ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – احيانا يكون من يبصقون في البئر هم الابطال الحقيقيون

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 1/7/2021

” لا توجد بئر مقدسة. هناك آبار يجب ليس فقط البصق فيها بل اغلاقها حتى. والشرب من البئر لا يقتضي اغلاق العيون والانتقاد اذا كانت هناك حاجة لذلك “.

الانفتاح والتسامح في المعسكر الليبرالي، خطوط عامة عنهما: نوعا لنداو نشرت في “هآرتس” في 30/6 مقال حول الحاجة الى اغلاق “صوت الجيش”. يمكن الموافقة والتفكير بشكل مختلف. ولكن العاصفة المفاجئة التي ثارت كانت فقط بسبب أن لنداو خدمت في السابق في “صوت الجيش”. “هي بصقت في البئر التي شربت منها”، صرخوا في رابطة خريجي المحطة التي تعتبر نفسها ليبرالية.

“بصقة مترفة”، هكذا وصف جاكي حوغي، محلل في “صوت الجيش”؛ “الاعتراف بالجميل والزمالة هو أمر مهم لا يقل اهمية عن عمود ناجح”، كتب يارون ابراهام. “يوجد لي موقف حازم حول اغلاق “صوت الجيش”، لكن يوجد لي موقف حازم اكثر حول البئر التي شربت منها”، كتب نداف بيري. فجأة وجدنا انفسنا في ساحة مختلفة، اكثر اهمية من مستقبل “صوت الجيش”: المسموح والممنوع في النقاش السياسي في اسرائيل. ممنوع البصق في البئر، ولا يهم ما هي المياه التي توجد فيها. “الاعتراف بالجميل” بلغة ابراهام. الاخلاص للمنظمة، الهوية، الماضي والبئر هو فوق كل شيء، هكذا يعتقدون في المافيا. 

اذا كنت من خريجي “صوت الجيش” فمحظور عليك انتقاد المحطة أو الدعوة لاغلاقها، حتى لو كانت في نظرك قد تعفنت. اذا كنت يساري فمحظور عليك اظهار أي تقدير لبنيامين نتنياهو على انجازاته حتى لو كان هناك امور كهذه في نظرك. واذا كنت علماني فاحذر من قول شيء متعاطف عن الاصوليين، عن اقصائهم وعن النظرة العلمانية المخجلة احيانا تجاههم. واذا كنت يهودي فمحظور عليك اظهار أي تضامن مع الشعب الفلسطيني ومعاناته كي لا تعتبر يهودي يكره نفسه. واذا كنت اسرائيلي فعليك أن لا تتجرأ على دعم تقديم اسرائيليين للمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي كي لا تعتبر خائن. واذا كنت طيار فمحظور عليك الى الأبد القول بأنك أنت واصدقاءك تنفذون جرائم حرب.

حسب هذه الاخلاق المشوهة فان الانتماء والهوية يتفوقان على أي اعتبار آخر. واذا خدمت في الجيش فمن المحظور عليك قول الحقيقة عنه كي لا يعتبر هذا الامر بصقة. “اذا شئتم” ضد “نحطم الصمت”، حيث أن مهمة “اذا شئتم”، الذين يعارضون البصق في البئر، ومهمة “نحطم الصمت”، الذين يعتقدون أن الاخلاص للبئر ليس قيمة عليا، لا تشكل أي اعتبار على الاطلاق.

لقد شربت من بئر “صوت الجيش” في السنوات الاربعة في حياتي. والآن أنا أعرف حجم الضرر الذي تسببت به هذه المحطة لرؤية معظم الصحافيين في اسرائيل الذين كانوا من خريجيها. المحطة كانت مدرسة رائعة جدا، لكنها في نفس الوقت كانت مدرسة مفسدة للصحافة: مدرسة للمطابقة، السير في التلم، الذكاء المفرط، الصحافة الصهيونية، السخرية والنزعة العسكرية. خريجو هذه المحطة ليس مسموح لهم فقط أن يقولوا ذلك، بل هذا من واجبهم.

إن من واجب كل اسرائيلي نزيه رؤية ما تفعله دولته بالشعب الفلسطيني منذ مئة عام. واجب وليس حق رغم أن اسرائيل هي ايضا بئر جميعنا شربنا منه، واحيانا بفرح. توجد آبار يجب أن تبصق فيها، وربما حتى أن تغلقها. وهناك آبار يجب تغيير مياهها لأنها متعفنة. لا توجد بئر مقدسة، وحتى البئر الذي شربت منه. أنا شربت الكثير من المياه العذبة في هذه الدولة، والتي كانت ايضا ملجأ لوالدي، وهذا الامر لا يلزمني بأن أغمض عيوني أو أن أخون الحقيقة.

احيانا يكون من يبصقون في البئر هم الابطال الحقيقيون. واحيانا يكونون المهتمين حقا بسلامتها اكثر من الذين يمنعون البصق فيها. فهل الوطني هو الذي يطلب اغلاق العيون والاقصاء والكذب والطمس وعدم المعرفة وعدم التحدث وفقط يطلب الصمت حتى لا نبصق في البئر. هل اسرائيل ليست بئر كهذه التي حان الوقت لأن يبصق فيها المزيد من الاسرائيليين من اجل أن تأتي نهاية الكذب على النفس وكأنها دولة نموذجية وديمقراطية وشعب الله المختار، وليست دولة ابرتهايد؟. قوموا بالبصق على “صوت الجيش” اذا كانت تستحق ذلك. وعلى اسرائيل ايضا اذا كانت تستحق ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى