ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – انتخابات 2021 : برنامج الواقع للمحتالين

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 30/12/2020

في حملة الانتخابات هذه لا يعرضون أمل أو قيم أو أفق اقتصادي أو سياسي أو صراع بين اليسار واليمين، بل فقط ترجمة الاحتجاج والمعاناة الى قوة سياسية، تستطيع أن تعيد الثقة بالديمقراطية وبادارة رشيدة وبقوة الجمهور على تغيير الواقع بوسائل قانونية “.

لقد وصلنا الى المرحلة الحاسمة في منافسة النينجا للسياسيين في سنة 2021. سلسلة من النجوم الجدد، يلمعون، مزيتون ومتحمسون، يبدأون في استعراض العضلات قبيل صعودهم الى مسار اجتياز الحواجز. مثلما في برنامج “الصراع على البقاء”، هم منذ الآن يتجمعون في مجموعات وقبائل. وايضا يتصلون مع من يغنون الشعارات المألوفة من اجل التودد للقضاة ومشاهدي “نجم يولد”، الذين فقط يجب عليهم الضغط بواسطة الهاتف المحمول على الرقم الصحيح.

ولكن من خلال النظر عن قرب يتبين أن معظمهم ليسوا جدد حقا. الحديث يدور عن خريجي مسلسلات واقعية سابقة، مثل عوفر شيلح “القادم من يوجد مستقبل”. جدعون ساعر “المنشق عن الليكود” ومعه ابناء القبيلة – يفعات شاشا بيتون، زئيف الكين وتسفي هاوزر ويوعز هندل. الكشاف موجه جانبا للحظة، وهناك تتوهج الاكتشافات الجديدة التي مرت بسلسلة العروض المبكرة مثل رون خولدائي وغادي آيزنكوت. ومن الساحر تظهر شخصية تسيبي لفني وكأنها من قصص الاساطير.

من يجرون الاستطلاعات بدأوا طريقهم وهم يعرضون صفحات الرسومات البيانية وكعكة التقسيم بين كتل اليمين وكتل الوسط (اليسار لم يعد منذ زمن كتلة، بصعوبة انقاض). ومنتخب الاحلام هذا يأمل أن نقوم نحن جمهور المضطهدين، الذين نحمل الندب والعاطلين عن العمل والمفلسين، بأن نصدقهم مرة اخرى وكأن الامر الآن لا يتعلق بمحتالين يمارسون علينا لدغة بعد اخرى وحتى الآن لم يدفعوا أي ثمن.

لو أن الامر كان يتعلق بمحتالين عاديين لكان حاييم اتكر سيلاحقهم وسيصرخ عليهم: “كيف يمكنكم فعل ذلك بأشخاص مساكين، ذوي احتياجات خاصة، شيوخ ومعاقين؟”. ولكن لا يمكن ملاحقة وزراء واعضاء كنيست بهذه الطريقة في الشارع. هؤلاء محتالون “في.آي.بي”. لا يوجد بند يمنع بالقانون سرقة اصوات، اعطاء وعود فارغة للجمهور، غش في التشريعات، خيانة للبرنامج السياسي أو بغاء سياسي.

القانون لا يمنع أي سياسي من أن يكون غبي، كاذب، طماع، داهية أو يفتقر لأي مهارات – لا يوجد واحد منهم غير مشوب بواحدة من هذه، أو بكل هذه العيوب. ولا يوجد أي واحد منهم لم يرتكب هذه المخالفات الخطيرة، التي فقط بسبب الايجاز القانوني هو لا يعاقب عليها. الى جانب المرشحين الذين لم يعلن عنهم بعد، فان كل من سيحاول أن يطرح نفسه الآن كشيء جديد، أو على الاقل معاد تأهيله، كان عضو في حزب أو في حكومة دهورت الدولة الى الهاوية، والآن هو ينظر من فوق الجرف ويعرض خدمات الجر التي توجد لديه على الناجين المصابين الذين يصرخون من اسفل الوادي.

في مركز حملة الانتخابات القادمة ستكون هناك مشاعر الغضب الثائر ومشاعر الانتقام. ليس مع، بل ضد. هذه الانتخابات تعتمد على عدم ثقة مطلق بالطريقة وبالمرشحين. الخيار الذي سيعرض على الجمهور سيكون بين السيئين والأقل سوءا، بين من يجب معاقبتهم بشدة اكثر وبين من يجب معاقبتهم بشدة أقل. السؤال الرئيسي الذي سيوجهها هو هل يجب التصويت لمن خدعنا فقط قليلا وابعاد من هو مشوب بجرائم خطيرة؛ هل يجب أن نعطي فترة اختبار اخرى لمن يعد بأنه في هذه المرة سيتصرف بطريقة مختلفة، وأنه ليس ازعر زل ذات مرة ويعد بأنه لن يسرق اصوات الناخبين – أو ربما من الافضل أن نعطي النصر لأزعر معروف، الذي لا يمكنه أن يفاجئنا.

من الافضل أن لا نوهم أنفسنا، في حملة الانتخابات هذه لا يعرضون أمل أو قيم أو أفق اقتصادي أو سياسي أو صراع بين اليسار واليمين، بل فقط ترجمة الاحتجاج والمعاناة الى قوة سياسية، تستطيع أن تعيد الثقة بالديمقراطية وبادارة رشيدة وبقوة الجمهور على تغيير الواقع بوسائل قانونية. هذه الانتخابات هي انتخابات شخصية، لا توجد فيها ايديولوجيا وهي خالية من الاحاديث الفارغة عن افكار سامية. هدفها المركزي هو ازاحة قمة الجريمة التي سيطرت على الدولة، واعطاء الاصوات لمن يتوقع أن يكون صاحب الاحتمالات الافضل للقيام بهذه الرسالة. انتخابات ايديولوجية هي ترف فقط الدول الديمقراطية يمكنها أن تسمح بها لنفسها – وليس دول ترتدي قناع الديمقراطية، التي فيها الايديولوجيا الحاكمة هي عبادة الشخصية وبقاء الديكتاتور والحزب الحاكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى