ترجمات عبرية

هآرتس– بقلم تشيك فرايليخ – عشرة مؤشرات للفحص: هل عملية الاغتيال في ايران كانت حكيمة

هآرتس – بقلم  تشيك فرايليخ – 2/12/2020

” الانجاز المحدود لاغتيال عالم الذرة الايراني لا يعادل الاخطار، ومنها المس بالتعاون مع الامريكيين. والحل الوحيد وطويل المدى هو اتفاق دبلوماسي، واكبر قدر من التعاون مع الادارة الامريكية الجديدة “.

السؤال الصحيح فيما يتعلق باغتيال عالم الذرة الايراني، محسن فخري زادة، ليس هل كانت عملية الاغتيال محقة، بل السؤال هو هل كانت حكيمة. نحن على حق. من يقف على رأس برنامج يشكل تهديد وجودي لدولة اسرائيل يجب عليه أن يعرف بأن ذنبه على جنبه. والسؤال هو هل هذه العملية حكيمة. يمكن الاجابة على ذلك من خلال فحص عشرة مؤشرات.

1- يجب علينا فحص اذا كان الاغتيال سيؤدي الى الحاق ضرر شديد بالمشروع النووي الايراني. الجواب كما يبدو هو لا. الحديث يدور عن تنظيم واسع النطاق، ولا يوجد لأي شخص لوحده، مهما كان كبيرا، تأثير حاسم عليه. اسرائيل حسب ما نشر، سبق واغتالت في السابق عدد من علماء الذرة الايرانيين، ورغم ذلك يواصل الايرانيون تنفيذ المشروع. صحيح أنه ربما ستردع الاغتيالات علماء ذرة شباب وتتسبب بصيد الساحرات لدى الايرانيين في محاولة للعثور على عملاء محتملين، لكن كل هذا لن يؤدي الى تشويش حقيقي على المدى البعيد.

2– الوقت ما زالمبكرا كي نحدد اذا كان سيكون هناك رد شديد لايران. احداث العام الماضي، تصفية الجنرال قاسم سليماني على أيدي سلاح الجو الامريكي والانفجار في منشأة نتناز وتصفية رقم 2 في القاعدة في ايران والآن اغتيال فخري زادة – كل ذلك ينتج ضغط كبير على النظام في ايران من اجل الرد، خوفا من فقدان القدرة على الردع. ولكن ايران تواجه صعوبات غير قليلة في محاولتها للرد على احداث من هذا النوع. واذا لم ترد في الايام القريبة فهذا يعني أنها قررت الرد في المكان المناسب والزمان المناسب لها. فعليا هذا التأجيل سيعطي فرصة للمفاوضات مع جو بايدن.

3- هل الاغتيال سيزيد احتمالية حدوث مواجهة حقيقية بين ايران واسرائيل، وضمن ذلك تدخل الولايات المتحدة، في الاسابيع التي بقيت الى حين تسلم بايدن لمنصبه؟ الاجابة على ذلك نعم. هل هذه مصلحة اسرائيلية – يبدو أن لا.

في وسائل الاعلام تم عرض سيناريو محتمل بحسبه ايران سترد بشدة على الاغتيال وبهذا تمنح ترامب ذريعة لتنفيذ خطوة عسكرية هدفها أن تسحب المشروع الايراني بضع سنوات الى الوراء. ربما كان لاسرائيل مصلحة في سيناريو كهذا قبل نصف سنة أو قبل سنة، عندما لم يكن بالامكان الربط بين هجوم كهذا وبين تغييرات في الادارة في الولايات المتحدة. ولكن الآن هذا السيناريو غير مرغوب فيه، وحتى أنه خطير.

4- هل الاغتيال سيزيد من الصعوبة على بايدن في التوصل الى اتفاق جديد مع ايران، وهل سيعتبر في نظر الكثيرين في الولايات المتحدة كمحاولة متعمدة للتخريب في احتمالات التوصل الى اتفاق كهذا؟ الاجابة هي نعم. هل يوجد لاسرائيل مصلحة في أن الازمة الاولى في المواضيع الخارجية التي ستشغل الادارة ستكون من اجلها؟ في الحقيقة لا.

5- هل اغتيال كهذا هو الطريقة السليمة للتأثير على مواقف بايدن في الشأن الايراني؟ بصورة قاطعة لا. بالعكس، هذه هي الطريقة للبدء في تأسيس العلاقات مع الادارة الجديدة بالقدم اليسرى، وبالتحديد في قضية اساسية. يوجد لبايدن ولمن يتولون الوظائف الرفيعة سجل واضح مؤيد لاسرائيل. هكذا لا يتم خلق صداقات جديدة.

6- هل الاغتيال يعزز المحافظين في ايران؟ يبدو أن الجواب نعم. ففي شهر حزيران يتوقع اجراء انتخابات رئاسية في ايران، ومصلحة اسرائيل هي تشجيع المعتدلين الذين يطمحون الى اتفاق جديد، وليس تعزيز المحافظين.

7- هل توقيت الاغتيال كان صدفيا، وهل كان نتيجة فرصة عملياتية فتحت بالتحديد الآن، واذا كان الامر هكذا فكيف أن هذه الحقيقة كان يجب أن تؤثر على قرارات اسرائيل؟ الاستعداد لعمليات دقيقة جدا من هذا النوع يستمر لاشهر وحتى سنوات. وربما حقا فتحت نافذة فرص عملياتية. ولكن فرصة عملياتية لا تعني ضرورة تنفيذ عملية. شخص ما، أي رئيس الحكومة، مطلوب منه المصادقة على العملية في هذا الوقت.

8– اسرائيل ليست بحاجة الى ازمة عسكرية خطيرة الآن في الوقت الذي توجد فيه في الازمة الصحية، الاقتصادية والسياسية الاكثر خطورة التي مرت بها منذ قيامها. هذه التداعيات في الوضع الراهن كان يمكن أن تكون مبررة لو أن الامر كان يتعلق بانجاز استراتيجي كبير. ولكن هذا ليس الوضع، من الارجح أن الامر يتعلق بمصلحة حيوية لرئيس الحكومة الذي استغل عملية الاغتيال من اجل حرف الانظار عن التحقيق في موضوع الغواصات، وأنه ما زال يدير صراع منفلت العقال على البقاء.

9– السؤال الحاسم هو ما الذي يجب على اسرائيل أن تفعله. والجواب هو أن تحاول التوصل الى اكبر قدر من التنسيق مع الادارة الامريكية الجديدة فيما يتعلق بشروط العودة الى الاتفاق النووي، وفيما يتعلق بالنوايا العلنية لاستغلال الوضع القائم كقاعدة للتوصل الى اتفاق جديد. بايدن لم يشرح في أي يوم العلاقة بين الامور. الحديث يدور بدون شك عن عملية معقدة وصعبة، ولا توجد أي ضمانة بأن تنجح، وأنه يوجد لاسرائيل امكانية كبيرة في الاسهام في موقف الادارة الجديدة للتعامل في هذه المسألة.

الطاقم الذي عينه بايدن يتكون من اشخاص متزنين ويهتمون بمواجهة عيوب الاتفاق القديم. على اسرائيل استغلال فضاء التفاهم الكبير الذي يوجد لها مع هؤلاء الاشخاص من اجل رسم مقاربة مشتركة بدلا من ابعادهم من اجل تحقيق مكاسب تكتيكية محدودة.

10- لا شك أنه يوجد لعمليات اغتيال وعمليات احباط اخرى دور مهم في مجمل الجهود التي تبذلها اسرائيل في محاولة لايجاد رد بعيد المدى على المشروع النووي الايراني. ولكن ثلاثين سنة من التجربة تثبت بأنها لا تؤدي الى اكثر من تأخير تقدم المشروع النووي. هذا انجاز هام، لكنه لا يكفي. حتى عملية عسكرية لتدمير المنشآت النووية، مهما كانت ناجحة، لن تحقق اكثر من تأجيل لبضع سنوات.

الحل بعيد المدى الوحيد هو اتفاق دبلوماسي. وهذا هو الحل الذي يتطلع اليه بايدن، ومن اجل هذا الهدف يجب على اسرائيل أن تتعاون معه بأكبر قدر ممكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى