هآرتس – بقلم ب. ميخائيل – اوغاد في حوزة التوراة
هآرتس – بقلم ب. ميخائيل – 20/10/2020
“ عندما باع الاصوليون انفسهم للسلطة والتصقوا بأثداء الحكومة كفوا عنأن يكونوا دين، وتحولوا الى “عشيقة“، حسب تعبير لايفوفيتش، التي تمنحخدماتها الائتلافية لمن يدفع أكثر “.
هناك تعبير يهودي مناسب ومستخدم لسلوك قيادة الاصوليين خلالاشهر الوباء: الاوغاد في حوزة التوراة. هكذا تتم تسمية الاشخاص الذينيقومون بافعال نذلة ويختفون خلف حقيقة أن التوراة نسيت أن تمنع بصورةصريحة افعالهم.
صحيح أن التوراة نسيت. النبي موسى لم يخطر بباله أن هناك حاجةلمنع الاشخاص من أن يخربوا عمدا وسائل مكافحة الوباء، وتفضيل امورالهراء على حياة الآخرين. ليس بصورة خاطئة، أو من خلال الغباء أوبسذاجة، بل بصورة متعمدة ومتغطرسة وشريرة. الرقم القياسي الجديد فيالتعالي والوقاحة سجله الآن أحد المتحدثين الثابتين باسم قيادة الاصوليين،الصحافي اسرائيل كوهين. وهو واعظ من النوع الخفي الذي بابهامه ولسانهالملتوي عمل بجد على تطهير أي دنس أصولي بمختلف النكهات. “نحننخاف من الخطر الروحي اكثر من الخطر الصحي“، كان هذا عنوان مقالهفي “هآرتس” في 18/10. وماذا بالاجمال يريد من الجمهور؟ القليل منالتسامح مع انتهاك المقدسات. القليل من التفهم للقلب الطاهر لاولئك غيرالمبالين بمصيره. القليل من التعاطف مع معاناة أو آلام المثانة التي تتبولعليه. هذا هو كل شيء.
في نظره، الاصوليون ليسوا هم من يوجد لديهم العدد الاكبر منالمرضى، حاملي المرض، المعدين، في الوقت الذي فيه اسرة الكورونا مشغولة،لا سمح الله. هم فقط ضحية بريئة لـ “التحريض والكراهية والتشهير“. القلبتفطر، لكن من الآن سيكون كل شيء على ما يرام. كوهين سيقدم لنامعلومات موثوقة “دون وساطة لمحللين يشوهون الوقائع“.
هكذا: “اجل، عدد من الحاخامات ورؤساء المدارس الدينية اتخذوا قراربشأن ادارة المخاطر ازاء الوباء“. تعبير “ادارة المخاطر” اكثر اثارة للانطباعمن القول “هيا نضع تقييد على الجميع ونفعل ما يخطر ببالنا“. للاسفكوهين لم يرفق بمقاله ايضا محضر المناقشات لـ “مديري المخاطر“. أنابالتحديد لدي حب استطلاع لمعرفة ماذا كانت تبريرات الطاقم عندما قررالسماح بالطيش في بلاط الحاخام وتعريض صحتي للخطر. ربما يكون ذلكفي المقال القادم.
وكوهين يواصل عويله: “تداعيات الكورونا من ناحية روحانية ونفسيةهي اصعب احيانا من تداعياتها الصحية. شبان متدينون تسربوا منالمدارس الدينية، بعضهم حتى تدهور الى الجريمة والمخدرات… لدينا لانسمح بذلك. ببساطة، لن نسمح. لن نسمح بوقف الحياة الروحية“.
يا له من وحي سار. اذا صدقنا اقوال كوهين فانه يكفي عدة اشهرمن الفوضى التعليمية وسيتسرب الشباب الاصولي وينزلق ويرتكب الجريمةويصبح مخدر. ومن يعرف، ربما حتى غرق الى درجة أنه وصل الى الهاتفالذكي غير الحلال وتعلم درس في علم الحفريات. بضعة اسابيع في البيتوعشرات السنين من “الحياة الروحانية” في خيمة التوراة تتبخر مثل الغبار. يا للخجل، يا لضحالة الروح.
بالمناسبة، أنا لا اصدق كوهين. بالنسبة لي عويله هو هراء لا اساسله. ولكن اذا كان قد قال الحقيقة فان كل “الحياة الروحانية” التي يتباهى بهاجيدا لا تساوي بصقة. الحقيقة المحزنة هي أن كل جهود كوهين ذهبت هباء. هي لن تنقذ الاصولية الاسرائيلية، فقد فقدت وزنها قبل عشرات السنينعندما باعت روحها من اجل السلطة والتصقت بأثداء السلطة. بهذا كفت عنأن تكون دين وتحولت الى “عشيقة” (حسب تعبير الحاخام يشعياهولايفوفيتش)، التي تمنح الخدمات الائتلافية لمن يدفع أكثر.
هل يمكن اصلاح ذلك؟ نعم. كل ما هو مطلوب فعله هو الفصل بفأسحاد بينها وبين الدولة، وفورا سيبدأ الشفاء، شفاء الدين. والدولة ستبقى فيحالة مرض عضال.