ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جاكي خوري – عباس حطم التماهي مع اليسار ويعارض حقوق المثليين

بقلم جاكي خوري – هآرتس 25/3/2021

مقاربة منصور عباس البراغماتية تغلبت على الاستطلاعات بمساعدةحملة منضبطة واتصالات مع نتنياهو. السياسي الذي قام الكثيرون بتأبينهغير مستعد بالالتزام لأي أحد، وهو يوافق فقط على القول بأنه سيرفضالجلوس مع بن غبير “.

عندما اعلن رئيس راعم، منصور عباس، في فجر يوم الاربعاء بأنقائمته اجتازت نسبة الحسم رغم عينات الانتخابات التي توقعت سقوطها، لاأحد في القائمة المشتركة رف له جفن. البيانات التي تم نقلها الى مقر القائمةالمنافسة اظهرت بيانات مشابهة تقول إن راعم ستحظى بتمثيل في الكنيست بمالا يقل عن أربعة مقاعد. صحيح أنه حدث انخفاض كبير في نسبة التصويت فيالمجتمع العربي، الذي بلغ حسب بيانات الاحزاب العربية 53 في المئة، إلا أنهدف القائمة المشتركة وراعم تحقق، وهو اجتياز نسبة تصويت 52 في المئة مناجل ضمان تمثيلهما في الكنيست.

عباس بث طوال الوقت تفاؤل حذر وقال بأنه هو واصدقاءه في القائمةيعرفون الميدان ويثقون بأنهم سينجحون في اجتياز نسبة التصويت. التفاؤلاثبت نفسه والاحباط الذي ساد في مقر راعم أمس تبدل اليوم بهتافات الفرحوعباس احتفل اكثر من الجميع، ليس فقط بتحقيق الهدف، بل ببقائهالسياسي ايضا. نشطاء وشخصيات رفيعة في حزبه يوافقون على أنه لو لمتجتز القائمة نسبة الحسم لما كان هناك مناص من استقالة عباس.

انظروا أي مقامرة كانت في ذلك، قال ناشط مخضرم في الحزب فيمحادثة مع الصحيفة. “خلافا للقائمة المشتركة واحزاب اخرى مخضرمة، لدينا كانهذا مسألة حياة أو موت بالمعنى السياسي“. ناشط مخضرم من راعم يعتقد أنهاذا بقيت النتائج كما هي، 5 أمام 7 أو 8، فان عباس يمكنه مواصلة قيادةالحزب دون أي منافس“. حتى خارج حزب عباس، وفي داخل الساحة السياسيةفي المجتمع العربي، يبدو أنه لا يوجد له أي منافس. منذ اقامة الدولة وحتى هذهالانتخابات كان حداش في موقف الريادة من ناحية التمثيل في الكنيست، لكنيبدو أن راعم قد تجاوزته. اذا لم تتغير النتائج فسيكون لحزب عباس 5 مقاعد فيالكنيست الـ 24، وهو يتفوق على حداش بمقعدين.

كيف نجح عباس في التحول من سياسي قام كثيرون بتأبينه، الىرئيس الحزب العربي الاكبر في الكنيست؟ بصورة استثنائية، في راعمتصرفوا في الاشهر الاخيرة بصورة مخطط لها على الصعيد الاعلاميوالجماهيري. كل ظهور لعباس أو لأحد كبار الحزب كان بحاجة الى مصادقةمسبقة من الطاقم الاعلامي الذي ترأسه الاستراتيجي عايد كيال، الذي عرفعباس منذ بداية عمله كاستراتيجي عند تشكيل القائمة المشتركة في 2015. في حينه وجد كيال صعوبة في السيطرة على خط الدعاية والرسائل بسببكثيرة الشركاء، الذين في معظمهم لم يحافظوا على انضباط الحملة. ولكنفي جولة الانتخابات الحالية اتخذوا في راعم قرار بالعمل حسب خطةواضحة، وكل مقابلة أو رسالة تم اعطاءها لوسائل الاعلام مرت عبر الطاقمالمقلص الذي ترأسه كيل. في الشهر الاخير وحتى صباح أمس تخلوا فيراعم تماما عن المقابلات في وسائل الاعلام العبرية لأنهم اعتقدوا بأن كلمحادثة ستصبح معادية ولن تساهم في زيادة جمهور المصوتين للحزب.

في راعم امتنعوا في هذه المرحلة عن التصريح حول من سيوصي بهالحزب لتشكيل الحكومة القادمة. عباس تخلى عن محاولة طرح نفسه كمؤيدلرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أو كمن قام بحياكة صفقة معه. وقد قال إنهغير ملتزم لأي شخص، وأن المبدأ الموجه بالنسبة له سيكون مصالح الجمهورالعربي، خاصة معالجة قضايا العنف في المجتمع العربي. عباس كانمستعد للالتزام فقط بأمر واحد وهو معارضة شديدة لأي حكومة يكون ايتماربن غبير (الصهيونية الدينية) فيها. “هذا شرط اساسي لا يمكن تجاوزه، وهوغير خاضع للنقاش. ولكن هذا الامر لا يعني أننا معسكر يسار أو أنناقريبون منه، أكد عباس في بيان رسمي عشية الانتخابات،أنا أتصل معزعماء من اليسار منذ فترة، لكنني لست في اليمين أو في اليسار. منسيأتي الينا بعد الانتخابات ويوافق على طالباتنا حول كل القضايا الملحة،سنفكر بتأييده“.

القضايا الملحة التي قصدها عباس تشمل ايضا الغاء قانون كامنتسالذي يشدد العقوبة على البناء على القانوني وتخفيف التخطيط والبناء فيالقرى العربية. وقد طلب عباس ايضا الاعتراف بالقرى غير المعترف بها فيالنقب وخطط خماسية للسلطات العربية، ويضع معالجة هذه القضايا كشرطلأي مفاوضات في المستقبل. هذا الاسبوع قال رقم 2 في القائمة، مازنغنايم، بأنهم في راعم لا يستبعدون اجراء استفتاء في اوساط جمهورالمصوتين حول الانضمام لهذه الحكومة أو تلك، التي توافق على الشروط التيوضعوها في القائمة.

تصالحي وأقل محافظة

عباس، 48 سنة، ولد في قرية المغار في الجليل الاسفل. هو حائزعلى لقب في طب الاسنان من الجامعة العبرية. ولكن منذ عقد تقريبا هويكون شخصيته السياسية كشخصية كبيرة في الجناح الجنوبي للحركةالاسلامية، ويعتبر من تلاميذ مؤسس الحركة، الشيخ عبد الله نمر درويش. خلال دراسته في الجامعة في الاعوام 1997 – 1998 ترأس لجنة الطلابالعرب. ومنذ ذلك الحين تم تشخيصه بأن له امكانية كامنة للوصول الى قمةالحزب. في شبابه كان عباس يلقي الخطب في مسجد السلام في المغار. وقد تبنى خط تصالحي وأقل محافظة مقارنة مع الخط الراديكالي للجناحالشمالي للحركة الاسلامية، برئاسة الشيخ رائد صلاح.

في العام 2007 انتخب عباس ليكون الامين العام لحركة راعم، وخلالثلاث سنوات تقدم لوظيفة نائب رئيس الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية. منهناك كانت طريقه الى قمة الحركة وتمثيلها في الكنيست ممهدة. في العام2018 تنافس عباس على رئاسة راعم في الكنيست وانتخب ليحل محلعضو الكنيست مسعود غنايم في هذا المنصب. الانتخابات الداخلية لمرشحيالحركة للكنيست تجري داخل مجلس الشورى، وهو نوع من مجلس الحكماء،وحسب الدستور في الحركة فان مرشحي الحزب لا يمكنهم أن ينتخبوا لأكثر منولايتين كاملتين أو مدة ثماني سنوات بالاجمال.

عباس لم يكن محسوبا مع المؤيدين لتشكيل القائمة المشتركة. وعندماانتخب لرئاسة راعم، القائمة المشتركة تفككت. وقد تنافس في قائمة واحدة معبلد في انتخابات الكنيست الـ 21. الحزب اجتاز نسبة الحسم ولكن بصعوبةوفاز بأربعة مقاعد. حل الكنيست في 2019 مهد الطريق امام توحيد صفوفالقائمة المشتركة، عندها انتخب عباس للكنيست للمرة الثانية من قبلها. وخلالالحملة للكنيست الـ 22 وبعد الانتخابات ظهر كسياسي رمادي تصرف فيظل رئيس الحزب ايمن عودة ورئيس تاعل، احمد الطيبي. وقد كان مشاركافي قرار التوصية ببني غانتس لتشكيل الحكومة. ولكن خيبة الامل في اعقابانضمام غانتس لحكومة نتنياهو جعلته يغير موقفه. وقد تبنى موقف يقول إنالاحزاب العربية لا يجب أن تكون متماهية بالضرورة مع معسكر اليساروسط واعلن بأنه مستعد لاجراء اتصالات مع من يحقق مصالح جمهوره.

عباس اظهر معارضته للقوانين المتعلقة بحقوق المثليين، منها القانونالذي يمنع اجراء عمليات التحول الجنسي، وجعل الموضوع على رأس جدولالاعمال العام. موقفه هذا قربه من مكتب رئيس الحكومة وأدى الى تبادلالرسائل بينه وبين نتنياهو. خلال بضعة اسابيع نشرت تقارير عن تفاهماتبين راعم والليكود، في اطارها تغيبت راعم عن تصويتات في الكنيست مناجل مساعدة الائتلاف. الاتصالات بينهما وصلت الى الذروة عند مشاركةنتنياهو في جلسة للجنة البرلمانية لاجتثاث العنف برئاسة عباس. اوساط فيحزبه ادعت بأنه شد حتى النهاية المعنى البراغماتي حول استعداده للتحدثمع نتنياهو، لكن الانتقاد الذي وجه اليه بقي في الاساس داخل مؤسساتالحركة، بما في ذلك مجلس الشورى.

عند حل الكنيست الـ 23 اختار عباس وراعم ابراز الخلافات معحداش وتاعل وبلد، الامر الذي أدى الى الانفصال عن القائمة المشتركة قبلالتنافس في انتخابات الكنيست الـ 24. الآن يظهر أن عباس يمكنه أنيسجل لنفسه نجاح كبير – 5 مقاعد تحوله الى لاعب مسيطر في الساحةالسياسية وفي اتخاذ القرار حول من سيشكل الحكومة القادمة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى