ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – مستوطنون يؤذون الجنود؟ ما هو الجديد في ذلك؟

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 13/1/2021

مس المستوطنين بالجنود ليس أمرا جديدا، بل هو بدأ منذ أن تم وضع حجر الاساس لمشروع الاستيطان “.

الجيش الاسرائيلي هو جسم دقيق، يحب الارقام والبيانات، لا سيما التي يمكنها أن تدل على النوايا، التي بدورها تتطور الى “توجهات”، ومن هذه التوجهات يمكن أن نشتق استنتاجات للعمل. هكذا هي ايضا البيانات التي قدمها الجيش الاسرائيلي عن مس المستوطنين بقوات الامن. في العام 2020 تم احصاء 370 حالة عنف لاسرائيليين في الضفة، منها 42 حالة كانت موجهة لرجال الشرطة والجنود. هذا مقابل 29 حالة في العام 2019 (“هآرتس”، 11/1).

فجأة تم الكشف عن توجه تصعيدي، وكذلك ثار شك كبير الى جانبه، بسبب “مستوى الجرأة” في اوساط نشطاء اليمين، وبسبب الصمت الذي يعتري المستوى السياسي ازاء ازدياد عنف اليهود. ولكن ما الذي يعتبر أذى ومتى يعتبر الأذى عملية؟ عندما يدور الحديث عن فلسطيني، يكفي أن يخرج من سيارته من اجل مساعدة صديقه الذي اصيب بنار الجنود، فانه على الفور يعتبر ارهابي. فتاة عربية تسير وهي تحمل مقص، هي ايضا تعتبر ارهابية. رشق الحجارة حتى حظي بقانون خاص، الذي لا يقتضي نية للايذاء من اجل أن يعتبر عملية. الامر بسيط وسهل.

ولكن لدى اليهود القصة اكثر تعقيدا. بالاساس اذا كان الامر يتعلق بمستوطنين يؤذون جنود أو رجال شرطة. هل البصق هو عملية تخريبية، أو أنه امطار. متى الحجر الذي القي على جندي من قبل يهودي سيعتبر عملية تخريبية حسب المادة 275أ، التي تنص على أن “من قام برمي حجر أو أي جسم آخر على شرطي أو على سيارة للشرطة بهدف ازعاج شرطي وهو يؤدي مهمته بصورة قانونية أو تعويقه، فان حكمه يكون السجن لخمس سنوات”؟.

وماذا اذا كان الامر يتعلق بشخص قام بضرب مقدم في الجيش؟ من الواضح أنه اذا كان هذا الشخص عربي فانه لن يقف في المحكمة – في طرفة عين هو أصلا لن يكون قادر على الوقوف. ولكن اذا كان يهودي؟ هل سيتم اعتقاله بتهمة التسبب بالضرر أو أن ما فعله سيعتبر مثل شجار بين اصدقاء؟ والسؤال الممتع اكثر يتعلق بتعريف “الجرأة”. حسب أي سلم الجيش الاسرائيلي يقيس شجاعة المستوطنين، ومتى يبدأ هذا القياس؟.

المستوطنون، حتى قبل تقسيمهم الى مجموعات فرعية – شبيبة التلال وسكان البؤر الاستيطانية ومستوطنون شباب وسارقي اراضي قدامى – قاموا بالايذاء والتخريب والبصق ورشق الحجارة ورمي الحفاضات القذرة من اللحظة التي وضع فيها حجر الزاوية لـ “مشروع الاستيطان”. من يتذكر الصفعة التاريخية التي وجهتها زوجة الحاخام لفنغر لأحد الضباط؟ أو اللكمات في كدوميم؟ أو المواجهات العنيفة في عمونة؟ أو تخريب سيارات الجيش في يتسهار؟ كل هذه تم الرد عليها بتفهم وبدرجة مناسبة من الشفقة.

“الجرأة” لم تكن في حينه في القاموس. وبالتأكيد لم تكن “توجه” أو “تصعيد”. جميعها “احداث موضعية” نمت على البنية التحتية للعفن الخصب الذي شرعن مس اليهود بجنود الجيش منذ سنوات الاحتلال الاولى. الجيش الاسرائيلي وحكومات اسرائيل تبنوا بسرور قاموس الاستيطان ووافقوا على التمييز بين المستوطنين وبين “شبيبة التلال”، بين قيادة الحاخامية وبين الزعران في الميدان. اذا هوجم جندي فان مهاجمته تعتبر أمر استثنائي حتى لو حدثت في اعقابها عشرات الاضرار. هذه المواجهات ترسخت في الوعي كجزء تنظيمي في التعايش بين الجيش والمستوطنين – استيعاب جاء مع المهمة. لم يفكر أحد في “تصعيد الجرأة. والآن ايضا لا يبدو أن الجيش ينوي تغيير القواعد وهو يوافق على تبني دور الفلسطيني المضروب، الذي مجرد حضوره هو ذريعة كافية للمس به.

الافتراض الاساسي الذي يميز بين ايذاء المستوطنين للفلسطينيين وبين ايذاءهم للجيش الاسرائيلي هو افتراض كاذب ومضلل. هذا الافتراض يشجع افتراض أن المستوطنين يميزون بين هجمات “تدفيع الثمن” واقتلاع اشجار الزيتون وبين رشق الحجارة على رجال الشرطة ومهاجمة جنود الجيش. التجربة تعلم أن كل من يزعج المستوطنين على مختلف انواعهم في تنفيذ وظيفتهم هو هدف للمس به. جرأة المستوطنين ليست هي التي يجب على الجيش قياسها، بل ضعفه امامها. هذا نظام من الاواني المستطرقة والخطيرة، الذي سيواصل اضعاف وحتى انهاك قوة الجيش الاسرائيلي على أداء مهماته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى