ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم اوري زلبرشايد – نحن بحاجة الى حزب جديد،وليس لمسيح

هآرتسبقلم  اوري زلبرشايد – 1/9/2020

حركة العمل عرضت افكار الجمهور يثق بها، حتى عندما وقفعلى رأسه اشخاص ليست لهم كاريزما، بل كانوا جزء من قيادة جماعية “.

خلال بضعة ايام نشرت في هآرتس ثلاثة مقالات تتباكى على الفراغالقيادي القائم في المعسكر غير المتبلور الذي يريد أن يحل مكان نتنياهو فيالسلطة. في حين أن رفيت هيخت أنهت مقالها بـدولة بانتظار المرشح،بخيبة أمل (“هآرتس، 24/7)، فان اوري بار يوسف (“هآرتس، 26/7) ورفيف دروكر (“هآرتس، 26/7) قام بتتويج مسيح جديد، الجنرال احتياطجادي آيزنكوت: الحديث عن مسيح يتميز على الاغلب بلهجة عسكرية. وهكذاتم وصف آيزنكوت بـقائد حقيقي، لديهعمود فقري قيميومثالللتواضع الجماهيري“.

إن التطلع الى مسيح يدلل على عدم فهم الحياة السياسية. في الحياةالسياسية الواقعية لا يوجد مسيح، بل يوجد جمهور وقادة، يناضلون من اجلتجسيد طرق مختلفة لبناء المجتمع. في الصراعات السياسية يوجد الكثير منالخداع والتلاعب، بخصوص زعماء كثيرين يخفون جوهر برامجهم، التيتعارض احيانا بناء مجتمع جيد وضمان مستقبل مواطني دولتهم.

في اسرائيل لا يوجد فضاء قيادي مجرد. اذا كان الجمهور الذي يوجدعلى يسار وسط الخارطية السياسية يعاني من نقص معين، فهذا بسببغياب الزعماء القادة، وليس بسبب غياب قائد واحد اعلى، المخلصون لطريقمعين ومستعدون للعمل من اجل تحقيقها. اسرائيل لا تحتاج الى زعيمخيالي، مسيح، بل الى حزب جديد يحل مكان حزب العمل وحزب ميرتس،ويطرح على الجمهور بديل موثوق من ناحية اجتماعيةاقتصادية، نظاميةوسياسيةأمنية. حركة العمل الى حين فقدت طريقها، عرضت دمج فيالافكار والافعال التي وثق بها الجمهور. حتى عندما وقف على رأسهااشخاص ليست لهم كاريزما، والذين كانوا جزء من قيادة جماعية.

إن غياب العمل هو كارثة وطنية، ليس أقل من ذلك. فقدان الطريقالاجتماعيالاقتصادي، غياب طريق سياسيأمني واضح وتدميرالديمقراطية الداخلية بواسطة انتخابات تمهيدية للاغنياء والمعروفين أدى الىغيابالحزب الذي اقام الدولة“. الجمهور كف عن تشخيصه مع دولة الرفاهومع حل سياسيامني، الذي يحافظ على طابع اسرائيل كدولة يهودية،ومع ديمقراطية داخلية. في المقابل، حدث فيه تدهور قيادي، ليس فقط بسببنقص الزعماء النوعيين، بل بسبب دفع هؤلاء الى الزاوية من خلال طريقةالانتخابات التمهيدية.

قبل أن نقوم بالبحث عن زعماء يجب علينا تحديد معايير لتشكيل حزبجديد، الذي سيقف على رأسه قادة نوعيين، قدامى وجدد، والذين سيتمانتخابهم بانتخابات ديمقراطية تمثيلية. في مقال لي بعنوانمستقبلالصهيونية موضوع على اكتاف غانتس” (“هآرتس، تشرين الثاني 2018) طرحت ثلاثة مباديء لتشكيل حزب جديد: حزب ديمقراطي مع برنامج لدولةرفاه وبرنامج سياسيامني واضح بروح خطة ألون. غانتس لم يطبق أيمبدأ من هذه المباديء.

اسرائيل بحاجة الى حزب اشتراكيديمقراطي جديد، بروح قيمحركة العمل التاريخية، خاصة في ذروة ازمة الكورونا. اولا، الحزب الجديدسيتم بناءه على أسس ديمقراطية. محللون يعرضون بنيامين نتنياهو كعدوللديمقراطية بسبب تصميمه على عدم الاستقالة رغم الاتهامات الموجهة اليه. ولكن المس بالديمقراطية هو أوسع بكثير. الديمقراطية تم اخراجها من الثقافةالسياسية لمعظم الاحزاب التي يوجد فيها رجل واحد، وأحيانا بمصادقةرسمية لجسم ضيق يقوم بتعيين نفسه رئيسا للحزب ويحدد مرشحيهللكنيست. حزب يوجد مستقبل وحزب ازرق ابيض (الذي بعث الأمل حتى فيالجانب الديمقراطي) وحزب تيلم وحزب اسرائيل بيتنا والاحزاب الاصوليةوحزب يمينا، كل هذه الاحزاب تتصرف بدون ديمقراطية داخلية، وهكذا هيتكون شريكة بالمس بالديمقراطية. الحزب الجديد سيقوم بتشكيل مجلس(300 عضو تقريبا). وعند توسيع صفوفه سيتم تشكيل لجنة تقوم بالمصادقةعلى برنامجه وتختار قيادته وقائمته للكنيست.

اقامة دولة رفاه ستكون البرنامج الرئيسي للحزب. دولة الرفاه هيتحالف بين جمهور الأجراء واصحاب المصالح الصغيرة ورأس المال الانتاجيبصورة واضحة. في الاوقات العادية واثناء الازمات، فان هذا الحزبسيساعد الأجراء والمصالح الصغيرة والمصانع الانتاجية وسيضعف قطاعرأس المال. ولو أن اسرائيل عملت كدولة رفاه لكانت معالجة ازمة الكوروناستشمل اعطاء منح سخية للمشاريع المشلولة والتي في جزء منها كانمشاركة الدولة في أجور العمال من اجل الحفاظ على وظائفهم (حتى لو تمتقليصها). الحزب سيعمل على تحديد سعر فائدة بالحد الاعلى (3 في المئة) لجميع أنواع الائتمان، بروح اقتراح الاقتصادية المتوفاة استر الكسندر، وازاءازمة الكورونا ستعمل على الغاء ديون بشكل جزئي للعائلات والمنتجينوالمستقلين.

من ناحية سياسيةامنية سيعرض الحزب برنامج اساسه خطة الون: اعطاء عمق استراتيجي لاسرائيل (ضم معظم مناطق غور الاردن لاسرائيل)،ضم الكتل الاستيطانية وانشاء كيان سياسي عربي الى جانب اسرائيل(دولة فلسطينية حتى في اطار فيدرالية اردنيةفلسطينية مرتبطة بمنطقةأريحا مع الضفة الشرقية للاردن). عندما سيتم تشكيل الحزب فانخولدائيوآيزنكوت وغيرهما يمكن أن يتم اعتبارهم من قادته، وليس مثل مسيح،بل شركاء في رسم طريقه. مثل حزب له طريق واضحة وقيادة منتخبة،سيضع نفسه امام حكم الناخب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى