ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ايريس ليعال – ساعر صمت الى أن وصل الامر اليه

هآرتس – بقلم  ايريس ليعال  – 8/12/2019

هذا بسيط جدا، حيث يستطيع طفل أن يشرحه. ومع ذلك، سياسي محنك مثل جدعون ساعر، لم ينجح في فهم أنه اذا كنت تشاهد تحريض قبيح ضد العرب واليسار ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والفنانين؛ اذا كنت تسمع بأذنك أنهم يسمونهم خونة، هناك اساس معقول للافتراض بأنه لاحقا هذا ايضا سيوجه ضدك. لذلك، عندما جلس ساعر في الاستوديو وقال “كل التحريض ضدي جاء من رئيس الحكومة. وهو لم يقف في أي يوم ضده. وهذا تحريض بأبعاد غير مسبوقة في الدولة”. الفكرة الاولى التي خطرت ببالي كانت صباح الخير، يا الياهو.

ساعر كان محقا وفي نفس الوقت كان غير محق. الهجوم ضده جاء حقا من رئيس الحكومة، لكن كانت هناك هجمات مجنونة وعنيفة أكثر بكثير. وهو لم ينبس ببنت شفة. والاكثر من ذلك، الكلمات الدافئة التي اغدقها على حركة “إذا شئتم”، التي خلقت عدد من الحملات المقيتة هنا. يمكننا الاستنتاج بأن هذه الهجمات كانت مقبولة عليه. “أنا أعطي وزن لهذه الحركة”، قال عندما استضيف في مؤتمرها، “توجد اهمية كبيرة جدا للنشاط في الجامعات، وهذا ما تفعلونه، وبوركتم على ما تفعلونه. هناك اهمية لترسيخ الامور خطيا، لأنها تخلق الاساس للحوار العام”. وللاجمال اضاف “أنا أهنئكم”.

كل ذلك حدث عندما كان ساعر وزيرا للتعليم. و”اذا شئتم” قدمت له تقرير “مكارثي” عن تحيز مناهض للصهيونية والقومية في الجهاز الاكاديمي. ومثلما قال هو نفسه، هناك اهمية لترسيخ هذه الامور خطيا، أي في تقرير، هو بالفعل خلق اساس لحوار عام للنقاش الذي يمكن تلخيصه بكلمات “الله يستر”.

لا توجد أي حاجة للتذكير بأضرار المطاردة التي قامت بها “اذا شئتم” للجهاز الاكاديمي وفي الساحة الاجتماعية والثقافية. ولكنها اطلقت رائحة فاشية واضحة. وتميزت بلا شك بأبعاد غير مسبوقة في الدولة، رغم ما يعتقده ساعر بشأن الحملة النتنة ضده. ليس من اللطيف عندما في مجموعة الليكود على الواتس آب يشاركون افلامك القصيرة مع الكوفية ويرسمون ابنتك واحفادك المستقبليين كمسلمين، ولكن توجد خلف ذلك تراث فاخر – سأذكر فقط “المدسوسون في الثقافة” كمثال لم يثر اهتمام ساعر في حينه.

قبل بضعة ايام قال لي مقرب من رئيس الحكومة بأنه في الانتخابات القادمة نتنياهو يخطط للذهاب بكل قوته ضد موضوع الفساد. وعندما لاحظ أنني لم أفهم تماما شرح لي: “فساد الجهاز القضائي”. ساعر يعرف ذلك، وكلهم في الليكود يعرفون ذلك. حملة الانتخابات القادمة ستكون الاكثر قذارة وخطورة من الحملات التي شهدناها. جذورها مغروسة في مكان ما في ملاحقة اليساريين وعرض المواطنين العرب كعملاء اجانب. وأورامه انتشرت الى أن وصلت الى الصحافيين الذين لا يمكن المتاجرة بهم والى النائب العام في الدولة والى المستشار القانوني للحكومة والى الخصوم السياسيين. ساعر كان يجب عليه أن يشخص قبل عقد في أي جحر للافاعي هو موجود، عندما تمت استضافته في مؤتمر “اذا شئتم”، كخطيب رئيسي الى جانب نتنياهو. ومثل اصدقاءه في الحزب، فقد رأى أي نوع هابط من المحرضين يتعهد رئيس الحكومة، والى ما هو مؤهل هو نفسه ليفعله.

اذا أراد ساعر أن يثير تأييدنا، فيجب عليه أن يظهر الندم على صمته الطويل. هذه دعوة اخيرة ايضا لاصدقائه في الحزب. كل واحد منهم يمكنه أن يتحول الى خائن بجرة قلم من برنامج “فوتوشوب”. كل واحد منهم يعيش حياته السياسية وسيف بلفور مسلط على عنقه. كل واحد منهم يعرف أنه في مكان ما يوجد ملف فيه معلومات محرجة ضده، التي سيتم نقلها عند الحاجة الى اقزام الحديقة الذين زرعهم نتنياهو في وسائل الاعلام. عندها من الجدير أن لا يكونوا جدعون ساعر. عليهم أن يثوروا في اللحظة التي تبدأ فيها عاصفة القذارة. ويجب عليهم عدم السماح لحملة الانتخابات بالخروج عن السيطرة، لأنه ذات يوم كل هذا الجمال سيسقط أيضا على رؤوسهم.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى