ترجمات عبرية

 هآرتس – بقلم  تسفي برئيل- العرض الجديد للفتاة المطاطية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل- 17/2/2021

” نتنياهو الذي يتفاخر بقدرته على الصمود أمام الضغوط الامريكية كان هو الذي خضع لهذه الضغوط، سواء بوقف فرض السيادة على الضفة الغربية أو باتفاق “واي ريفر” والانسحاب من الخليل. ولكن ربما وهو مكبل بقيود بن غبير وسموتريتش وبينيت سيفضل الحرب مع الولايات المتحدة شريطة أن يستمر في تولي منصب رئيس الحكومة  “.

       هو يعرف جو بايدن منذ اربعين سنة، “توجد لنا شبكة علاقات ممتازة”، اعتاد بنيامين نتنياهو لكل من يسأله لماذا الرئيس الامريكي لم يتصل به بعد. يبدو بالذات لأن بايدن ايضا يعرف نتنياهو منذ اربعين سنة، فان الهاتف يتلكأ.

        بيبي يفضل أن يقرأ بيانات مقياس حرارة العلاقات بالفرنهايت في حين أن بايدن يفضل المقياس المئوي. 32 درجة فرنهايت تساوي صفر درجة مئوية. البرودة التي تهب من البيت الابيض ليست فقط تسوية حسابات مع عملية الاغتصاب التي نفذها نتنياهو في الكونغرس أو مع تنكيله الفظ بالرئيس اوباما عندما كان بايدن نائبه. هذا صمت يعرض صورة الوضع – بصقة وليس مطر، هذا حتى قبل أن تبدأ العاصفة.

نتنياهو يوجد ضمن مجموعة جيدة. بايدن لم يتصل حتى الآن ايضا مع ملك السعودية وولي العهد السعودي المتنفذ محمد بن سلمان؛ رجب طيب اردوغان يجلس وينتظر بفارغ الصبر مكالمة. وكذلك ايضا عبد الفتاح السيسي الذي كان أول الزعماء العرب الذين هنأوا بايدن على انتخابه، ينتظر الصفعة على وجهه. وحتى يرن الهاتف يجب علينا الانتباه بأن بيبي قد توقف عن وضع القدس في مركز اهتمامه وهو يخفي بشكل جيد الانجاز الوطني الذي حققه عندما اعترف دونالد ترامب بهضبة الجولان. هذه الهدايا تم تغليفها بحرص واختفت في الدرج وكأنها كانت هدايا لم يتم الابلاغ عنها.

فقط السلام مع الدول العربية يواصل التألق في شعاراته الانتخابية. ولكن ايضا هنا بدأ زعماء عرب من المغرب وحتى دولة اتحاد الامارات بالتساؤل اذا كانوا لم يعقدوا صفقة خاطئة. إن صفقة بيع طائرات “اف35” للامارات جمدت، وملك المغرب غير واضح له اذا كان بايدن سيتمسك بضم الصحراء الغربية لدولته، والسودان تم رفعها من قائمة الدول المؤيدة للارهاب، لكنها الآن تخاف من أن البرودة التي تلف العلاقة بين نتنياهو وبايدن ستؤثر على قرار منح السودان مساعدته التي تنتظرها، فقط الخلاف مع الاردن ما زال يحافظ على الاستقرار.

الشخص الذي يعرض نفسه كـ “دوري آخر” هو ضرر متدحرج، ليس فقط أنه فكك حصن دعم الحزب الديمقراطي لاسرائيل، بل أدار ظهره ليهود امريكا وجعل زعماء اوروبا يعتبرونه زعيم غير موثوق، ولا نقول كاذب. فهو ايضا سافر بسرعة جنونية على مسار التصادم مع الادارة الامريكية حول الموضوع الايراني. من المخزن أحضر مرة اخرى السؤال المصيري: من يستطيع الوقوف أمام الضغوط الدولية؟ أي من غيره يستطيع أن يرد على الهاتف المصيري عندما سيتصل الرئيس الامريكي.

في هذه الاثناء صحيح أن هذا السؤال هو سؤال خيالي لأن الرئيس لم يتصل، لكن من الجدير التذكر بأن نتنياهو ليس بالضبط نموذج لزعيم يصمد أمام الضغوط، لا سيما عندما تأتي هذه الضغوط من الولايات المتحدة. ألم يكن هو الذي قام بتأجيل فرض السيادة على الضفة الغربية في اعقاب ضغط امريكي حتى قبل أن يبدأ سريان اتفاق السلام مع الامارات؟ هل هزيمة الشركة الصينية في مناقصة تحلية المياه “شروك 2″، لم يكن نتيجة ضغوط امريكية كبيرة؟ هل سيرسل نتنياهو طائرات الى ايران اذا قرر بايدن بأن هذه العملية ستضر بفرصة الاتفاق النووي الذي يسعى اليه؟ ومن الذي ما زال يتذكر اتفاق “واي” الذي وقع عليه نتنياهو والذي أدى الى انسحاب اسرائيل من الخليل في اعقاب الضغط الذي استخدمه عليه الرئيس بيل كلينتون؟.

هناك من يتأثرون بمرونة نتنياهو ويعتبرونها نافذة فرص للضغط الامريكي الذي سيخرج اسرائيل من المناطق. وهم يفضلون نسيان أنه هو الذي منذ البداية دهور اسرائيل الى اوضاع فيها اضطرت لمواجهة الضغوط بدلا من ادارة سياسة حكيمة تستند الى فهم حدود قوتها. الفتاة المطاطية المكبلة الآن بأصفاد ايتمار بن غبير وبتسلئيل سموتريتش وربما نفتالي بينيت، ستفضل الحرب مع الولايات المتحدة شريطة أن لا ينتهي العرض الذي يسمى “رئيس حكومة في منصبه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى