ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جاكي خوري – انشقاقات ومنازعات القائمة المشتركة

هآرتس – بقلم  جاكي خوري – 24/12/2020

النزاع بين حداش وبلد وتاعل مع حزب راعم استمر حتى لحظة حل الكنيست، وربما سيستمر ايضا بعده. وفي القائمة المشتركة يخشون من نسبة تصويت منخفضة ومن هرب مصوتين الى احزاب اخرى ومن صعوبة عرض جبهة موحدة “.

القائمة المشتركة وجدت نفسها في الاشهر الاخيرة في أحد أكثر الاوضاع تعقيدا، التي عرفتها منذ تأسيسها قبل خمس سنوات. دليل جيد على ذلك كان يمكن العثور عليه أول أمس، عند حل الكنيست. اسقاط حكومة اليمين، خاصة حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، كان يجب أن يكون انجاز سياسي مثير يمكن عرضه على الناخبين. ولكن فعليا، القائمة تأتي الى الانتخابات وهي تنزف ومتنازعة فيما بينها اكثر من أي وقت مضى.

التصويت على مشروع القانون الذي استهدف تأجيل حل الكنيست اظهر مرة اخرى النزاع الداخلي – الرسمي. الاعضاء الـ 11 من حداش وبلد وتاعل وقفوا من اجل التصويت ضده. والاعضاء الاربعة من حزب راعم برئاسة منصور عباس قرروا الامتناع. في الحزب رفضوا نهائيا الادعاءات بأن هذه العملية تمت بالتنسيق مع نتنياهو. ولكن زملاء راعم في القائمة المشتركة يجدون صعوبة في الاقتناع.

القائمة المشتركة مهددة الآن بالحل. وشبيها بانتخابات نيسان 2019، ايضا في هذه المرة من شأن الاحزاب التي تشكلها أن تتنافس في قائمتين منفصلتين. احتمالية اخرى هي أن راعم ستتنافس لوحدها وستخاطر بأن لا تجتاز نسبة الحسم. ومهما كان الامر، اعضاء القائمة يخافون من أن النزاع سيؤثر بصورة درامية على نسبة التصويت أو سيبعد مصوتين ويجعلهم يهربون الى احزاب اخرى، منها ميرتس، وحتى احزاب يمينية مثل حزب ساعر. الاستطلاعات الاخيرة تعزز هذه الاقوال. في معظم هذه الاستطلاعات تحصل القائمة المشتركة على 11 مقعدا، أي اربعة مقاعد أقل مما يوجد لها اليوم. استطلاعات داخلية للقائمة اظهرت في المقابل، تعزز الاحزاب الصهيونية في الوسط العربي.

شخصيات رفيعة في هذه الاحزاب الاربعة بدأت في هذا الاسبوع محادثات اولية استهدفت فحص استمرار التعاون فيما بينها، وحتى أنه أجريت من اجل ذلك عدة استطلاعات في محاولة لفهم مزاج الجمهور العربي. احدى المسائل المتفجرة التي يتوقع طرحها للنقاش هي التقسيم الداخلي في القائمة. في حداش، الذي يقود القائمة، يتوقع أن يعارضوا أي تغيير. الاحزاب الاخرى، وبالاساس راعم، يمكن أن تصمم على ذلك.

حتى اذا قررت الاحزاب الاربعة التنافس معا فان الخلافات لا يتوقع أن تختفي، ونشطاء مركزيون يعترفون بأنهم سيجدون صعوبة في عرض جبهة موحدة أمام الجمهور. هذا ما حدث أمس، على سبيل المثال، الحكومة كان يتوقع منها أن تسوي وضع ثلاث قرى في النقب. مشروع القانون في الواقع تم رفضه بضغط من وزراء الليكود، ولكن سبق ذلك صراع على من له الفضل بين اقسام القائمة. في راعم قالوا بأنهم هم المسؤولين عن هذا الانجاز (الذي لم يتحقق)، وفي حداش، تاعل وبلد، قالوا في المقابل بأنه جاء كثمرة لجهودهم وجهود منظمات مدنية ورؤساء سلطات محلية.

في راعم يواصلون في هذه الاثناء التصميم على أن الحزب “غير موجود في قائمة أحد”. هكذا، هم ايضا يشرحون قرار غيابهم عن التصويت في الكنيست. في الحزب قالوا إن الانتخابات لن تساعد الوسط العربي، وربما حتى ستضر به. في الوقت الذي يواجه فيه ارتفاع في عدد الاصابات بالكورونا ويواجه العنف. حسب تقديرهم، الانتخابات في شهر آذار القادم لن تؤدي الى أي تغيير جوهري في الخارطة السياسية. واذا كان الامر كذلك فهي ليست في صالحهم. “من الافضل العمل مع حكومة ضعيفة على العمل مع حكومة يمينية ضيقة بعد الانتخابات”، قالوا في هذا الاسبوع في الحزب.

اذا اختارت راعم التنافس لوحدها أو الارتباط مع تاعل لاسباب انتخابية، فان الحملة الانتخابية يتوقع أن تتغير بصورة جوهرية. في هذه الحالة، المسائل التي تعتبر قابلة للانفجار في الوسط العربي مثل حقوق المثليين، يمكن أن تطفو على السطح من جديد، وأن تزيد الخلافات الداخلية، وفي نهاية المطاف ربما تبعد الناخبين. في القائمة يقدرون بأن مجرد الانفصال سيثير الاشمئزاز وسيبقي مصوتين كثيرين في البيوت.

يضاف الى كل ذلك مشكلة جوهرية اخرى، غير مرتبطة بالضرورة بالنزاعات الداخلية. القائمة المشتركة وضعت في الانتخابات الاخيرة منسوب عال بشكل خاص. فقد قالت إن 15 مقعدا ستمكنها من اجراء تغيير جوهري في المجتمع العربي وفي السياسة. وحتى اسقاط نتنياهو. فعليا، الشعارات والوعود لم تتم ترجمتها الى افعال. التهمة في الواقع غير ملقاة عليها، لكنها تجد صعوبة في اقناع الجمهور بأنه في المرة القادمة ستستطيع فعل ما لم تفعله حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى