ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  امنون هراري- ميرتس يحتاج الى العرب

هآرتس – بقلم  امنون هراري- 15/2/2021

” ازاء الصراع على القليل من الاصوات التي بقيت في معاقل اليسار، حزب ميرتس سيضطر الى استخدام كل ثقله في المجتمع العربي. وحسب التقديرات والاستطلاعات فان الحزب يحظى بـ 15 – 20 ألف صوت في اوساط الجمهور العربي “.

       موعد اغلاق قوائم الكنيست، وهو تاريخ اعتباطي كما يبدو، تحول خلال الحملات الانتخابية الاخيرة الى لحظة مصيرية. هذا ما حدث ايضا في هذه المرة، خاصة فيما يتعلق بحزب العمل وحزب ميرتس. بعد انتخاب ميراف ميخائيلي حصل حزب العمل المضروب على استطلاعات مشجعة منحته 7 – 8 مقاعد، وتسببت برفع نسبة التوقعات في الحزب وانخفاض في مستوى الاستعداد لتكرار الانضمام لميرتس، الذي منع في 2020 شطب أحد الحزبين أو كلاهما. وأن غياب الحزب سيؤدي الى تحقق سيناريو الرعب.

       الاستطلاعات المشجعة والمتعاطفة مع ميخائيلي ما زال يمكنها أن تنقلب، لكن المحصلة النهائية تقول إنه منذ اللحظة التي اجتزنا فيها الهدف، يجب عدم التراجع: ميرتس والعمل سيضطران الى التنافس بشكل منفصل وبقوائم تعتبر في نظر الجمهور متشابهة، ومع جمهور صغير من المصوتين أصلا سيكون عليه الانقسام بصورة محددة جدا بينهما من اجل منع اختفاء أحدهما. واذا كانت فرصة العمل أكبر بفضل ميخائيلي فان ميرتس يجب أن يبحث لنفسه عن طريق اخرى من اجل أن يبقى فوق نسبة الحسم. جميع الدلائل تشير الى أن هذه الطريق تمر في الشوارع الرئيسية في كفر قاسم والطيرة وقرى المثلث.

       لا يوجد لميرتس أي خيار: خزان الاصوات اليساري – الليبرالي في المركز وفي الشارون يفضل أصلا في الجولات الانتخابية الاخيرة الانحراف نحو خيارات “استراتيجية” مثل يوجد مستقبل أو حتى أمل جديد لجدعون ساعر. والآخرون يفضلون، حسب الاستطلاعات، الخيار الاكثر نضارة وهو حزب العمل.

       نظرة خاطفة الى الاستطلاعات تبين أن ميرتس يجد صعوبة في اجتياز نسبة الحسم بارتكازه على قاعدته الكلاسيكية: في استطلاع “كان 11” الذي اجري في الاسبوع الماضي، ليس فقط وجد صعوبة، بل ايضا فشل في اجتياز نسبة الحسم. لذلك، في الحزب يوجهون انظارهم نحو الجمهور العربي. هناك المصوتون خاب أملهم من الانقسام في القائمة المشتركة. واذا كانوا يغازلون أصلا احتمالية التصويت لحزب صهيوني مثل حزب الليكود، يمكن الافتراض أنه يمكنهم الاكتفاء ايضا بحزب صهيوني مثل حزب ميرتس.

       في الحزب استثمروا في وضع مرشحين عربيين في اماكن مضمونة، غيداء ريناوي زعبي في المكان الرابع وعيساوي فريج في المكان الخامس، 40 في المئة من الاماكن المضمونة، ويأملون بأنه في التساوق ايضا 40 في المئة من المصوتين سيكونون من العرب.

       هذه لن تكون المرة الاولى التي يتوجه فيها حزب ميرتس للناخبين العرب من اجل انقاذ حياته. في انتخابات نيسان 2019، المعروفة في اسرائيل بـ “الانتخابات الاولى”، استثمر ميرتس في حملة مكثفة في الجمهور العربي بقيادة فريج، التي أثمرت له نتائج غير سيئة. الذروة كانت في يوم الانتخابات، رئيسة الحزب في حينه تمار زيندبرغ اتخذت القرار السياسي الاكثر اهمية في حياتها السياسية، وبالتأكيد الاكثر اهمية بالنسبة لها كرئيسة للحزب.

       “أنا في فترة الانتخابات دائما أكون موجودة في صناديق الاقتراع في تل ابيب”، قالت زيندبرغ، التي تحتل الآن المكان 2 في قائمة ميرتس. “اليوم بدأت بصندوق كبير في مركز المدينة، ومن كل من تحدثت معهم شعرت بنفسي بالانجرار المجنون نحو ازرق ابيض. اشخاص صوتوا لميرتس طوال حياتهم نظروا بخجل في عيني وقالوا بأنهم دائما صوتوا لميرتس، لكن في هذه المرة يجب أن نقصي نتنياهو. عائلات انقسمت وأزواج قسموا التصويت فيما بينهم، حينها ثار لدي الخوف. لا يهم كيف نشرح بصورة منطقية. كيف أن جمهورنا تدفق نحو ازرق ابيض”.

       إن مزاج زيندبرغ كان واضح ايضا في أعين فريج: “أنا اجلس في المقر”، استعاد عضو الكنيست السابق، “وأحث الجمهور على الذهاب للانتخاب. وفجأة جاءت لي زيندبرغ وقالت لي: عيساوي، الوضع غير جيد. سألتها ما الذي تقصده. لأنه لدينا في الوسط العربي الوضع ممتاز”. زيندبرغ شرحت لفريج بأن الوضع في معاقل ميرتس في المدن الكبيرة صعب. فقال لها: “إسمعي، نحن سنذهب لاحضار 30 ألف صوت أو 40 ألف”. البيانات فاجأت زيندبرغ.

       إن الاندماج بين جو التخلي عن الحزب في تل ابيب وتفاؤل فريج والتقارير حول نسبة التصويت المنخفضة للمصوتين العرب جعلتها تتخذ في تلك اللحظة قرار من النوع الذي يميز بشكل عام بنيامين نتنياهو، وهو تشخيص الفرصة لتغيير الاتجاه والانقضاض عليها بكامل القوة.

        بعد الظهيرة، اللحظات الاكثر توترا وحسما للحملة السياسية، أخذت نفسها وفريج وكبار شخصيات القيادة واندفعت من تل ابيب ونقلت كل النشاط الى كفر قاسم، مدينة فريج. “وصلنا الى كفر قاسم، وبدأنا بالتجول واخراج الناس من البيوت للتصويت، واحد واحد”، قالت زيندبرغ. “عندما وصلنا الى الصناديق، هي أخيرا بدأت بالامتلاء. فقد بدأت تتشكل طوابير ونسبة التصويت ارتفعت ببضع نسب مئوية جيدة”.

       “لقد كانت في وضع لا أتمناه لأعدائي. هذه مسؤولية ثقيلة جدا، أن تكون رئيس حزب عمره ثلاثين سنة والذي يمكن أن يشطب”، قال عيساوي فريج. “ولكن عندما تجولنا على الارض وشاهدنا الضجة قرب الصناديق، لاحظت أنها هدأت”. رهان زيندبرغ نجح، ليس فقط في المشاعر. ففي كفر قاسم حصل ميرتس في تلك الانتخابات على 39 في المئة من الاصوات، اكثر من أي حزب آخر، وتقريبا ثلاثة اضعاف نسبة التأييد له في الانتخابات السابقة في العام 2015.

       في الطيرة قفز الحزب من 2.8 في المئة من الاصوات في 2015 الى 24 في المئة من الاصوات في نيسان 2019. وفي الفريديس سجلت قفزة من 8 في المئة الى 29 في المئة. بالاجمال، ميرتس حصل على 50 ألف صوت عربي في تلك الانتخابات. ومن اجل الاثبات، كان بعيدا فقط بـ 16 ألف صوت عن السقوط الى ما تحت نسبة الحسم. رهان زيندبرغ نجح، المصوتون العرب أنقذوا ميرتس.

       ايضا في هذه المرة يوجد لميرتس تذكرة جذابة امام الناخب العربي. فمن جهة هو ليس نتنياهو وليس شريكا له مثل راعم، ومن جهة اخرى، خلافا للقائمة المشتركة هو يستطيع أن يقدم للناخبين العرب بالخطوط العريضة خيار براغماتي غير سيء. ولكن من اجل أن ينجح في الوصول الى الهدف يجب عليه أن يبدأ العمل من الآن.

       رغم اسطورة يوم الانتخابات في 2019 فان زيندبرغ وفريج يؤكدان على أنه حتى لو تمت مضاعفة مبلغ الرهان في يوم الانتخابات، إلا أن “فيش” الرهان وضعها الحزب على الجمهور العربي قبل وقت طويل. “لقد لاحظنا جاذبية ميرتس وقدرته في الجمهور العربي خلال الحملة”، قالت زيندبرغ واضافت “لقد عملنا في القرى، وضعنا حملة باللغة العربية، وطوال الوقت قمنا بالاهتمام بأن تعمل هذه الحملة ايديولوجيا وسياسيا ايضا”. اذا لم يضع ميرتس كل ثقله في المجتمع العربي من الآن فلن تكون له البنية التحتية التي تمكنه من تحقيق الانجاز الذي حققته  في انتخابات نيسان 2019. وحسب تقديرات استطلاعات دقيقة فان نسبة تأييد الحزب في اوساط المصوتين العرب الآن هي 15 – 20 ألف صوت. وهو رقم اقل بكثير من الـ 50 ألف صوت التي حصل عليها في ذاك اليوم المشهود. في هذه المرة هو يحتاج الى اكثر من 50 ألف صوت عربي من اجل أن يبقى على قيد الحياة.

       هذا الرهان يمكن أن يكلفه اصوات في معاقله في المدن الكبيرة وفي الكيبوتسات والموشافات، التي ستحصل على حضور أقل من قبل المرشحين البارزين وعلى ميزانيات أقل للدعاية. ولكن من غير المعروف عدد الاصوات التي بقيت لديه هناك ليأخذها. القرار الصحيح بالنسبة لنيتسان هوروفيتس يبدو واضحا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى