ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل- نساء سوريات مظلومات

هآرتسبقلم  تسفي برئيل– 8/6/2021

الاغتصاب بتشجيع من النظام لا يحظى بتغطية اعلامية واسعة. النساءيتعرضن للاغتصاب في سوريا وفي اثيوبيا وفي الدول الاوروبية التييهربن اليها. وربما يكون الاغتصاب الجماعي الذي قام به رجال داعشللنساء الايزيديات في الاعوام 2014 و2015 هو الاغتصاب الاكثر شهرة فيالعقود الاخيرة على خلفية سياسية ودينية“.

ما الذي ستفعله لاجئة سورية شابة تعيش في اثينا من اجل أن تنتقلمن اليونان الى المانيا التي يعيش فيها خطيبها؟ لاجئون سوريون يجب عليهمالبقاء في الدولة الاولى التي نجحوا في الهرب اليها، والتنقل بين الدول تقريباغير ممكن. حسب اقوال هذه اللاجئة التي تم نشرها في موقعالعربيالجديد، فقد قامت بشراء وثيقة انتقال مزيفة بمبلغ 800 دولار، بما في ذلكمصادقة مزيفة تؤكد على أنها غير مصابة بالكورونا. مهرب الحدود طلب منها5 – 7 آلاف يورو. ولكن ايضا كان لديه عرض للتخفيض: خفض المبلغ الىثلاثة آلاف وخمسمائة مقابل اقامة علاقة جنسية. المرأة رفضت. مهرب آخر،عراقي الاصل، عرض ايضا عرض مشابه.

فتاة اخرى قالت إن مهرب طلب منها 7 آلاف يورو مقابل نقلها الىالسويد، أوضح بأن المبلغ مخصص لسفرهما كأزواج. لذلك، يجب عليهماالتقاط صورة وهما يقيمان علاقة جنسية من اجل أن لا تشك شرطة الهجرةبهما بأنهما زوجين مزيفين. امرأة اخرى عمرها تقريبا اربعين سنة قالت إنهكان يجب عليها اقامة علاقة جنسية مع مهربي حدود في طريقها من سورياعبر تركيا الى اليونان.

تقارير لمنظمات حقوق انسان في سوريا وفي دول اوروبية تعرضصورة مخيفة للاستغلال الجنسي لمئات وربما آلاف النساء اللواتي اردنالهرب من رعب الحرب في سوريا الى دول لجوء آمنة. الكثير منهن امتنعنلسنوات عن كشف قصصهن، معظمهن بسبب الخجل والخوف من تنكيلابناء عائلاتهن بهن، وأخريات خشين من تقديم شكوى في الشرطة لأنهمدخلن الى الدولة بشكل غير قانوني، وبناء على ذلك كان يمكن أن يتماعادتهن الى سوريا. “الجميع يعرفون هذا السلوك غير الانساني. يجب عليكاختيار احتمال من احتمالين فظيعين. إما رفض الاستغلال الجنسي وأنتبقي عالقة كلاجئة في الدولة التي وصلت اليها وإما أن تدفعي بجسمكوالأمل بأنك بذلك يمكنك الحصول على وثيقة عبور الى الدولة التي يعيشفيها زوجك أو عائلتك، قالت ناشطة في منظمة لحقوق الانسان تعالجموضوع اللاجئات.

تهريب اللاجئين الذي اصبح تجارة بالبشر، بالاساس بالنساء، أمرغير جديد. لاجئات كثيرات من سوريا تم تجنيدهن للعمل في بيوت دعارةمرتجلة في تركيا واليونان، أمهات قمن ببيع بناتهن للرجال لتمويل انتقالالعائلة من سوريا الى اوروبا، أو تمويل انفسهن اثناء المكوث في مخيماتللاجئين في لبنان أو في سوريا أو في الاردن. في بعض الحالات هؤلاءالنساء كن ضحايا لرجال الشرطة والجنود على الحواجز في طريق كثيرة. في افضل الحالات مررن بفحص جسدي دقيق (فقط). وفي حالات اخرىكن ضحايا الاغتصاب وتنكيل جسدي آخر.

اغتصاب النساء اعتبر قبل مئات السنين عقاب سياسي هدفه الردع،وليس كدليل على اندلاع غريزي تتسبب به الحرب. ربما يكون الاغتصابالجماعي الذي قام به رجال داعش بالنساء الايزيديات في الاعوام 2014 و2015 هو الاغتصاب السياسي والديني الاكثر شهرة في العقود الاخيرة. الهدف لم يكن فقط المس بالنساء، بل معاقبة الازواج على رفض اعتناقالاسلام أو التجند في صفوف داعش. أو أنه كان وسيلة مخيفة لردع أيمظهر من مظاهر المقاومة. حتى أن اعمال الاغتصاب استخدمت كرسالةللمسلمين، السنة والشيعة على حد سواء، الذين رفضوا تبني التفسير الدينيلداعش. مؤخرا نشر عن آلاف اعمال الاغتصاب التي قام بها جنود مناثيوبيا واريتيريا بالنساء التيغريات في الحرب التي اندلعت في الاقليمالشمالي في اثيوبيا. ورغم أن الاغتصاب يعتبر جريمة حرب إلا أنه لم يتمبعد تقديم طلب لتقديم زعماء اثيوبيا واريتيريا للمحاكمة بسبب المسؤولية عنجرائم جنودهم.

نظام اغتصابقديم هو النظام السوري. منذ فترة طويلة بدأت تنشرتقارير عن حجم اعمال الاغتصاب في السجون وفي مكاتب التحقيق وحواجزالطرق الموجودة تحت سيطرة النظام. امرأة أجريت مقابلة معها، كانتمسجونة في احد السجون في سوريا، قالت إن السجانين أخذوها الى غرفةاعتقال، تم فيها تنفيذ اغتصاب جماعي لسجينة اخرى. السجانون حذروهابأن هذا سيكون مصيرها اذا لم تقدم لهم معلومات عن زوجها المطلوب.

منظمة حقوق الانسان السورية نشرت في شهر آذار، بمناسبة يومالمرأة العالمي، تقرير فصل آلاف الحالات التي تسبب فيها رجال النظامباضرار جنسية للنساء. نحو 11.500 امرأة تم تعذيبهن جنسيا على أيديهمبين الاعوام 2011 – 2021، كتب في التقرير. وتم التوضيح بأنه يصعباحصاء العدد الدقيق بسبب غياب الوثائق. لذلك. هذه هي معطيات الحدالادنى.

الاغتصاب السياسي، خلافا للاغتصاب الشخصي، اعتبر جزءا منثمن الحرب الذي يدفعه الابرياء،اضرار هامشية، حسب تعريفه المقرف،الذي ليس لدى الضحايا والانظمة الكثير من اجل فعله ضده.  منظماتنسوية عربية، تشريع متقدم في عدد من الدول العربية، خلق حوار عام فيالشبكات الاجتماعية ضد التنكيل بالنساء، كل ذلك حقق عدد من الانجازاتالباهرة الى أن اصطدمت بسور التنكيل والاغتصاب السياسي. اغتصاببتشجيع النظام أو على أيدي مليشيات تعمل باسمه لا يحظى بتغطيةاعلامية واسعة. قتل، ذبح، هدم بيوت، كل هذه هي الاسس المعتادة لاعلامالحرب. يمكن أن تعدها وتحصيها وتحصي حجمها الاقتصادي. الاغتصابهو أداة حرب غير قابلة للقياس، اضراره لا يمكن احصاءها بمساطر مالية،وضحاياه هن من النساء اللواتي في الاصل هن العنصر الاضعف فيالمجتمع، والمس بهن يعتبر من بقايا الحرب وجزء من الانتصار.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى