ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جاكي خوري – تحدٍ حقيقي

هآرتس – بقلم  جاكي خوري – 31/3/2021

مروان البرغوثي يعتبر مشاكسا لمحمود عباس، وقيادة فتح لا يمكنها تجاهل الدعم الكبير للجمهور الذي يحظى به. مصدر رفيع في فتح قال إن تنافسه بشكل مستقل سيكون مهم وسيشير الى انقسام في الحركة  “.

امكانية أن يطرح مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية في فتح، قائمة مستقلة في الانتخابات القريبة للمجلس التشريعي، تعتبر تحديا لزعامة رئيس الحركة والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وكبار شخصيات حركة فتح المقربين منه. هذه الامكانية تم نشرها من قبل مقربي البرغوثي ولم يتم نفيها من قبل رجاله وزوجته، فدوى البرغوثي.

البرغوثي، خلافا لإبن أخت ياسر عرفات عضو اللجنة المركزية في فتح، ناصر القدوة، الذي اعلن في هذا الشهر عن تنافسه بقائمة مستقلة في الانتخابات وتمت معاقبته على الفور بفصله من الحركة، يوجد للبرغوثي دعم من الجمهور لا يستطيع محمود عباس وقيادة فتح في رام الله تجاهله. على هذه الخلفية قال مصدر رفيع في الحركة للصحيفة إن اعلان القدوة يعتبر خطوة فردية، لم تؤثر على قاعدة حركة فتح في الشارع الفلسطيني. “خطوة البرغوثي ستكون اكثر اهمية بكثير. وهذا يعتبر انقسام”.

البرغوثي يعتبر منذ فترة شخص مشاكس لعباس داخل فتح. وفي عدة مرات في السابق انتقده وانتقد ادارته في الساحة الداخلية وانتقد تصرفه تجاه اسرائيل. البرغوثي طلب تبني استراتيجية النضال الشعبي وتعزيز فتح كحركة شعبية ترتبط بالميدان، وليس نخبة منعزلة. مع ذلك، رغم الانتقاد حرص البرغوثي على الحفاظ على شخصية رجل الدولة واعتبر نفسه جزءا من جسم فتح وأكد على الحاجة الى الوحدة.

في رام الله ينشغلون من أمس بهذه الخطوة وتداعياتها ويتساءلون: هل البرغوثي حقا سيقدم قائمة مستقلة مع خائبي الأمل من فتح، ومن بينهم القدوة. وهناك احتمالية اخرى وهي أن يتراجع البرغوثي في اللحظة الاخيرة ويقول بأنه يجب الحفاظ على الوحدة مقابل ضمان تمثيل اشخاص من قبل واجراء اصلاحات في المستقبل.

شخصيات رفيعة في فتح قالت إن رسائل تتعلق بسلوك فتح، التي نقلها مؤخرا البرغوثي عن طريق مقربيه، تدل على أن هدفه الرئيسي هو الانتخابات للرئاسة التي يمكن أن تجري في شهر تموز القادم. وحسب اقوال هذه الشخصيات، الرسائل تدل على أنه ينوي تقديم قائمة للمجلس التشريعي، تكون القاعدة للاعلان عن التنافس على الرئاسة.

هذه المنافسة تدل على أن البرغوثي، مثل كثيرين آخرين في فتح، يعتقد أن الزعامة الحالية لا يمكن أن تحصل على ثقة الجمهور الفلسطيني. فالشرخ بين فتح في الضفة الغربية وحماس في قطاع غزة بموازاة صراعات القوة بينهما، زادت فقط الشعور باليأس في اوساط الجمهور الفلسطيني الذي يطمح الى الخروج من الازمة.

عدد من مقربي البرغوثي طلبوا منه الانتظار وعدم الاعلان عن قائمة التنافس البرلمانية  حتى اللحظة الاخيرة. وقد حذروا من ضغط داخلي في فتح بذريعة أن الانقسام سيخدم تنظيمات اخرى، على رأسها حماس. ايضا حذروا من أن عباس ورجالاته يمكن أن يستخدموا ضغوط كثيرة من اجل منع تأييد البرغوثي بسبب سيطرتهم على جميع مراكز القوة السياسية والمالية. اعتبار آخر لتأجيل الاعلان هو حاجة البرغوثي الى ضمان تمثيل جميع شرائح المجتمع الفلسطيني في القائمة، ومن بينهم السجناء.

ولكن اذا لم يقدم البرغوثي قائمة مستقلة في نهاية المطاف، فانهم في رام الله يعتبرون هذا التصرف، في فتح وفي الساحة السياسية الداخلية، استعداد لليوم التالي لعباس. هم يعتبرون الانتخابات القريبة القادمة مقدمة واختبار لسلوك الشارع، ومحاولة لشرعنة قيادة جديدة. اضافة الى ذلك، هم يعترفون بأن المسألة تشغل بالاساس المستوى السياسي، وأنهم في الشارع الفلسطيني ما زالوا متشككين اذا كانت ستجري انتخابات أصلا.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى