ولكن بالنسبة لمعظم الاسرائيليين هي ليست كذلك،هي ارهابية، رغم أنه لم تتم في أي يوم ادانتها بالارهاب، هي فلسطينية فخورة، وهذا كما يبدو الاسوأ.

غداة موت سهى، حيث كان ما يزال يوجد أمل لاطلاق سراح جرار، كانت قاعة الاحتفالات في وسط رام الله مليئة بالناس. كل اليسار العلماني في المدينة جاء ليكون الى جانب غسان الذي بقي وحيدا في الحداد. غسان بكى والجميع بكوا معه. فدوى البرغوثي، زوجة مروان البرغوثي، التي جلست بجانبي قالت إنه في هذا الوقت يزور ابني عرب والده للمرة الاولى منذاندلاع الكورونا. هو الوحيد من بين ابناء العائلة الذي يسمحون له بزيارة مروان. محظور على فدوى زيارة زوجها ولا يسمحون لخالدة بالخروج مناجل المشاركة في جنازة ابنتها. كم هو فظيع الشر الاسرائيلي.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى