ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ب. ميخائيل – صباح الخير، سيدي الأمير، الضم مستمر

هآرتس – بقلم  ب. ميخائيل – 13/10/2020

” اسرائيل تواصل الضم بدون الاعلان عن ضم رسمي. واذا لم يفعل أمير الامارات أي شيء ازاء ذلك فهذا يعني أنه لا تعنيه القضية الفلسطينية مثلما لا يعني السلام نتنياهو، الذي غلف به الاتفاق مع الامارات  “.

أنا آمل أن لا أكون قد ايقظتك من النوم، سيدي الامير. ولكني اعتقدت أنه يجدر بي ابلاغك عن عدة احداث تتعلق بشكل مباشر بالاتفاق الذي وقعته من فترة قصيرة مع رئيس حكومة اسرائيل.

بسبب أن الامر يتعلق بصفقة اساسها دعاية انتخابية لشخصين مقابل سرب من الطائرات المقاتلة، فقد ظهرت حاجة الى اخفاء الجوهر البارد بغلاف محترم ما. نتنياهو اختار طرحها كاتفاق سلام، وأنت اخترت عرضها كاهتمام بالشعب الفلسطيني.

أنا أخشى، أيها الامير، من أن بيبي كان افضل منك في الاختيار. “السلام” هو أمر مجرد تماما، مثل العدالة والجمال و”الاساس هو الصحة”. إن السلام لا يقتضي تنفيذه. هو يكتفي بالشوق والتنهد والصلاة والقليل من دحرجة العيون.

“الشعب الفلسطيني” هو موضوع مختلف تماما. هو ليس شيء مجرد، هو شيء ملموس جدا. هو خمسة ملايين شخص يقعون تحت الحذاء. هنا لا يكفي الشوق والتنهد والصلاة. ومع كل ذلك فقد صرح ممثلوك مرة تلو الاخرى بأن الاتفاق وتوقيته استهدفا “وقف الضم”، وأكدوا على أنك ودولتك ملتزمون الى الأبد برفاه الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة في أسرع وقت ممكن في ايامنا هذه. آمين.

يمكن بالطبع الافتراض بأنك، بالضبط مثل بيبي، شخص متهكم تماما. ولكن ربما أكون قد ظلمتك. ربما أنت حقا ملتزم بالشعب الفلسطيني، وحقا تتفاخر بأن توقيعك في واشنطن دفن الضم.

لذلك، من المهم بالنسبة لي ابلاغك بما يحدث مؤخرا في اسرائيل. في 4 تشرين الاول (بعد اقل من شهر على التوقيع الاحتفالي) أمر بيبي “مجلس التخطيط الاعلى”، الجسم المسؤول عن بناء بيوت المستوطنين على اراضي فلسطينية، الدفع قدما ببناء 5400 وحدة سكنية جديدة في المناطق المحتلة. أحد ابواق نتنياهو المخلصة شرح ايضا بأن “التأخيرات في المصادقة على البناء نبعت من اسباب مفهومة، تتعلق بالاختراقة التاريخية امام دول الخليج. ولكن الآن لم يعد هناك أي اسباب لتأجيل المصادقات”. باختصار، لقد خدعوك، فالضم مستمر.

الجانب الاسرائيلي سيفتح عيون مستغربة وسيظهر الدهشة ويقول بأن الامر لا يتعلق بضم، بل فقط ببناء بريء لـ “سكان مدنيين”. ايضا هذه خدعة. البناء للمستوطنات هو بذاته الضم الحقيقي. هكذا بالضبط، في البناء للمستوطنين يكون قد ضم لاسرائيل اجزاء واسعة من العقارات الفلسطينية. هذه ايضا طريقة ضم يكون من الاسهل بكثير تنفيذها دون ضم رسمي. إن فرض قوانين اسرائيل على مناطق محتلة، هو أمر يحتاجه بيبي مثل حاجته الى شوكة في مؤخرته. فقط في ظل غياب قانون يمكن لاسرائيل أن تواصل ابقاء 5 ملايين شخص بدون منحهم أي مكانة. هم ليسوا مدنيين أو سكان أو سجناء أو سكان محميين (حسب ميثاق جنيف) أو محتلين أو أسرى في الغيتو أو رعايا، وحتى ليسوا عمال اجانب. هم لا شيء، هم زومبيين. اشخاص افتراضيين. خيار غير مخلل. لهذا، يمكن أن تفعل بهم وبحقوقهم واراضيهم وحياتهم كل ما يخطر بالبال.

على سريره في الليل، ايها الامير العزيز، فان بيبي بالتأكيد يبتسم برضى ويشكرك على أنك حررته من الضم وسهلت عليه الاحتلال.

ولكن هذا لا يعني أن كل شيء قد ضاع، أيها الامير المحترم. فالاتفاق معك سيطرح في هذا الاسبوع للمصادقة عليه من قبل الحكومة والكنيست. وأنت ما زلت تستطيع أن تصرخ بصوت عال وتهدد بالغاء الاتفاق اذا لم يتم وقف البناء الملعون هذا.

أنت بالطبع تستطيع ايضا أن لا تفعل أي شيء. أن تسلم بالخدعة.  وعندها يمكنني على الاقل أن أعزي نفسي بمعرفة أنني لم أكن مخطئا. أنت وبيبي مجبولان من نفس المادة. فهو يهتم بالسلام مثلما تهتم أنت بالشعب الفلسطيني والعكس صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى