ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي بارئيل – نحن لسنا بحاجة إلى ترامب، دائماً سيكون لدينا بيبي

هآرتس – بقلم  تسفي بارئيل – 4/11/2020

إن الترامبية ستواصل وجودها في إسرائيل طالما أن نتنياهو ظل رئيساً للحكومة، فهو القالب الأصلي الذي لا يبلى “.

ليس مهماً من تم انتخابه أمس لرئاسة الولايات المتحدة. إن الوهم القائل بان الرئيس الأمريكي يمكنه حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني سبق وأثبت عملياً عدم صحته. إن أي رئيس أمريكي، سواء كان جيمي كارتر الذي نجح في إحلال سلام بين إسرائيل ومصر، أو بيل كلينتون الذي رعى اتفاقات أوسلو والاتفاق مع الأردن، لم يكونا قادرين على “صنع سلام” لو لم يقف أمامهما رؤساء حكومة إسرائيليين وافقوا على التنازل عن أراضي لكي تمنح هذه الخطوات الحلم المناسب وكانوا قادرين على فهم التداعيات التاريخية للفرصة التي تسنت لهم.

بالضبط قبل 30 عام، ومع انتهاء مؤتمر مدريد، صاغ وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، المقولة التي استخدمتها كل الإدارات الأمريكية عندما أرادت إحداث معجزة: “نحن لا يمكننا أن نرغب في السلام أكثر منكم”. لقد كان يقصد الفلسطينيين والاسرائيليين ولكن بالأساس رئيس الحكومة حينئذٍ يتسحق شامير.

ترامب خرق هذه القاعدة بصورة دائمة وحاسمة. لقد أراد سلاماً أكثر بكثير من إسرائيل. صفقة القرن تحولت إلى هاجس شخصي،وإلى اختبار أسمى لفن صنع الصفقات الذي تفاخر به، حتى بدا وكأن سبب وجوده كرئيس هو أمر معرض للخطر إذا لم ينجح في إنجازها.

وبصورة اصيلة، كما هو الحال دائماً، فقد حاول ترامب حل النزاع باستخدام الطريقة التي عرّفها رئيس الأركان أفيف كوخافي بأنها “هندسة معاكسة” أي إعادة تنظيم البنية الحضرية عن طريق سلسلة من الإجراءات التكتيكية الدقيقة. بيد أنه بدلاً من “البنية الحضرية” فإن ترامب انقض على “البنية الشرق أوسطية”. الصيغة الأساسية للدبلوماسية الإسرائيلية -الفلسطينية والتي نصت على “أراضي مقابل سلام ” والصيغ التي وحّدت الدول العربية حول مبدأ: “أولاً انسحاب من كل الأراضي وبعد ذلك تطبيع”، ، كلا هذين النموذجين قلبهما رأساً على عقب.

بدلاً منها أوجد ترامب صيغة المفاوضات غير المتماثلة، وألغى الوساطة الأمريكية العادلة المظهرية، الصورة الزائفة التي طالما التزمت بها الولايات المتحدة. أولاً إسرائيل. وبعد ذلك، إذا تبقى مجال ورغبة، يأتي الفلسطينيون، هكذا قال ترامب.

لقد انفصل عن الفلسطينيين بصفعة اقتصادية مدوية، وحول رزم من الهدايا لبيبي، والتي تضمنت اعترافاً بالسيادة على الجولان، وبالقدس كعاصمة لإسرائيل، وموافقة على ضم “خاضع للمفاوضات”. لقد أحل تطبيعاً بين إسرائيل واتحاد الامارات، والبحرين، وقريباً مع السودان. وفوق كل هذا -حبة الكرز الموجودة على الكريمة: انسحب من الاتفاق النووي مع إيران، والآن سنرى الفلسطينيين يأتون إلى طاولة المفاوضات.

النتيجة معروفة. إسرائيل حظيت بسلام مع 3 دول عربية بالإضافة لمصر والأردن، وهو إنجاز ضخم وهام بحد ذاته. ولكن كعادته في الشرق الأوسط، أيضاً هنا لم ينجح ترامب في حل النزاع المرعب. “الهندسة العكسية” فشلت. السياسة لم تنجح في أن تخترق الحائط الفلسطيني وتغيّر الأجندة, ترامب أبقى إسرائيل والفلسطينيين بدون أفق سياسي، وبدون احتمالية الانفصال عن الضفة والقطاع، ومع احتلال أملى ويملي طابع الدولة، وقوانينها وثقافتها.  

ولكن تراثه سيواصل الوجود.حتى لو أصبح جو بايدن هو الرئيس القادم للولايات المتحدة، فإن الترامبية ستواصل الوجود في إسرائيل طالما نتنياهو ظل رئيس للحكومة. صحيح أن السياسة هي منتج مستهلك وليس هنالك قرارات لا يمكن تغييرها -ترامب نفسه أثبت ذلك. ولكن في حاله إسرائيل، يجب القول بنزاهة، لم يكن ترامب هو من أوجد هذه الطفرة التي حولتها من دولة ديموقراطية قائمة على القيم إلى حد ما، محرجة أحياناً، وحساسة لمكانتها في العالم، إلى دولة عنصرية متعجرفة، مليئة بالتعالي ،واستبدادية تجاه مواطنيها، مثلما تجاه الفلسطينيين.

هذه قطعة محلية سجد لها ترامب وكانت هي فرحة جداً بذلك. إسرائيل لن تظل يتيمة إذا ذهب ترامب. يوجد لديها بيبي، وهو القالب الأصلي الذي لا يبلى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى