ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  ايريس ليعال  – المكارثيون من اليسار يريدون فقط  ، اعادتنا الى الايام التي سبقت بيبي

هآرتس – بقلم  ايريس ليعال  – 11/7/2021

” اليساريون من الجيل الاول قريبون من بينيت وساعر أكثر مما هم قريبون من موسي راز وأيمن عودة. هم يحتقرون سياسة الهويات وتعدد الثقافات ويريدون ثقافة واحدة خاصة بهم. لذلك، حكومة التغيير التي يريدون الابقاء عليها تناسبهم “.

في الوضع السياسي والاجتماعي الحالي هناك من لا ينجحون في اتخاذ قرار حاسم حول ما سيفعلونه ببنيامين نتنياهو. هل هو ما زال مهم، أو أننا ببساطة لا ننجح في ابعاده عن وعينا؟ ما يزال هناك من يبحثون عن بيبيين في كل زاوية، واضحين أو مخفيين، يمينيين أو يساريين.

هؤلاء الاشخاص هم “خدعة واحدة”. هم يجدون صعوبة في اعادة اختراع انفسهم من جديد بدون نتنياهو. لذلك، هم يضعون الخشية من عودته في مركز عالمهم العاطفي. لا شك أن نتنياهو نفسه يريد خلق الشعور بأنه ما زالت له قدم واحدة في الداخل، وأنه بعد لحظة سيحل الحكومة ويعود الى بلفور. وقد أمر ايضا اعضاء الليكود بمواصلة مناداته برئيس الحكومة، وهو طلب، المراسلون، وللاسف الشديد، ايضا رئيس الحكومة نفتالي بينيت نفسه، استجابوا له وواصلوا مخاطبته بهذه الصفة بصورة طبيعية جدا. ما يفعله اللاوعي بنا من وراء ظهورنا.

الاكثر اهمية هو فحص وعي هؤلاء الذين كرسوا طاقاتهم لمحاربة نتنياهو، الشخص والرمز، ووجدوا انفسهم في نهاية المطاف بدون افكار، توجههم ليس نحو المستقبل، واحلامهم وخيالهم لا تتركز بأفق جديد، وهم يتحصنون في حصن الماضي، ومن هناك يقومون بادارة مفاوضات من اجل انقاذهم، بحيث يكون شرطهم الاول هو اعادة عالم ما قبل بيبي. لذلك، هم ايضا يطالبون بالنضال ضد الوقت بواسطة الاستقرار والتجميد والركود. العودة الى الايام التي كان فيها الليكوديون اشخاص يلوحون بالأيدي بصوت عال، وأن معسكرهم يمكن تعطيره بطهارة ميراف ميخائيلي ونسويتها الشعبية، حتى لو أمر حزبها بالتصويت مع قانون جوهره التمييز على اساس عرقي.

في عالمهم يجب علينا ابتلاع حبة الدواء المرة لهدم بيوت الستين فلسطيني ومصادرة اغراضهم ومحو قريتهم وأن نمسح شفاهنا شاكرين. محظور اعادة فحص مسائل مثل قانون المواطنة. يجب التسليم بقانون القومية مع تنهيدة وعدم طرح الاسئلة حول الجوهر الحقيقي للمساواة بالنسبة للمواطنين العرب أو حول اخلاء بؤرة استيطانية غير قانونية. لأن كل ذلك هو قنابل موقوتة تم ابقاءها للحكومة بشكل متعمد من اجل تفجيرها. ومحظور الحلم ببناء مستقبل افضل لأن ذلك يمكن أن يغضب اييلت شكيد، رغم أن من حاول أن يستوضح منها ما هي هوامش مرونتها في المواضيع التي تعتبر مبدئية بالنسبة لليسار، تولد لديه الانطباع بأن هذه الهوامش ضيقة جدا. 

اذا كنت تريدين سكب مياه المجاري عليك ووصفك بأنك متطهرة وعاجزة وتخشى من المشاركة في تحمل المسؤولية عن ادارة الدولة – تبين أن اللقب الذي اطلقه نتنياهو على اليسار قد ترسخ بشكل كبير لدى من يكرهونه – فان كل ما عليك فعله هو تحدي الرواية الفارغة التي تقول إن احتجاج بلفور (ليس جدعون ساعر) هو الذي أدى الى استبدال نتنياهو. بعد ذلك ستقوم الفرق المكارثية من الجيل الاول لليسار بمطاردتك، النماذج القديمة والمحافظة، وستصطادك لأنك يسارية لا يكفيها أي شيء وتجد صعوبة في التحمس لانقاذ الديمقراطية لليهود فقط. 

الحقيقة هي أن هؤلاء اليساريين من الجيل الاول قريبون من بينيت وساعر أكثر مما هم قريبون من موسي راز وأيمن عودة. هم يحتقرون سياسة الهويات وتعدد الثقافات. وهو، مثلما قلنا، يريدون ثقافة واحدة خاصة بهم، مجموعات من الاقليات لا تخترق ساحة رؤيتهم. وهم يطلبون منا التصرف بضبط النفس من اجل مواصلة بقاء حكومة التغيير بكل ثمن، التي تناسب جدا اشخاص مثلهم، حيث التغيير الوحيد الذي يريدونه هو اعادة العقارب الى الوراء، الى ايام ما قبل بيبي. ولو أن الامر كان يتعلق بهم، باسم الحفاظ على حكومة بينيت – لبيد، لما كان سيجري أي نقاش حول المستقبل. بدون اسئلة. بهذا يتلخص عالم الرجعيين بغطاء الثوريين: بيبي. أولا، اذهب، الآن لا تعود وليحترق العالم. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى