ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جاكي خوري – اغتيال سليماني ادخل حماس في المعضلة ، بين التسوية في غزة والتأييد لايران

هآرتس – بقلم  جاكي خوري  – 7/1/2020

” قرار رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، المشاركة في جنازة قاسم سليماني في طهران، يمكن أن يستدعي ردود غير متوقعة من اسرائيل ومصر، الوسيطة في جهود التهدئة. وفي حماس يقدرون بأن مصر لن ترد بشكل فوري على هذه الزيارة في طهران “.

قادة حماس في قطاع غزة وجدت نفسها في معضلة في نهاية الاسبوع الماضي في اعقاب اغتيال قائد “قوة القدس” في حرس الثورة الايراني، قاسم سليماني، على أيدي الولايات المتحدة. هذا الاغتيال جاء في توقيت حساس بالنسبة لحماس التي تجري الآن اتصالات مع اسرائيل من اجل تطبيق تسوية في القطاع. قرار رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، المشاركة في جنازة قاسم سليماني أمس في طهران، يمكن أن يستدعي ردود غير متوقعة من مصر واسرائيل.

الاتصالات التي تجري بين اسرائيل وحماس مؤخرا بمشاركة المخابرات المصرية ومبعوث الامم المتحدة في الشرق الاوسط، نيكولاي ملادينوف، تشمل تسهيلات لسكان القطاع والدفع قدما بمشاريع مدنية. ولكن من ناحية عسكرية – استراتيجية فان تأثير ايران على حماس وعلى الجهاد هو تأثير دراماتيكي. فطهران تقوم بضخ الاموال للاذرع العسكرية للمنظمتين، وقادة كبار فيهما يعيشون في دمشق وبيروت بحماية المخابرات السورية أو حزب الله. لذلك، مشاركة هنية والسكرتير العام للجهاد الاسلامي، زياد النخالة، في جنازة سليماني غير مفاجئة بشكل خاص، لكنها ستختبر بتداعياتها، لا سيما في مصر.

هنية يوجد خارج القطاع منذ شهر، عندما تلقى الضوء الاخضر من مصر للقيام بجولة في عدد من الدول العربية والاسلامية. وقد وصل الى طهران بمرافقة قيادة المكتب السياسي لحماس. وجهات من حماس في القطاع، الذين تحدثوا مع “هآرتس”، قالوا إن الزيارة حددت كما يبدو على خلفية اغتيال سليماني، ولم يستبعدوا امكانية أن اسماعيل هنية قد أبلغ القاهرة بنية خروجه من الدوحة، عاصمة قطر، حيث كان يقوم بزيارتها مؤخرا.

“موقف مصر لا يتوافق بالضرورة بشكل اوتوماتيكي مع موقف اسرائيل، حيث أن هذه الزيارة لن تحظى بالضرورة برد مضاد من قبل مصر”، قالت تلك المصادر التي أكدت على أن “هنية قام بزيارة تركيا وقطر. التي هي حسب موقف مصر اكثر خطرا من ايران. وحسب اقوال المصادر “لا يوجد أي سبب كي لا يضبطوا في مصر انفسهم أو يتغاضوا، طالما أنهم في حماس يحافظون على الخط الموجه والاتفاقات مع القاهرة”.

وحسب مصادر في حماس فان الاتصالات لترسيخ التهدئة بين مصر وحماس دخلت في مرحلة متقدمة. ففي السنة الاخيرة دفعتا قدما خطوات في  المجال الامني والاستخباري، وايضا ترتيب النشاطات في معبر رفح، بما في ذلك ادخال البضائع بمبالغ كبيرة، وهم معنيون بمواصلة القيام بذلك. وحسب هذه المصادر، رئيس حماس في القطاع يحيى السنوار، يقود المفاوضات عن حماس.

“المعضلة غير سهلة لسبب واحد اساسي وهو أن حماس التي تعتبر نفسها منظمة مقاومة شعبية لا يمكنها التنازل عن ايران وحزب الله من وجهة نظر عسكرية واستراتيجية، لكن من جهة ثانية، منذ عقد تقريبا تتولى حماس المسؤولية المدنية عن أكثر من مليوني انسان، ومصر هي المرساة التي بدونها لا يمكن لحماس أن تحكم بصورة فعلية”، قالت المصادر واضافت “التوجه هو السير بين القطرات والحفاظ على نظام توازن مشدد، والدليل على ذلك هو أنهم في حماس وفي الجهاد اظهروا الغضب والادانة لعملية الاغتيال، لكن لم يخطر ببال أي منهما القيام برد عسكري”.

مصدر مصري مقرب من السلطة والمخابرات أكد في محادثة مع “هآرتس”  تقديرات حماس التي تقول بأن مصر لن تقوم بالرد على الزيارة في طهران بشكل رسمي ولن تتخذ على الفور خطوات حاسمة ضد هنية وقيادة حماس. واضاف بأنه ربما أن رئيس المكتب السياسي سيضطر الى الانتظار فترة طويلة الى حين السماح له بالعودة الى القطاع أو الخروج منه في المستقبل القريب.

“هنا توجد مسألة مركبة. فمن جهة توجد التصريحات العلنية – رئيس حماس وصل الى طهران وامتدح سليماني وهاجم الولايات المتحدة واسرائيل. ومن جهة اخرى، توجد النشاطات على الارض للحفاظ على التسوية والتهدئة ومنع انهيار القطاع بوساطة مصرية ودولية”، قال المصدر المصري واضاف “فعليا، في حماس معنيون بتسوية مقابل تسهيلات، وفي مصر يفهمون ذلك لكنهم لا يعملون على كسر هذه الصيغة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى