ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – لبيد، ساعر، بينيت وميخائيلي، هم الوسط لدينا

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 10/3/2021

حتى لو لم يتم تقديم نتنياهو للمحاكمة فان السنوات التي قضاها في الحكم تكفي كي نقول له كفى. هذه فترة فيها التصويت للوسط هو حبة دواء مرة بدرجة مخيفة، لكنها ضرورية من اجل علاج الجسم من هذه الآفة “.

الانتخابات في هذه المرة اكثر سهولة مما كانت دائما. من الواضح لكل شخص لمن لن يصوت. العلمانيون لن يصوتوا للاحزاب الدينية، والعكس صحيح. ايضا يوجد للعرب من لن يصوتوا له. منصور عباس لن يصوت للقائمة المشتركة، ومن يؤيدون القائمة المشتركة لن يصوتوا له.

بعد اجتياز هذه العقبة، الاستطلاعات تظهر أن معظم اليساريين لن يصوتوا لحزب ميرتس، البعض ايضا سيخافون من حزب العمل بسبب ابتسام مراعنة. ليس لأنها عربية، فهم يحبون التزين بالعرب الآن، بل بسبب عدم وقوفها بصمت عند سماع الصافرة. “مراعنة ليست صهيونية وهي تنكر الكارثة. وقد وضعت شريط لاصق على الصافرة، ونحن لن نغفر لها ذلك في أي يوم”. هكذا حكمت السنهدرين الوطنية اوفيرا وباركوفيتش.

قلائل فقط سيضعون ورقة مكتوب فيها الحروف الانتخابية ليارون زليخة، وايضا هناك بني غانتس، وناحوم تكوم، الذي سيصوت لنفسه أو لا يصوت. كتلة المعارضين لبنيامين نتنياهو في اليمين لن يضعوا في الصندوق ورقة الليكود. فالقاعدة لن تصوت لجدعون ساعر، ونفتالي بينيت لن يجر وراءه ما يسمى “اليهودية الصهيونية”. بعض اعضاء هذه الكتلة الذين يرتدون وشاح “الاستيطان الشاب”، الذي ينقض على التلال، يوجد لهم  زعماء آخرون. من تم منعهم من حضور حفل الزفاف اصبحوا اغلبية.

إن براعة الناخب الاسرائيلي تقوده الى طريق المرجان الذي في نهايته توجد لافتة “الوسط”، والتي تعده بموت سياسي تحت تأثير المخدر.

“لا يوجد أي شيء في منتصف الطريق باستثناء الخطوط الصفراء وقنافذ ميتة”، هذه هي المقولة المشهورة للناشط السياسي والصحافي الامريكي جيم هايتاور. في السياسة الاسرائيلية القنفذ بالتحديد يبعث مجددا للحياة بالضبط في منتصف الطريق. يئير لبيد وساعر وبينيت وميخائيلي هم الآن الوسط لدينا. وهم يحذرون جدا من السير على الخط الفاصل في منتصف الشارع وكأن هذا هو المكان الاكثر أمانا. وقد كتب لبيد في هذا الاسبوع في “هآرتس”: “نحن نطرح مواقف معتدلة ومتزنة وحذرة جدا. ربما لن نقوم بمغامرة كبيرة، لكن يبدو لي أن الدولة في هذه الاثناء لا تحتاج الى المزيد من الاضطرابات. وارسال بنيامين نتنياهو الى البيت سيوفر لنا ما يكفي من الدراما”. لبيد بجلاله حتى مستعد للتنازل عن طموحاته الشخصية.

ولكن أي طموحات شخصية يمكن أن تنمو لدى من جاء من موقف الاعتدال والتوازن والحذر، مثل خط مستقيم في جهاز المونيتور الذي يوجد في غرفة العناية المكثفة؟ لأنه في نهاية المطاف هذه بالضبط هي الترانيم التي نطقها غانتس عندما قرر الخروج عن الصمت في الحملة الانتخابية التي جرت في العصر القديم. هو ايضا قصد ما قاله، ونحن ايضا صدقناه ذات يوم.

مؤخرا كان يمكن، بل وحيوي، ادانة انتخاب الوسط. هذا خيار جبان وخيار قطيع متسامح، خيار لا يمكنه احداث تغيير واصلاح الخرائب ورسم سياسة حازمة وأن يضع مرة اخرى سلم القيم المناسبة، خاصة أن الوسط في اسرائيل مكون من بقايا احزاب، وسياسيين، تشبه قطع غيار لا ترتبط ببعضها.

لكننا نوجد الآن في مكان سيء، فيه اقصاء نتنياهو هو قيمة بحد ذاتها. وليس هذا فقط، بل قيمة سامية. لأن المجتمع الذي يطمح الى أن يعود الى نفسه التي كانت ذات يوم لا يحق له أن يختار مرة اخرى رئيس حكومة يشكل خلاصة الفساد والغطرسة، وهو صاروخ موجه ضد الديمقراطية ومصلحة الجمهور. ايضا حتى بدون تقديم نتنياهو للمحاكمة فانه يكفي بسبب عدد السنوات التي قضاها في الحكم أن نقول له كفى. مجتمع لا يستطيع تغيير حكومة خلال فترة زمنية محدودة هو مجتمع تعود على الديكتاتورية وأحبها وهو يورثها للاجيال القادمة.

في الجولة الانتخابية القادمة، اذا جرت بعد ثلاث أو اربع سنوات، سيأتي الى صناديق الاقتراع شباب لم يعرفوا رئيس حكومة غيره ولا يعرفون كيف تبدو الحكومة السوية. وسيكونون على قناعة بأن الديمقراطية يجب أن تكون على هذه الصورة، وضد هذا الامر لا توجد مناعة. هذه فترة فيها التصويت للوسط هو حبة دواء مرة بدرجة مخيفة، لكنها ضرورية من اجل علاج الجسم من هذه الآفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى