ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم الوف بن – لماذا يؤيدون نتنياهو؟ لأنه يهتم بهم

هآرتسبقلم  الوف بن – 3/9/2020

نتنياهو استطاع أن يوحد خلفه معسكر من الشرقيين والاصوليين الذينيؤمنون بوعوده التي حقق لهم مؤخرا البعض منها. وافضلية هذا المعسكرتكمن في أن له ايديولوجيا واضحة تتمثل بالتفوق اليهودي وتأييد زعيمواحد، في حين أن اليسار ممزق وليس له هدف مشترك يؤمن به. وهذاالوضع سيبقى على حاله حتى لو تم اسقاط ننتنياهو “.

فقط لو أنه كان لنا زعيم، هكذا يتباكى اليساريون المظلومون،محطمو القلوب من خيانة بني غانتس، ومن لم يعودوا متحمسين ليئير لبيد،يتساءلون من هو غادي آيزنكوت ويحسدون كثيرا مصوتي اليمين، الذينلديهم بيبي، أما نحن فلدينا فراغ. لديهم يصطفون في صف واحد وراءه، أمالدينا فهم ممزقون بالخصومات والنزاعات. هم يعرفون كيف ينتزعون نصر منالخسارة، أما لدينا فيحصلون على اغلبية في صناديق الاقتراع ويبقون فيالمعارضة. والاكثر فظاعة من ذلك هو أن بنيامين نتنياهو يظهر ويتحدثكواحد منا. هو اشكنازي من عائلة قديمة، مثقف ولديه لغة انجليزية طليقة،ثري ولديه الكثير من القطع المسجلة في الطابو، ملحد يقوم بتهريب الطعامغير الحلال الى بلفور. اذا لماذا يؤيدونه؟ كيف حصلوا على هذا الساحرالسياسي الذي يتحدث الانجليزية بطلاقة، الساحر الوطني بخطاباتهالتلفزيونية، أما نحن فقد بقيت لنا تنانير متقاعدة؟.

هذه الاسئلة تدفع المعسكر الخاسر في السياسة الاسرائيلية الى الجنون منذسنوات كثيرة، هذا المعسكر الذي يطبخ مرة تلو الاخرى حسب الوصفةالمعطاة، وفي نهاية المطاف يحصل على مرق محترق وفاسد. هذه الاسئلةتخرج في كل يوم سبت عشرات آلاف الاشخاص من البيوت الى رحافياوقيصاريا والجسور ومفترقات الطرق وهم مسلحون بالأمل المتقد بأنه فقط اذاتم ازاحة الشيطان وأبناء عائلته من الطريق فسيأتي الخلاص للدولة ولهم.

ولكن حركة سياسية مزدهرة مثل اليمين الاسرائيلي في 2020 لاتقتصر فقط على القدرة الشخصية والتجربة والفهم للشخص الذي يترأسه. زعامة ناجحة تستند الى سسيولوجيا وايديولوجيا: على مجموعة مؤيدين ذويمصالح وفكرة تجمعهم. نتنياهو بلور خلفه الشرقيين والاصوليين، وهو يعدهمبشريحة سميكة اكثر من الكعكة القومية بعد أن تم اضطهادهم من قبلاليسار. وفي السنوات الاخيرة هو ايضا ينفذ ذلك. خلية مساعديه المقربين،السفير رون ديرمر، مستشار الامن القومي مئير بن شبات، الجاسوس يوسيكوهين، رجل الاعمال آفي سمحون، المدير العام رونين بيرتسجميعهم منالشرقيين أو الاصوليين. ومثلهم ايضا السياسيون الذين دفعهم الى الامامفي الليكود وفي الائتلاف. والمراسلون والمحللون والمذيعون الذين يرددون علىالجمهور رسائله ويحصلون على المزيد من زمن البث.

هكذا يتجسدتغيير النخب“. حقيقة أن بيبي هو اشكنازي وعلماني لاتهم مؤيديه مثلما أن جو بايدن وهيلاري كلينتون مرشحي الديمقراطيينللرئاسة لا يشبهون تماما منتخبيهم السود وذوي الاصول الاسبانية، ولميعانوا في أي يوم من عنف الشرطة أو من صعوبات الهجرة. المهم هو أنالناخبين يشخصون نتنياهو كمن يهتم بهم، وليس أين ولدت جدته.

هذا الوضع الاجتماعي يفسر جيدا ايضا معسكرفقط ليس بيبي،الذي ببساطة يربط كل المجموعات والقبائل التي تخسر من تغيير النخب. ايضاالقبيلة البيضاءالتي تم اقصاءها عن مواقع التأثير وعن الشاشات،والمهاجرون من الاتحاد السوفييتي سابقا والذين يجدون صعوبة في اختراقالصفوف من اجل الوصول الى المقدمة، والمجتمع العربي الذي مرة اخرىبقي خارج اللعبة. هذا هو الصمغ الذي يربط بين لبيد وليبرمان وعودةوالطيبي.

في ميزان المصالح هناك توازن بين الكتل، وحسب النتائج فيالحملتين الانتخابيتين الاخيرتين حتى أنه هناك افضلية بسيطة لجانب معسكرفقط ليس بيبي“. ولكن لليمين هناك ايضا ايديولوجيا مشتركة: التفوقاليهودي الذي صيغ قبل سنتين بقانون القومية ويحظى بدعم مطلق لمكوناتالكتلة. هنا تكمن الافضلية الواضحة لمعسكر نتنياهو على خصومه، الذين لايستطيعون الاتفاق على فكرة مشتركة. ليس دولة كل مواطنيها، أو الدفع قدمابالنساء والمثليين، أو دولة فلسطينية أو فصل الدين عن الدولة. طالما أنه يوجدلليمين راية واحدة واليسار ممزق ومنقسم، فسنبقى نرى بلفور فقط من وراءالجدار ورجال الحماية، حتى في اليوم الذي فيه نتنياهو سيذهب الىقيصاريا أو الى السجن.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى