هآرتس – بقلم الوف بن – نهاية سارق الاصوات
هآرتس – بقلم الوف بن – 23/12/2020
“ رئيس ازرق ابيض عرف الى أين دخل ومع من. ولكنه فضل التعرض للاهانة من خلال ألقاب فارغة من المضمون والحصول على سيارة “أودي”. وانجازه الوحيد هو منع الحصانة عن نتنياهو، وهي حقيقة سيحاول رئيس الحكومة تغييرها في الكنيست القادمة “.
حياة بني غانتس السياسية وصلت الى نهايتها الكئيبة. وللحظة يستيقظ الفرح: هناك ثواب وعقاب في السياسة. لقد سرقت اصوات معارضي بنيامين نتنياهو من اجل الانضمام الى حكومته. وصدقت اساطير عبثية على “التناوب على رئاسة الحكومة”، وقد تم تكريمك بألقاب فارغة من المضمون وبسيارة “أودي”. وكل ما تعرضت له تستحقه، حتى الاقصاء الواضح عن العمليات السياسية لرئيس الحكومة، وفخ الغاء ميزانية الدولة من اجل حل “الوحدة” والاستخفاف من قبل متحدثي اليمين، والآن الوحدة الفاشلة مع حاييم رامون من اجل اخضاع الجهاز القضائي، والتي أدت الى تصفية ازرق ابيض في التصويت الليلي في الكنيست.
غانتس يحظى بشكل عام بتخفيضات على صورته العامة لا توجد لسياسيين آخرين. فهم يقولون إنه ساذج ومسكين وجاء من الجيش ولم يفهم السياسة. وأنه ليس نموذج ماكر مثل نتنياهو وما شابه. هذه الادعاءات غير مقنعة. فغانتس اراد أن يكون وزيرا للدفاع، وفي مرحلة معينة كان يأمل أيضا بتولي رئاسة الحكومة. مع كل الاحترام تصعب الموافقة على ادعاء الدفاع بأنه “غير كاذب وغير غبي”. غانتس عرف بالضبط أين يدخل ومع من، وسقط بسبب آمال فارغة للتقدم.
كيف يمكنني أن أعرف؟ لأنني عدت الى خطاب غانتس الاول عند دخوله الى الحياة السياسية على رأس حركة “المنعة لاسرائيل” في 29 كانون الثاني 2019، أي قبل اقل من سنتين. وهاكم بعض الجواهر لمن نسي: “أنا سأوقف على الفور العادة المشينة التي فيها تحولت سياسة الامن السرية عندنا الى حفل للحصول على اكبر عدد من المشاهدين، والعمليات الحساسة تحولت الى برنامج واقعي”؛ “الحكومة التي سنشكلها ستكون حكومة دولة رسمية وليس حكومة ملكية، بدون سادة وخدم وهدايا فاحشة ومهرجي بلاط”؛ “بدون تأجيج الكراهية ضد نصف الشعب من اليمين أو نصف الشعب من اليسار”؛ “الحكومة الرسمية التي سنشكلها لن تظهر أي تسامح مع الفساد”؛ “مجرد التفكير بأنه يمكن أن يكون في اسرائيل رئيس حكومة قدمت ضده لائحة اتهام هو تفكير مضحك في نظري”.
غانتس اصبح اضحوكة ووافق على شرعنة رئيس الحكومة المتهم، وفي نهاية المطاف ايضا أخضع الجهاز القضائي لسلطة المتهم. والاجمل من ذلك هو أن جميع الامور السيئة التي قام غانتس بتفصيلها في خطابه الاول ذاك تواصل الوجود حتى وهو يتحلى بصفة “رئيس الحكومة البديل”. البديل بني غانتس، نائب السلطان بيبي.
في هذا الوقت اسرائيل ذاهبة الى جولة انتخابات جديدة، وفوقها يحلق سؤال هل سيجد نتنياهو نفسه في نفس دائرة الثواب والعقاب في السياسة مثل غانتس أم أنه في هذه المرة ايضا، مثلما في جميع المرات السابقة منذ 2009، سيهزم خصومه ويسحق كل من يتنافسون على تاجه. خطواته الاخيرة تدل على أنه يسعى الى رص صفوف اليمين في محاولة لتطويق جدعون ساعر قبل اتساع الشرخ في الليكود، من المقاعد الخلفية الى مقدمة المنصة. نتنياهو يتم تحديه منذ فترة طويلة بادعاءات اليمين الايديولوجي بأنه لا يلتزم حقا بـ “اصلاحات قضائية، استهدفت كما يبدو تبرير نظام التفوق اليهودي وضم المناطق. لذلك، قام نتنياهو بطبخ الصفقة مع غانتس ورامون لتغيير طريقة التعيين في الجهاز القضائي، ومن اجل ذلك قام بارسالياريف لفين لتهديد المحكمة العليا بألا تتجرأ على مناقشة قانون القومية. وفي الطريق أمل نتنياهو الغاء محاكمته أو افراغها من مضمونها.
ازرق ابيض لم يخلق البديل للحكم، مثلما وعد. ولكن مجرد وجوده وانجازاته المثيرة في الجولات الانتخابية الثلاث الاخيرة منعت نتنياهو من الحصول على الحصانة وضمنت وجود محاكمته. ايضا الآن نتنياهو يخرج الى الحملة الانتخابية الرابعة في الوقت الذي فيه الاستطلاعات تتوقع اغلبية صلبة في الكنيست لاحزاب اليمين. ولكن بدون اغلبية لوقف المحاكمة. والفضل في هذا الانجاز يعود لغانتس رغم أنه قام بتبديده من خلال سلوكه الانتحاري امام نتنياهو.