ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – مرحبا، أيتها اللاصديقات

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 25/1/2021

المصالحة مع قطر جاءت في الوقت الذي تصدع فيه التضامن. فمصر خاب أملها من دولة الامارات لأنها لم تشركها في اتفاق التطبيع مع اسرائيل  “.

اعلان مصر عن استئناف العلاقات مع قطر، ينهي كما يبدو النزاع الذي استمر ثلاث سنوات بين مصر والسعودية ودولة الامارات والبحرين وبين قطر. الاتفاق، الذي تم التوقيع عليه في بداية الشهر في مدينة العلا في السعودية – في عرض العناق الذي تبادله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وحاكم قطر الشيخ تميم بن حمد – حظي بمباركة الدول العربية والغرب. وقد رافق اعلان مصر شرح من قبل “مصادر مقربة”، الذي بحسبه في اللقاء بين ممثلي قطر وممثلي مصر، تعهدت قطر بالتوقف عن التدخل في شؤون مصر الداخلية، وأن تعطي الأوامر لقناة “الجزيرة” بعدم مهاجمة النظام في مصر. وقد نفت قطر أنه كان هناك لقاء كهذا، لكنها لم تنف التعهدات.

أي طرف لم يكشف حتى الآن تفاصيل التفاهمات والتعهدات التي أخذتها قطر على عاتقها. ومن غير المعروف ما الذي قصدته مصر عندما قالت إن قطر وافقت على عدم التدخل في شؤونها الداخلية. وقد حدث شرخ عميق بين الدولتين منذ العام 2013 عندما عزل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسجن سلفه محمد مرسي، رجل الاخوان المسلمين. وبهذا حصل على وابل من الانتقاد والادانة، سواء من قطر أو من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي يعتبر حتى الآن نظام السياسي نظام عسكري ديكتاتوري اختطف الحكم تحت جنح الظلام.

إن حساب مصر مع قناة “الجزيرة” أطول من ذلك. فقد بدأ في فترة حسني مبارك الذي تلقى من القناة القطرية الانتقاد الشديد، وضمن ذلك كشوفات مدوية عن عمق الفساد في نظامه. مصر عارضت اتفاق المصالحة بين السعودية وقطر، ومثلها ايضا اتحاد الامارات. ولكن ضغط السعودية هو الذي تغلب. توجد للسعودية اعتبارات ومصالح خاصة بها، بالاساس امام الادارة الامريكية الجديدة لجو بايدن. وهي تأمل تحويل الاتفاق مع قطر الى رافعة اصلاح لعلاقتها مع واشنطن. مصر لم تستطع تخريب خطوة السعودية، لكنها تظهر عدم الرضى وتكتفي بوضع مستوى العلاقة بينها وبين قطر بمستوى القائم بأعمال السفير فقط. مصر ايضا حذرت من أن “سلوك قطر سيتم اختباره حسب افعالها وليس حسب بياناتها”، وهي الصيغة المعروفة لوصف التشكك والبرود السائد بينهما.

مصر تنتظر رؤية هل قطر ستتنازل عن دعم حركة الاخوان المسلمين، وأن تبعد من اراضيها قادة الحركة، ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، وأن تنضم الى حربها ضد الحركة. ولا يقل عن ذلك اهمية في نظر مصر، سلوكها في الازمة الليبية التي فيها دمجت قطر قواتها مع تركيا في دعمهما العسكري للحكومة المعترف بها. كل ذلك مقابل مصر والامارات والسعودية وروسيا وفرنسا التي تؤيد الجنرال الانفصالي خليفة حفتر. في نفس الوقت، في قطر يعمل اكثر من 350 ألف عامل مصري، يضخون عشرات ملايين الدولارات سنويا لعائلاتهم في مصر. الآن مصر تتوقع أن تفتح قطر ابوابها مرة اخرى أمام عشرات آلاف العمال المصريين، وبذلك تخفض قليلا نسبة البطالة المرتفعة في مصر.

المصالحة مع قطر تأتي في الوقت الذي بدأ فيه التضامن بالتصدع. بين مصر واتحاد الامارات تطور خلاف حول الازمة الليبية. مصر بدأت في اظهار مرونة اكثر تجاه النظام في ليبيا. وفي المقابل، أبو ظبي تتمسك بسياسة عسكرية متشددة ضد الحكومة – الموقف الذي حسب رأي مصر يمكن أن يمس بجهودها للدفاع عن حدودها الغربية مع ليبيا. مصر خاب أملها من دولة الامارات ايضا لأن الاخيرة لم تستخدم ثقلها على اثيوبيا من اجل تأجيل ملء سد النهضة، الذي تقوم اثيوبيا ببنائه على النيل والذي تعتبره مصر تهديدا لوجودها. ايضا لأنه لم يتم اشراكها في التوقيع على اتفاق التطبيع مع اسرائيل. في المقابل، في اتحاد الامارات تفاجأوا من الاتصالات بين مصر وتركيا حول ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية في البحر المتوسط، ومن الاتفاق الذي وقعته تركيا مع ليبيا، وهو اتفاق يمكن أن يمس بمسار تصدير الغاز من مصر الى اوروبا.

مؤخرا اسمع زعماء في تركيا وفي مصر تصريحات جديدة، يوجد فيها ما من شأنه أن يشير الى نية الحوار، وربما حتى استئناف العلاقات السياسية. في شهر كانون الاول الماضي قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاوتشولو، بأنه “يوجد تعاون استخباري بين تركيا ومصر، وهناك اتصالات بين وزارات الخارجية في الدولتين”. وأوضح تشاوتشولو بأن مصر وتركيا تعكفان على رسم خارطة طريق لاصلاح العلاقات. ايضا في اتحاد الامارات معنيون باستئناف العلاقات مع تركيا، لكنهم يهتمون بأن يقوموا هم أنفسهم باملاء القواعد. وهناك تخوف من أن “مبادرة خاصة” لمصر امام تركيا يمكن أن تمس بخططهم.

مصر والسعودية وتركيا تنتظر بيقظة وخوف ما سيقوله الرئيس الامريكي جو بايدن. فوق رؤوس هذه الدول يحوم سيف التهديد بالمقاطعة – السعودية بسبب الحرب في اليمن وقضية قتل الصحافي جمال الخاشقجي؛ وتركيا بسبب شراء الصواريخ المضادة للطائرات من روسيا والتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط؛ ومصر بسبب المس الواسع بحقوق الانسان. جهود التقارب بينها وبين تركيا يجب رؤيتها في هذا السياق، ويبدو أن هذه الدول الثلاث تنوي طرح خارطة سياسية جديدة امام بايدن، بحسبها ستكون تركيا جزء من الحلف الجديد، واتفاقات التطبيع مع اسرائيل ستكون مثابة عائق أمام العقوبات، والمصالحة بين دول الخليج وقطر استهدفت اقامة سور ضد أي انزلاق مؤيد لايران يمكن أن يقوم به بايدن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى