ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  امنون هراري– كتلة الوسط – اليسار تصل الى الانتخابات بخطر حقيقي

هآرتس – بقلم  امنون هراري – 15/3/2021

” حزبالصهيونية الدينية برئا¬سة سموتريتش يتأرجح على شفا نسبة الحسم، لكنه يحصل على دفعة من رئيس الحكومة الذي هو بحاجة اليه من اجل تشكيل الائتلاف. وفي اليسار يجب عليهم الخوف ايضا من ازدياد قوة راعم “.

       بقيت ثمانية ايام على موعد الانتخابات، واستطلاعات توزيع المقاعد تشير الى أن اربعة احزاب توجد في خطر التلاشي: حزبان من كتلة الوسط – يسار هما ازرق ابيض وميرتس. والحزبان الآخران هما الصهيونية الدينية وراعم. هذه الاحزاب مصيرها، اكثر من أي تطور آخر، هو الذي سيحسم اذا كان نتنياهو يمكنه تشكيل حكومة مع الاصوليين ومع بينيت. واذا دخلت جميعها أو اذا بقي عدد متساو من الاحزاب الصغيرة في كل كتلة في الخارج فان الانتخابات ستكون متعادلة بشكل خاص. ولكن في أي وضع آخر، سقوط حزب واحد في كتلة معينة، سيكون مثابة ضربة قاتلة بالنسبة لهذه الكتلة. حتى الآن الاحزاب التي توجد على اليسار موجودة في خطر أكبر بكثير.

       حسب التقديرات في النظام السياسي فان الحزب الذي يوجد في وضع آمن اكثر من بين الاحزاب الاربعة هو الصهيونية الدينية برئاسة بتسلئيل سموتريتش. في الاستطلاعات الاخيرة في القنوات التلفزيونية حصل على دعم 3.3 – 3.5 في المئة من اجمالي المصوتين، أي على بعد 0.2 في المئة من نسبة الحسم. ولكن توجد له اسباب كثيرة للتفاؤل. أولا، نسبة التصويت المتوقعة في الانتخابات القريبة تبدو مرتفعة في المجموعات السكانية التي فيها الحزب قوي، بما في القطاع الاصولي وفي معظم الجمهور اليميني.

        ثانيا، اكثر المتعطشين للاصوات، بنيامين نتنياهو، يستثمر جهدا كبيرا من اجل أن يجتاز هذا الحزب الانتخابات، وحتى أنه امتنع عن القيام بحملة في معاقله في يهودا والسامرة من اجل اخلاء الطريق أمامه. أمس أعلن بأنه “لا توجد له مشكلة” في أن يصوت من يؤيدونه للصهيونية الدينية. وهذا ليس صدفيا. فنتنياهو أكثر من الجميع، أجرى حساباته وأدرك أنه اذا لم يجتز سموتريتش نسبة الحسم فهو سيبتعد عن ولاية اخرى كرئيس للحكومة. من مثله يعرف أنه في شهر نيسان 2019، عندما لم يضبط نفسه وانقض في اللحظة الاخيرة على الاصوات القليلة لنفتالي بينيت واليمين الجديد، كلفه هذا الامر فقدان القدرة على تشكيل حكومة يمينية.

       هذه ليست الانباء السيئة الوحيدة للوسط – يسار. فبالتحديد راعم، برئاسة منصور عباس، الذي لا يستبعد دعم نتنياهو، يبدو اكثر قربا من الكنيست من احزاب اليسار التي تجتاز نسبة الحسم في الاستطلاعات. في الاسابيع الاخيرة يرتفع بالتدريج، ارتفاع ينسب لعاملين. العامل الاول هو عامل لا يرتبط بالضبط بقوته على الارض، بل بالذات بالصعوبة في تقدير عدد الذين سيصوتون له. من يجرون الاستطلاعات ادركوا مع مرور الوقت عدم القدرة على أن يستطلعوا كما يجب مواقف البدو في النقب. فهناك يحظى راعم بمعظم قوته، حوالي 80 ألف صوت حسب التقديرات. “راعم دائما عانى من عدم تمثيل جيد في العينة خلافا للاحزاب العربية الاخرى”، قال الصحافي محمد مجادلة. “من الصعب اكثر استطلاع مواقف البدو في النقب مقارنة بعرب المثلث والجليل، ضمن امور اخرى، بسبب امكانية الوصول الى الهاتف. في الفترة الاخيرة يظهر أن من يجرون الاستطلاعات ايضا ادركوا ذلك”.

       مع ذلك، يبدو أن زيادة قوة راعم في الاستطلاعات هي ايضا وليدة الارتفاع الحقيقي في نسبة تأييده. أهمية الحكم المحلي في المجتمع تلعب هنا دور هام. لأن عدد كبير من السلطات العربية مسيطر عليها من قبل رجال الاحزاب التي تشكل القائمة المشتركة. كل المعارضين لرؤساء هذه السلطات وقفوا الى جانب راعم وعززوا قوته بذلك.

       زيادة قوة نتنياهو ايضا في القطاع العربي تساعد راعم. مجرو الاستطلاعات يتوقعون الآن مقعدين كاملين لرئيس الحكومة من القطاع العربي. ولكن مجادلة يشكك في هذا الافتراض. “صحيح أنه في هذه الاثناء يدعي مصوتون عرب بأنهم سيصوتون لليكود، لكن في نهاية المطاف، في يوم الانتخابات، عندما تشتد الحملة والمشاعر الدينية والوطنية تتعزز فان الاكثر منطقية هو أن هؤلاء المصوتين سيعودون للتصويت لأحد الاحزاب التقليدية في الكتلة”. واذا عادوا الى البيت فان راعم يكون أكثر قربا من نتنياهو من القائمة المشتركة. جميع هؤلاء يتوقع أن يعطوا راعم 20 ألف صوت آخر في قرى المثلث و40 ألف صوت في الجليل، التي يمكن أن تكون كافية له لاجتياز نسبة الحسم بأمان.

       هذا الأمان ليس في الحقيقة من نصيب وزير الدفاع بني غانتس. ازرق ابيض هو في الحقيقة الحزب الذي يحصل على اكثر الارقام التي تثير الانطباع في الاستطلاعات من بين الاحزاب الاربعة الصغيرة، 3.55 – 3.9  في المئة في الاستطلاعات الاخيرة في قنوات التلفاز. ولكن نسبة شريحة المستطلعين الذين اعلنوا حقا عن تفضيلهم النسبي للحزب، لكنهم غير واثقين من أنهم سيصوتون له، هي نسبة مرتفعة. ومع الاخذ في الحسبان بأنه لا توجد له “قاعدة صلبة” مثل شريكه في الضائقة، ميرتس، فهو موجود في خطر كبير بشكل خاص. ولكن الخوف من  ترجيح يقوم به ليكوديون في الاستطلاعات، الذين يريدون تضخيم قوة ازرق ابيض من اجل التسبب بتبديد كبير للاصوات، لا يساهم في زيادة الأمان هناك، رغم أن تأثير هذه الخطوة في الاستطلاعات ضئيل.

       في حالة ميرتس ربما أن الوضع هو اسوأ. فسقوطه الى تحت نسبة الحسم جاء حقا في توقيت مناسب نسبيا، حيث ما زال هناك وقت لاصلاح ذلك ومنع حدوث كارثة. ولكن في هذه الاثناء حزب اليسار لم ينجح في فعل ذلك. في الاستطلاع الاخير لـ “اخبار 12” حصل ميرتس على اربعة مقاعد، لكن فقط 3.28 في المئة من الاصوات، أي 3 في المئة فوق الخط الاحمر. في استطلاع “كان 11” الذي اجراه معهد كنتار ودودي حسيد، حصل فقط على 2.8 في المئة من الاصوات. ميرتس، مثل ازرق ابيض، يعاني من ظاهرة عرضية شخصها من يجرون الاستطلاعات: الثقة المنخفضة بمجرد مجيء المصوتين للتصويت في اوساط  الوسط – يسار، التي هي الآن أقل بقليل مما كانت في الانتخابات السابقة، على الاغلب هذه النسبة مرتفعة اكثر في الوسط – يسار مما هي في اليمين. ولكن في هذه المرة يبدو أن هذه الفجوة قد اختفت.

       ايضا الكورونا لا تساعد ازرق ابيض وميرتس. فهما يحصلان على قاعدة تأييد كبيرة السن نسبيا. ومسألة نسبة التصويت في اوساط السكان من كبار السن، خاصة اليهود غير المتدينين، تقلق جدا من يوجدون في مقرات هذه الاحزاب. وسيناريو فيه المصوتون كبار السن الذين يخافون من الكورونا سيأتون الى صناديق الاقتراع في مدن المركز ويرون طابور طويل ومكتظ أمام الصناديق ويفكرون بالعودة الى البيت، يمكن أن يكون مصيري بالنسبة لهما.

       من يجب عليه أن يأخذ هذا الخوف في الحسبان هو يئير لبيد. هذا كان الخطأ في الحملة التي افتتحها أمس من اجل ازدراد الاحزاب الصغيرة في الكتلة. رغم أنه على الاقل في حالة غانتس هو لم يزدرد بهذه الخطوة اصوات فقط، بل ايضا سعادة كبيرة. وحملة ستضر بقوتها ربما ستزيد اصوات يوجد مستقبل بعدد قليل، لكنها ستؤدي الى خسارة مقاعد كثيرة للكتلة. لبيد سيحسن الصنع اذا واصل التركيز على حملته الميدانية وعلى الحملة الحذرة التي يديرها مؤخرا في الوسط العربي. وحسب اقوال مجادلة، الاستطلاعات الداخلية للاحزاب تظهر أن حزب يوجد مستقبل ينجح في الوصول الى مقعد كامل في المجتمع العربي، وهذا تغيير دراماتيكي برز في الاسابيع الاخيرة. الحديث يدور عن جهد واعد ولا يكتنفه الخطر بالنسبة له. أي صوت ينجح لبيد في الحصول عليه من المجتمع العربي سيكون مثابة ربح صاف: إما أنه سيكون مأخوذ من القائمة المشتركة وراعم، التي في كل الاحوال لا يمكنه الاعتماد على اصواتها من اجل تشكيل حكومة مع جدعون ساعر ونفتالي بينيت، وإما أن يكون مأخوذ من الليكود أو من مصوتين لم يكونوا خائفين أبدا من التصويت.

       ولكن المقعد الغض الذي يأخذه لبيد من المجتمع العربي لن يكون من السهل عليه تحسين الصورة العامة لكتلته، التي وصلت الى السطر الاخير في حالة اسوأ من أي وقت مضى، حيث أن هناك حزبان فيها يوجدان في خطر اختفاء حقيقي. يوجد للبيد، الذي لم يدرك مسؤوليته كزعيم للكتلة، مسؤولية ايضا عن هذا الوضع. فهو الذي لم يوافق على الاتحاد مع ازرق ابيض، وهو الذي لم يدفع ميرتس للاتحاد مع العمل. لبيد اعتقد في حينه أن دعوته لغانتس للانسحاب كافية، أو على الاقل تقنع مصوتي ازرق ابيض باتخاذ القرار بدلا منه. هذه الاخطاء لا يمكن اصلاحها، لكن هناك شيء واحد ما زال يمكن للبيد أن يفعله وهو التصرف مثل نتنياهو والتوضيح لناخبيه بأنه “لا توجد لديه مشكلة”، أي الغمز لهم بأن يصوتوا لازرق ابيض وميرتس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى