ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم الوف بن – قرارات يئير لبيد الثلاثة

هآرتس – بقلم  الوف بن – 28/1/2021

لقد اتخذ يئير لبيد ثلاثة قرارات هامة اعطت ناخبيه الأمل في أن يكون البديل لنتنياهو، وأثبتت مصداقيته في الوقوف امام نتنياهو. وأهم هذه القرارات هو معارضته لقانون القومية “.

مكان رئيس الاركان السابق في قيادة كتلة اليسار احتله خريجو وسائل الاعلام العسكرية، يئير لبيد (مجلة “بمحنيه”) ونيتسان هوروفيتس وميراف ميخائيلي (صوت الجيش). الثلاثة في الخمسينيات، علمانيون، اشكنازيون، تل ابيبيون مع أقدمية حوالي العقد في السياسة. الثلاثة يشبهون من يصوتون لهم ويفهمون آمالهم وتخوفاتهم. هم بالتأكيد ربما لن يقبلوا هذا الادعاء، لكن الفروق بينهم اصغر بكثير مما هو متخيل.

ميخائيلي تثير الآن معظم الاهتمام الاعلامي في محاولة لانقاذ حزب العمل من الاندثار. ولكن في جولة الانتخابات الحالية رئيس الحزب سيكون لبيد. يوجد مستقبل يزدهر في الاستطلاعات الاخيرة ويقترب بالتدريج من المقاعد الـ 19 التي وصل اليه عند دخوله الى الحلبة السياسية في العام 2013. وانسحاب عوفر شيلح لم يؤثر على مصوتي الحزب، الذين هم في الاصل يجدون صعوبة في تشخيص الارقام القادمة في القائمة بعد المؤسس والحاكم الحصري الذي يقف على رأسه.

لبيد جدير بقيادة الكتلة بفضل ثلاثة قرارات صحيحة. القرار الاول هو تصويته ضد قانون القومية. صحيح أنه لم يمد يده للمجتمع العربي، ودائما سيذكر له تعبيره البائس “الزعبيين” بالنسبة لاعضاء الكنيست العرب. ولكن في لحظة الحقيقة، التي فيها اسرائيل مطلوب منها أن تحسم هل هي دولة مساواة لكل مواطنيها أم أنها دولة التفوق اليهودي، اصبع لبيد ضغط على الزر الصحيح. القرار الثاني الصحيح هو موافقته على أن يكون رقم 2 بعد بني غانتس في ازرق ابيض؛ ليس لأنه اعتقد بأن غانتس مناسب اكثر منه للقيادة، بل لأنه كان مستعد للتنازل عن “الأنا” والتعظيم لصالح المصالح السياسية لزيادة الاصوات والمقاعد. وعندها جاءت لحظة الحقيقة، التي فيها غانتس قام بخيانة ناخبيه وسرق اصواتهم لصالح ائتلاف بنيامين نتنياهو، ولبيد بقي خارج الحكومة. هذا كان هو القرار الصائب والاكثر جدارة. وهو القرار الذي وضعه في قيادة المعسكر، بالضبط مثلما أن ميخائيلي حظيت برئاسة العمل بفضل رفضها الذهاب الى حكومة نتنياهو في اعقاب المخادعين عمير بيرتس وايتسيك شمولي.

لبيد يدير الحملة الحالية بدون ضجة اعلامية، ويحاول أن يبني اعتمادا على التصدعات في اليمين، هو يفضل أن يتآكل خصمه المخضرم، جدعون ساعر، وشريكه السابق في “حلف الاخوة”، نفتالي بينيت، في حرب شوارع مع نتنياهو، وأن تنزلق مقاعد الوسط منهم وتعود ليوجد مستقبل. في هذه الاثناء هذا ينجح، ويوجد مستقبل يستقر بالتدريج على اعتبار أنه الحزب الثاني من حيث حجمه بعد الليكود. السلطة ليست في متناول اليد بالنسبة للبيد. وتصعب رؤيته وهو يشكل ائتلاف، لكن موقفه الحازم امام نتنياهو يعطي الأمل الجديد لناخبيه. واذا عزز جناحه السياسي بتسيبي لفني، فهما سيعرضان طاقم يمكنه العمل بشكل جيد مع ادارة بايدن.

إن استمرار تولي نتنياهو لمنصبه يشكل خطر واضح وفوري على اسرائيل، الذي ازداد بسبب فقدان السيطرة في ازمة الكورونا وتهديدات الحرب الجديدة ضد ايران. وهذه هي فرصة لبيد التي قدمها التاريخ الى موقع البديل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى