ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تهيلا فريدمان – بينيت، يجب عليك تخصيص ثلاث ساعات لقراءة كتاب آري شبيط الجديد

هآرتسبقلم  تهيلا فريدمان – 14/6/2021

يجب على رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، تخصيص ثلاث ساعات لقراءةكتاب آري شبيط الجديد، الذي هو كتاب يحلل الطريق التي قطعها شعباسرائيل من كونه شعب الى تجزئته الى عدة قبائل ومن ثم عودته ليكونشعب من جديد. وينطلق شبيط من رؤية المركز ككيان بحد ذاته وليس نقطةما بين اليمين واليسار مع احترامه لهما “.

الصورة الايقونية لمنصور عباس ونفتالي بينيت ويئير لبيد وهم يوقعونعلى الاتفاق الائتلافي، ظهرت بالنسبة للكثيرين كنوع من صورة آخر الزمان. النمور والخراف تحول السيوف الى اقلام وتوقع على اتفاقات، وتخرجاسرائيل من الطريق السياسي المسدود وتدفعننا نحو المستقبل المشترك. هذاالخيار قائم بالطبع، لكن يجب علينا الاعتراف بأن هناك خيار لا يقل عن ذلكمعقولية وهو أن هذه الصورة هي بداية لسنوات متعبة من شلل الاجهزة. أيأنه حتى عندما ستؤدي الحكومة اليمين، وحتى عندما تؤدي عملها، فانالخلافات العميقة وحق الفيتو المتبادل سيؤديان الى المراوحة في المكان ازاءالتحديات التي تواجه حياتنا العامة.

لو أنني كنت الآن في مكان بينيت لكنت سأجد حتى في هذه الايامالمكتظة ثلاث ساعات من اجل قراءة كتاب آري شبيط الجديدالبيت الثالثشعب، قبائل، شعب“. هذا الكتاب يحاول مواجهة هذا التحدي بشكل حقيقي. لنفترض أننا نجحنا في الجلوس معا على الطاولة، يمين ويسار، يهود وعرب. فماذا سنفعل الآن؟ كيف الناقص والزائد لن يشل أحدهما الآخر؟ ما هيالاجندة؟ ما هي طريقة بناء الطابق القادم في البيت المشترك، أو على الاقلانقاذه من الانهيار؟.

للمعرفة: أنا اعمل مع شبيط وصديقة له. ولكن السبب في أنني أرىاهمية في كتابه ليست الصداقة. بالعكس، الصداقة ولدت من خلال الايمانالمشترك الذي تم التعبير عنه في الكتاب. الكتاب مصمم بطريقة تحاول اعطاءرد على الاسئلة الثلاثة الكبرى وهي من أين جئنا والى أين نحن ذاهبون،وربما اكثر من أي أمر آخر، لمن يجب علينا تقديم التقرير. هو يعود الىفخامة بن غوريون بنورها وقوتها وظلالها واخطائها. الكتاب يحلل بصورةاصيلة وعمق المراحل السبعة لـالتمرد، حسب تعبيره، أو الصور السبعةالاجتماعيةالسياسية الكبيرة في النظام الاجتماعي الاصلي.

تغيرات قادتنا من بوتقة الصهر وحتى الوضع الحالي، القبلية الجزئيةوعدم النجاح في العمل معا. شبيط يقترح في كتابه حل للغز الفجوة بين أمةعالم المشاريع الرائدة والمزدهرة وبين الدولة التي يراوح فيها النظام العام فيالمكان الى درجة الشلل. وفي النهاية يعرض اجندة عملية واصيلة، هدفهااعادة ربط القبائل المتصارعة من اجل أن تصبح أمة قادرة على العمل،واعادة ربط القطاع الخاص المزدهر مع القطاع العام المنهار. كل ذلك يفعلهشبيط عندما يضع دائما في الخلفية التقرير العظيمهل سننجح نحن ابناءالجيل الثاني والثالث والرابع في وقف الركض نحو الهاوية، وانقاذ البيتالثالث من مصير الاجيال التي سبقته.

من الجدير لبينيت قراءة الكتاب، ليس فقط لأن افكار بسيطة مثلالتكتل الاجتماعي أو المجتمع النموذجي تحولت في الكتاب الى اجندةسياسية حقيقية، بل ايضا بسبب النغمة، الموسيقى. هذا الكتاب كتب بنغمةيوجد فيها تفاخر وحب الى جانب الانتقاد والقلق. وهاتان النغمتان سائدتانبنفس المستوى. بانفعال حقيقي من المعجزة التي هي دولة اسرائيل، لكنايضا بعيون مفتوحة تنظر الى عيوبها وجرائمها. بقلق كبير ولكن بدونحموضة. السنوات الكثيرة من النقاش العام الذي يتراوح بين الغطرسةالمنغلقة وبين الانتقاد المفكك، أنست أنه يمكن تقديم انتقاد بناء من خلالمحبة واخلاص غير متغطرسين.

هذه موسيقى لمن يعتبر الدولة ليس مثل أب يمكن التمرد عليه، بليعتبرها اكثر ولد محبب يجب مساعدته على التعامل مع التحديات التييواجهها، سواء ولد معها أو تورط فيها. موسيقى يا ليت تتحول الى نغمةحياتنا العامة.

إن تميز الكتاب يكمن في تقديم نموذج للصورة التي فيها يمكن لمركزسياسي أن يرى ويسمع كمركز منذ البداية، وليس كنقطة ما متوسطة بيناليمين واليسار. مركز شبيط ليس طريق الوسط، بل الطريق الشاملرؤيةترى الحقيقة الجزئية القائمة في طريقتين متناقضتين. لذلك، عندما يكونمطلوب حسم فعلي فانها تخلق مزيج فيه أجزاء من كليهما بتوازنات مختلفة. ولكن النظرة الى كليهما بقيت متعاطفة بسبب الحقيقة الكامنة فيهما، فيكليهما. هذه هي وجهة النظر التي ينظر شبيط منها للمجتمع الاسرائيلي،وبواسطتها هو يطرح اقتراحات اعادة البناء للنظام الرسمي الفخم في الوقتالحالي. الربط بين اسرائيل الاولى واسرائيل الثانية؛استيعاب الهجرةالىاسرائيل الثالثة، الاصولية والعربية، الى داخل المركز الصهيوني؛ مواجهةتحدي الاكتظاظ والتخطيط، ومواجهة تحدي الحدود والتحديات الاخرى التيتهدد جوهر وجود اسرائيل. شبيط يرى القيمة والحقيقة في ادعاءات القبائلالمختلفة، ايضا في رؤية اليمين وفي رؤية اليسار. ومن خلال رؤية الحقيقةالتي توجد فيهما هو يبني اقتراحه لبناء اجندة اسرائيل الجديدة. بالتفصيل،بوضوح وتفكير عملي.

كتاب شبيط هو كتاب رنان. هو يحاول القفز عن الفريسة اليومية التيتهزنا جميعا منذ سنتين ونصف، واسكات الضجة في الخلفية والنظر الىالصورة الكبيرة. توجد لديه ذريعة لتقديم خريطة وطريق لليوم التالي لنتنياهو. الكتاب يكاد أن يكون طموح جدا كمحاولة لتشكيل حكومة توحد اليمينوالوسط واليسار معا، اليهود والعرب، في محاولة للخروج من الشرخالسياسي العميق. هذا كتاب طموح يمكن أن يساعد في تجربة طموحةومرغوب فيها. سيدي رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، يجب عليك تخصيصثلاث ساعات من وقتك لقراءة كتاب آري شبيط الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى