ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ب. ميخائيل – لماذا ينقل هذا الشخص المميز ، الصولجان الى “خرقة بالية”

هآرتس – بقلم  ب. ميخائيل – 4/5/2020

ما قيل عن نتنياهو في اليوم الاول بأنه الشخص الفريد الذي بدونه ستعم الفوضى يريد من المحكمة العليا اليوم أن تصادق له على نقل الحكم الى شخص ساذج هو غانتس، وأن تنسى ما طرحه عليها في اليوم الاول “.

هناك شيء مضحك، ولا نقول سخيف ووقح، في ادعاء بنيامين نتنياهو أمام المحكمة العليا. في اليوم الاول للنقاشات عرض نتنياهو ومحاموه صفحة مطولة امام القضاة من اجل أن يشرحوا لماذا، رغم كونه متهم بالفساد وما اشبه، يحق له الحصول على التفويض لتشكيل الحكومة. ومن اجل اقناعهم بأنه في الظروف التي حدثت، فقط هو يستحق ذلك. ادعاءاته استندت كالعادة الى عدد من الخدع والتلميح بالتهديد والغطرسة و”حكم الناخب” و”فصل السلطات” وحتى أنه جند مقولة عابرة للقاضي الياهو ماتسا الذي استخدم ذات مرة تعبير “الشخص المميز”. من اجل أن يعلمونا بأن بيبي ايضا هو “شخص فريد” لا مثيل له. واذا لم يكن هو فستعم الفوضى، انهيار الديمقراطية، الجمهور سيخرج الى الشوارع، فوضى، النهاية.

من اجل ترتيب الامور بشكل جيد فيما يلي تذكير بالوقائع: حسب نتائج الانتخابات عدد المصوتين للقوائم التي طلبت ابعاد نتنياهو (62 مقعد) وهو أكبر بكثير من عدد المصوتين لمعسكر نتنياهو (58 مقعد). من ناحية القانون الجاف، بالمناسبة، لا أحد انتخبه، حيث أنه في اسرائيل لا توجد انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة، والجمهور الذي نجح في التغلب بدون أي فوضى على ذهاب بن غوريون وبيغن ورابين المغدور، سينجح بلا شك في أن يصك اسنانه ويتغلب ايضا على ذهاب المخادع من بلفور دون الحاجة الى انقلاب أو ثورة مسلحة أو فوضى. بالمناسبة، الجماهير لم تخرج الى الشوارع مثلما تنبأ نتنياهو، بل (ربما) فقط الجمهور. وهذا ليس نفس الشيء.

ولكن اساس المهزلة البغيضة يكمن في اليوم التالي لجلسات المحكمة العليا، التي تتناول الاتفاق الغريب الذي وقع بين الطرفين. وكأنه بحركة سحرية اختفى فجأة “حكم الناخب” و”ارادة الشعب” و”الشخص المميز” و”الفوضى” وكل اقوال الهراء التي اسمعت في المحكمة في يوم المداولات الاول، حيث أنه في اليوم الثاني يريد نتنياهو أن تصادق له المحكمة على أن يسلم هذا المنصب السامي – الذي وضع فقط في يديه حسب “حكم الناخب” – الى شخص آخر.

ليس لمجرد أي شخص، بل لمن قبل بضعة ايام فقط اعلن نتنياهو ومبعوثيه للناخبين بأن الامر يتعلق بخرقة بالية، شخص متلعثم، متحرش جنسيا، مشتبه به بالفساد وأن المنصب كبير عليه بعدة مقاسات. وأنه شخص ساذج لا يستطيع حتى الاهتمام بأمن هاتفه الشخصي. هذا هو الشخص الذي يريد نتنياهو أن يعطيه كرسي رئاسة الحكومة.

لقد مرت 24 ساعة فقط وتم القضاء على الشخص الفريد واصبح لدينا شخصين فريدين. بكلمات اخرى، في اليوم التالي يريد نتنياهو من المحكمة العليا أن تلغي اقواله التي قالها في اليوم الاول.

وحتى “المنصب السامي” تعرض الى تقليل أهميته. لا توجد حاجة الى أن يحتل هذا المنصب فقط الشخص الاصلي الذي لا مثيل له. من الآن مسموح ايضا أن يكون هناك “رئيس حكومة بديل”، نتاج جديد غير مسبوق في تاريخ الديمقراطية، شخص لقيط ولد خارج الرحم القانونية لدولة اسرائيل. تعبير دارج في لغة تأمين السيارات والكراجات الذي يعني: غير أصلي. بديل رخيص، هابط قليلا واحيانا حتى شيء مصدره بضاعة مسروقة (كم هذا يناسب غانتس). والآن يريد “الشخص الفريد” من المحكمة العليا أن تصادق له أن يضع مصير الجماهير في أيدي نتاج معطوب كهذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى