هآرتس – بقلم جدعون ليفي – الآن شاشا بيتون هي النجم التلقائي
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 17/12/2020
“ اذا صعد جدعون ساعر وشاشا بيتون الى سدة الحكم كما يريد من يفكرون في انتخابهما، صحيح أن بنيامين نتنياهو سيختفي، ولكن ماذا بعد ذلك؟“.
ما الذي يدور في ذهن الناخب الاسرائيلي؟ كيف يقرر بين عشية وضحاها بأن ينقل تأييده الى جدعون ساعر بسبب أن يفعات شاشا بيتون انضمت اليه؟ ما الذي يعرفه أصلا عن شاشا بيتون؟ كيف حدث أنها جعلته يصوت فجأة لـ “الأمل الجديد”؟ هذه القائمة عند تأسيسها حصلت على 15 مقعدا في الاستطلاعات. وبعد بضعة ايام على ذلك وعند انضمام شاشا بيتون قفزت الى 21 مقعدا في الاستطلاعات. من هنا، شاشا بيتون تساوي 6 مقاعد على الاقل، وساعر قام بتعيينها في منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة القادم، وها هو قادم.
ببساطة يمكن التقدير بأنه عندما سيعطي ربع مليون اسرائيلي صوتهم لساعر بفضل شاشا بيتون، فهي تعتبر اورلي ليفي ابكاسيس الجديدة. وعد كبير. في حالة ليفي ابكاسيس كان ذلك قصة غرام انتهت بكراهية، اكثر بكثير مما تستحقه، بالتأكيد اكثر مما تلقاه انتهازيون آخرون تصرفوا مثلها.
السياسة الاسرائيلية تحولت الى اثاث لشركة “آيكيا”. أنت تفتح الكتالوج وتأخذ القياسات وتشتري وتركب. التصميم سويدي، الانتاج فيتنامي والنتيجة عصرية. الكل مغروس على رمال متحركة. سياسة تلقائية وسياسة مصطنعة. أمس فكر الجميع بالتصويت لنفتالي بينيت، اليوم لساعر وغدا لغادي آيزنكوت، بعد أن سبق وصوتوا لبني غانتس ويئير لبيد. بينيت كتب كراس عن الكورونا وتحول الى موضة الشهر بعد بضعة اشهر من عدم تجاوز صاحبه لنسبة الحسم.
بعد ذلك جاء ساعر الذي جلب شاشا بيتون التي مر على وجودها في الكنيست خمس سنوات، هي أمراة تعليم، وزيرة اسكان لم يسمع أحد باسمها، والتي حصلت على سمعتها لكونها رئيسة لجنة الكورونا عندما فتحت نوادي اللياقة البدنية خلافا لموقف الحكومة. نجم جديد ولد. رجال كمال الاجسام لن ينسوا لها ذلك. لقد كتبوا الكثير عن مؤهلاتها، وكل ذلك بفضل نوادي كمال الاجسام. ايضا قامت بفتح برك السباحة خلافا لموقف الحكومة، الامر الذي رفعها الى مستوى نلسون مانديلا تقريبا.
ربما هي امرأة ممتازة وربما لا. من يعرف. اسم عائلتها الشرقي يعطيها افضلية. كريات شمونة هي خلفية ممتازة لمرشح، ايضا تظهر بملابس انيقة وهي حاصلة على شهادة الدكتوراة. هل احد يعرف عنها شيء آخر؟.
هذا ما يحدث في الفراغ. هكذا الامر عندما تكون وسائل الاعلام صارخة وسطحية، استطلاعات لحظية ومستشارو هيئة محتالين يهندسون الوعي، يفككون ويركبون البازل بلحظة – افيغدور ليبرمان الآن يوحدهم جميعا – وايضا يسمون هذا ديمقراطية.
السياسة الاسرائيلية لم تصل في أي يوم الى هذا الحضيض الفكري، لقد تحولت الى لعبة واقعية عديمة المعنى. كان لها سنوات افضل واسوأ، مخادعون ظهروا واختفوا، قوائم صعدت وسقطت، صفقات، مخادعون ومحتالون، لكن سطحية كهذه لم تكن في السياسية في أي يوم. الصعود النيزكي لشاشا بيتون الى القمة هو فقط مثال. كيف حدث أن أحد النجوم فجأة تجرأ، الذي من المشكوك فيه اصلا اذا كان نجم. كيف حدث أن هذا البرغوث صعد الى الاعلى، سألوا ايضا في الخمسينيات. ولكن هذا البرغوث في حينه كان شمعون بيرس. صحيح أن “ارض اسرائيل الرائعة” لم تختف، لكن مع ذلك لدينا شوق لقليل من الجدية والعمق وحد أدنى من معدل القامة. لا يوجد ما نقوله عن المواقف: من يعرف ما الذي تفكر فيه شاشا بيتون، ومن يعنيه ذلك أصلا؟.
فقط لو أنني كنت استطيع لكنت آمل أن أدخل الى رأس أحد المصوتين لها، الذي يقول لنفسه: شاشا بيتون؟ هذا يناسبني تماما. أو الى رأس من يعتبر نفسه ليبرالي ومتنور وينوي التصويت لساعر. ما الذي يدور في رأسها، ماذا يعتقدون أنه سيحدث لهم؟ ما الذي سيحدث للدولة والمجتمع اذا وصل ساعر وشاشا بيتون الى القمة كما يريدان؟ بنيامين نتنياهو سيختفي. صحيح. وماذا بعد ذلك؟.