ترجمات عبرية

هآرتس- بقلم  تسفي برئيل – هل حان دور حماس لتلقي مكالمة هاتفية من البيت الأبيض ؟

هآرتس –  بقلم  تسفي برئيل – 21/5/2021

“على الولايات المتحدة أن تدفع نحو التكامل بين الضفة الغربية وقطاع غزة بصورة تدفع قدماً بحل الدولتين ومنع الفصل الدائم بين هاتين المنطقتين الجغرافيتين. وعليها تحقيق الاستقرار في غزة والتصدي للمشكلات الإنسانية ومنع أو تقصير أي صراع بين إسرائيل وحماس”، هكذا كُتب في بحث نشره مركز الأمن الأمريكي الجديد “سي.ان.إي.اس” بالتعاون مع معهد بروكينغز في العام 2018.

تبدو هذه واحدة من آلاف الوثائق والاقتراحات التي نشرت خلال سنين. ولكن كما يتبين الآن، يتوقع أن يكون لهذه الدراسة مكانة في البرنامج السياسي، وقد يتبناها الرئيس بايدن لمعالجة المواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين. لأن هذا البحث كتبه أربعة من الباحثين من ذوي التجربة في شؤون الشرق الأوسط، من بينهم ايلان غولدنبرغ وهادي عمر، المقربان من بايدن، واللذان كانا عضوين في الطاقم المصغر لوزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، عندما أدار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في محاولة للتوصل إلى اتفاق.

ليس في إسرائيل كثير من الأشخاص الذين يعرفون عمر، الذي عُين في منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، وهو الآن يمثل المبعوث الخاص لمعالجة المواجهة بين حماس وإسرائيل. ويقول مقربوه في معهد بروكينغز، الذي أسس فيه وأدار معهد الأبحاث المشترك “بروكينغز – الدوحة” بالتعاون مع قطر، إنه ليست له أي دوافع أيديولوجية، وأنه يضع نصب عينيه إيجاد حل إبداعي للنزاع. أما منتقدوه، خصوصاً حركات اليمين اليهودية في أمريكا، فيطلقون عليه “الخبير في السياسة الخارجية وله تاريخ عداء لإسرائيل”. ويقتبسونه من العام 2002 عندما كتب أنه حصل على الإلهام من الانتفاضة. وبعد أن قامت إسرائيل بتصفية صلاح شحادة، قائد كتائب عز الدين القسام، كتب عمر: “لدى العرب الآن أجهزة تلفاز، ولن ينسوا ما فعلته إسرائيل والجيش الإسرائيلي والديمقراطية الإسرائيلية بالأطفال الفلسطينيين. سيكون هناك الآلاف الذين سيثأرون على قتل الأبرياء بوحشية”. بالنسبة لمنتقديه، يعدّ عمر مثالاً للتعيينات “المناوئة لإسرائيل”، ومنها أيضاً تعيين ماهر البيطار الذي هو أمريكي من أصل فلسطيني، في منصب مدير رفيع لبرامج المعلومات في مجلس الأمن القومي. هذه التعيينات، حسب رأيهم، تعدّ دلائل على التوجه الذي يتوجه إليه بايدن، ودليلاً على فقدان إسرائيل لمراكز قوتها في البيت الأبيض.

بدلاً أن نصب السم ضد تعيين المسؤولين الحكوميين الكبار ونعادي بايدن، من المهم إعادة قراءة بحث عمر وأصدقائه. كل ذلك لأن بعض توصياته يتم تنفيذها، مثل قرار بايدن استئناف المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وتحرير أموال المساعدات للسلطة الفلسطينية. التجديد المهم في البحث هو غياب تطلع وحلم التوصل إلى سلام شامل ونهائي بين الطرفين عن طريق التفاوض مع السلطة، بل إيجاد دمج بين غزة والضفة، وبين حماس وم.ت.ف، من أجل وقف طويل لإطلاق النار ومنع مواجهة أخرى بين إسرائيل وحماس.

يعتقد كتّاب هذا البحث أن الولايات المتحدة أخطأت عندما أهملت غزة وحماس، وعندما ركزت الجهود الدبلوماسية على السلطة. وبناء على ذلك، من الخطأ التركيز فقط على غزة وتجاهل جهود السلام بين إسرائيل وم.ت.ف. هذه الاستراتيجية ستزيد الفجوة بين الفلسطينيين وتعزز حماس على حساب السلطة الفلسطينية. لذلك، يجب على الولايات المتحدة تشجيع المصالحة الفلسطينية الداخلية، وتزيد حضور مؤسسات المساعدات الأمريكية ورجال الاتصال الأمريكيين في غزة، وتطالب إسرائيل برفع الحصار عن غزة وإشراكها، أي حماس، في عملية اتخاذ القرارات السياسية.

البحث لا يتجاهل التناقض والأخطار الكامنة في هذه التوصيات. فإن التكامل بين الضفة والقطاع -حسب البحث- “قد يعطي شرعية جزئية لحماس، والأسوأ من ذلك هو أن حماس قد تستغلها لمراكمة القوة أو حتى السيطرة على الضفة. قد يؤدي التكامل إلى تشكيل نموذج يشبه نموذج حزب الله في لبنان، الذي ستبقى فيه حماس مليشيا مسلحة، ومتحررة من نير الإدارة المدنية، وذات قدرة على فرض الفيتو على قرارات الحكومة”. لا توجد في البحث أي حلول سحرية لهذا الخطر، رغم أن كاتبي البحث يعتقدون أنه يجب على الإدارة التمسك بسياسة التكامل بسبب فرصتها في التمكين من وجود فترة طويلة من الهدوء وتحسين وضع غزة الاقتصادي.

لا توجد أي خطوة تهدد سياسة إسرائيل أكثر من الدمج بين حماس وفتح وبين الضفة وقطاع غزة. استراتيجية الفصل بينهم استهدفت إحباط حل الدولتين. وكانت إسرائيل وستكون مستعدة للعودة إلى نوع من التطبيع الاقتصادي، ونقل بضائع وزيادة تزويد القطاع بالكهرباء. أو باختصار، الحفاظ على قوة حماس كقوة حكم، شريطة ألا يكون هناك إحياء لحل الدولتين. والسؤال هو: كيف تستطيع إسرائيل مواجهة الإدارة الأمريكية إذا ما قررت تغيير موقفها بالنسبة لحماس وزادت المساعدات لغزة بشكل مباشر أو بوساطة مصر، وربما بدأت في إجراء لقاءات مع “أوساط معتدلة” في القطاع؟ إذا كان ترامب قد أعطى شهادة شرعية لطالبان، وأزال بايدن الحوثيين عن قائمة الإرهاب، فربما حان دور حماس لتلقي مكالمة هاتفية من البيت الأبيض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى