ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – قبل كل شيء يجب ازاحة بيبي

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 23/12/2020

النقاش حول جودة الديمقراطية لا يمكن أن يسبق ضرورة تأسيسها أو انقاذ بقاياها من الدمار المطلق “.

عندما سئل شباب ثورة الربيع العربي في مصر لماذا سيؤيدون حركة الاخوان المسلمين، حيث أن هذه حركة دينية متطرفة، تضطهد المثليين وتطرح عكس شعارات حركة الاحتجاج الليبرالية، أجابوا “في البداية سنهتم بالديمقراطية، وبعد ذلك بجودتها”. بؤرة احتجاجهم وهدف الثورة كان في المقام الاول اسقاط الطاغية حسني مبارك.

ولكن شعار “ارحل” الذي اغرق الشرق الاوسط ووصل حتى الى اسرائيل بشعار “اذهب” – والنجاح في اسقاط الديكتاتور، لم تثمر الثمار المأمولة. ديكتاتور آخر استبدل الديكتاتور الذي تم اسقاطه، حقوق الانسان سحقت بقوة اكبر، المؤسسات الديمقراطية شُلت، آلاف الاشخاص معتقلون ومسجونون، والرقابة تغلق الافواه القليلة التي تتجرأ على انتقاد نظام الحكم.

من يحبون المقارنة بالتأكيد سيقولون بأن العبرة من مصر هي أنه من الافضل البقاء مع ديكتاتور معروف، حتى لو كان شخص فاسد وعنصري ومحرض وكاذب، بدلا من الدخول الى مخاطرة مليئة بالالغام. لماذا يجب علينا اسقاط بنيامين نتنياهو اذا كنا سنحصل بدلا منه على جدعون ساعر أو نفتاليبينيت وربما حتى افيغدور ليبرمان، أو على الاصوليين كاضافة؟ كيف سنستطيع حينها الاهتمام بجودة الديمقراطية؟ نتنياهو على الاقل جلب لنا سلام مع العرب، وقد كان خاضع لضغوط جو بايدن (الذي ربما سيدفع قدما بالمفاوضات مع الفلسطينيين)، وهو حتى اهتم باحضار اللقاح لنا. هكذا، يحاول المجانين اقناع الجمهور بأنه بدون بيبي ستضيع البلاد.

هذه وجهة نظر تبناها ليس فقط من يؤيدون نتنياهو، بل ايضا في الوسط وحتى في اليسار تسمع اصوات مشككة، خاصة لدى من تعرضوا لارتجاج في الدماغ من الضربة التي اوقعها عليهم بني غانتس، والذي في كل يوم يواصل فيه كونه رئيس حكومة بديل وحزبه يشارك في ائتلاف الجريمة، فانهم يعرضون للخطر مجرد وجود الديمقراطية وسلامة جهاز القضاء واقتصاد الدولة.

يمكن أن نفهم خيبة أمل من يؤيدون الوضع الراهن برئاسة نتنياهو. ولكن لا يمكن، أو الأصح من المحظور، قبول ادعاءاتهم. الجمهور غير المستعد لأن يضع على المحك احتمالات استبدال حكم سيء – هو جمهور ضائع. المواطنون الذين يتغذون على الوضع السيء الذي يغرقون فيه، وفي نفس الوقت يعتادون على نوع الديمقراطية التي صممها لهم الحاكم والحزب الذي يستند الى عبادة الشخصية، بدون استغلال الادوات الديمقراطية التي توجد بحوزتهم من اجل استبداله، غير جديرين بصفة مواطنين. من ذعر من النفقات المالية الكبيرة التي تكتنف جولة انتخابات، ويتجاهل عشرات مليارات الشواقل التي تم تبذيرها بدون حساب وبدون منطق وبدون برنامج، يحكم على نفسه بالعيش بدون أمل.

ولكن هل التطلع الى رؤية شاحنة النقليات وهي تخرج من بوابات بلفور والمتهم محاصر في قفص المحاكمة، يبرر انتخاب ساعر أو بينيت؟ هذا سؤال مخادع، لكنه يعكس مزاج الارستقراطيين. لا أحد يعرض على اليساريين أو على اعضاء الوسط أن يتبنوا بالتحديد ممثلي اليمين الصلب. اذا قام ازرق ابيض بخطوة تقصي غانتس وتضع مكانه آفينسنكورن الذي تحول الى ممثل الحزب الذي كان ازرق ابيض أن يكونه فعليا، قبل أن يغتصبه غانتس، واذا انضم هذا الحزب الجديد الى يئير لبيد وميرتس والقائمة المشتركة، فهو يستطيع أن يطرح بديل واقعي.

ولكن حتى لو كانت نتائج الانتخابات هي أن ائتلاف ساعر، بينيت وليبرمان، سيحكم الدولة، صحيح أن هذا سيكون ائتلاف خطير، لكنه سيكون أكثر حذرا من العصابة التي حولت الدولة الى مدينة اشباح. اساس الاهمية سيكون في مجرد الانفصال عن ديكتاتورية بلفور، وتشويه الوعي حول خلود حكم نتنياهو، واختفاء المسلمة القائلة بأنه لا فائدة من الانتخابات عندما تكون النتيجة معروفة، واحياء الشعور بأنه مع ذلك يوجد للجمهور قوة لتحقيق سيادته. النقاش حول جودة الديمقراطية لا يمكن أن يسبق ضرورة تأسيسها أو انقاذ بقاياها من الدمار المطلق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى