ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – صورة السيلفي التي حولت فيروز ، من ذخر وطني الى مرساة للشبكة

هآرتسبقلم تسفي برئيل – 28/6/2021

استخدام فيروز الاول للسيلفي ما زال لم يحولها الى مرساة للشبكة، لكنهبالتأكيد يقربها من جيل الشباب الذي ابتعد عن ايقونات الثمانينياتوالتسعينيات. ربما الآن، في سنها المتقدمة، هي تشكل نموذج ايضا لنجاحنسوي، وليس لنجاح موسيقي فقط “.

لأنها الشيء الاكثر جمالا الذي نقش في ذاكرة لبنان. ولأنها رافقتاللبنانيين في جميع ايامهم، الحلوة والمرة. ولأنها الملكة المتوجة في قلوبالناسارسلت أمس رسالة للبنانيين ذكرتهم فيها بأنها تقف الى جانبهموأنها ستبقى في لبنان، في بيتها في حي الرابية، مثلما كانت دائما، نشرهذا المقال القصير في موقعلبنان 24″. قليلة هي الامور التي يمكن أنتفرح في الوقت الحالي اللبنانيين. ولكن عندما نشرت فيروز، المطربةالاسطورية، في يوم الخميس الماضي صورة سيلفي لها مع ابنتها، المخرجةالمسرحية ريما الرحباني، خرج المعجبون عن أطوارهم، والمحللون تركوا للحظةالازمة السياسية والاقتصادية التي تهدد بتحطيم الدولة وحاولوا العثور علىتفسير ميتافيزيقية لهذه الصورة.

فيروز (86 سنة) هي ذخر وطني ليس في لبنان فقط. ملايين المعجبونفيها في ارجاء العالم يحتفظون باغانيها في هواتفهم المحمولة، ورافقوا كلمقطع موسيقي لها. هي ترمز في نظرهم الى الماضي الفاخر للبنان. بعدالانفجار المخيف في ميناء بيروت في شهر آب الماضي كلف الرئيسالفرنسي، عمانوئيل ميكرون، نفسه عناء زيارتها في بيتها كبادرة حسن نيةللتماهي مع مشاعر اللبنانيين. صورة السيلفي الاولى لفيروز مع ابنتها جاءتبعد سنوات كثيرة لم تظهر فيها على الملأ. فضائح العائلة حول استخدامحقوقها والنزاع العميق لريما وزياد، اولاد فيروز وعاصي (الذي توفي في1986)، مع ابناء عائلة منصور الرحباني، شقيق عاصي (الذي توفي في2009)، وهما موسيقيان عظيمان تركا ارث موسيقي متشعب، هذا النزاعمول وسائل الاعلام في لبنان وفي الدول العربية، لكن فيروز نفسها اختفتفي بيتها وكأن هذا الخلاف لا يعنيها.

الى جانب هزة الاحاسيس التي خلقتها صورة السيلفي جرى نقاشحول هل فيروز هي ذخر ثقافي فقط أم أنها تمثل ايضا العظمة النسوية، هليمكن أن تشكل رمز نسوي فقط أم أن تشغل دور نصب تذكاري حي يمثللبنان. مطربات مثل أم كلثوم واسمهان وفيروز أو الجيل الجديد من المغنياتمثل نانسي عجرم وهيفاء وهبي واصالة وغيرهن، حصلن على مكانتهن، أولاوقبل كل شيء، لأنهن جلبن بشرى موسيقية وثقافية جديدة. فيروز ما زالتتعتبر صوت تقليدي، مسيحي وحتى محافظ. اغانيها واغاني أم كلثوم تحولتالى نوع من الاناشيد الوطنية، لكنها اعتبرت ايضا مؤيدة للنظام. في المقابل،الجيل الشاب من المغنيات اثار ثورة ثقافية، ليس فقط بسبب اسلوب الغناءوالصفات الجديدةهن تحدين تقليد العروضاللائقةحيث كان المطربونيرتدون الملابس المتواضعة والمحتشمة وغنين في مبنى موسيقي كلاسيكي. فقد بدأن بالظهور بملابس مكشوفة وبمرافقة رجال ويغنين بحركات شهوانية. هذا التغيير منحهن القاب مهينة مثلالمطربات الفاسقاتوالزانياتالامرالذي أدى الى تحطيم قيم المجتمع والدين. ورغم ذلك هؤلاء المغنيات كن محلتقدير الشباب والفتيات الذين أكثر مما رأوا فيهن رمز للاستقلال النسوي،أحبوا دمج الموسيقى العربية بالموسيقى الغربية والتجديدات البصرية التياعطت الشعور بالقرب من الغرب.

النسوية العربية الحديثة وجدت مكانها في مقالات وفي ابحاث فيالسينما والمسرح. في الزخم الذي خلقته حركةمي توفي منظمات نسويةوفي الشبكات الاجتماعية، ولا يقل عن ذلك المشاركة النشطة للنساء فيثورات الربيع العربي. مؤخرا اقتحمت النسوية مسار اصلي جديد بعد نشركتاب برندات داو ويزن سعدي بعنوانماري، الى أين؟ قصص نسوية منلبنان“. داو هي باحثة نسوية مخضرمة وسعدي هو فنان، رسام سوريكندي وكاتب عمود، الى جانب خمس فنانينتريسي شهوان وسيرينمخيبر وجوان باز ورواند عيسى ورزان وهبينشروا الكتاب الذي يمكنتحميله بالمجان. الجديد في الكتاب هو دمج نتائج ابحاث داو مع الصورالهزلية التي ترافقها. الكتاب يستند الى عشرات المحادثات مع نساء، منهاخلق الكُتاب شخصيات خيالية تمثل المواضيع التي تشغل النساء في لبنان. في مقابلات معهم شرحوا بأن الهدف هو ايصال القضايا الجوهرية هذه الىالجمهور بطريقة تثير التفكير دون الاثقال على القراء بمعلومات نظرية مملة،وكي يكونوا على صلة بالواقع اليومي للنساء في لبنانبدءا من تسريحاتالشعر ومرورا بالسياسة والصعوبات الاقتصادية وانتهاء بصعوبة المواصلات.

في الكتاب اشارا ايضا الى التاريخ الصامت لمشاركة النساء فياقامة الدولة المستقلة، وانتقدوا الرواية الذكورية الدارجة التي تعطي الذكورفي لبنان احتكار تحقيق الاستقلال. بطلة الكتاب، شخصية خيالية باسم لارا،هي شابة، مثقفة، بملابس وتسريحة شعر من الخمسينيات، تنتقد حتىالنساء. في احدى الصور الهزلية هي تحكي بأن احدى قريباتها قالت لهاذات مرة بأنحقوق المرأة بالنسبة لي هي المجوهرات والسائق والخادمة. بفضل هؤلاء اصبحت اكثر تصميما على العمل من اجل حقوق النساء“.

استخدام فيروز الاول للسيلفي ما زال لم يحولها الى مرساة للشبكة،لكنه بالتأكيد يقربها من جيل الشباب الذي ابتعد عن ايقونات الثمانينياتوالتسعينيات. ربما الآن، في سنها المتقدمة، هي ستشكل نموذج ايضالنجاح نسوي، وليس لنجاح موسيقي فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى