ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم الوف بن – فقط ليس بينيت

هآرتس – بقلم  الوف بن  – 21/9/2020

” من يريدون مساواة في اسرائيل والحفاظ على حقوق المواطن وتوجد فيها محكمة قوية يجب عليهم أن يقلقوا من قفز بينيت الى القمة “.

إن تعبير “عندها، ليكن بينيت” اصبح دارجا في الاسابيع الاخيرة في المحادثات بين الاقارب والاصدقاء. متعبون من الاغلاق والعزل والذعر الاقتصادي، ومحبطون من فقدان السيطرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فان اسرائيليين كثيرين يتمسكون برئيس يمينا كمخلص من الكورونا. هم يندفعون نحوه في الاستطلاعات التي فيها بينيت قفز الى 22 مقعدا واصبح فيها هو المرشح الرائد في السباق نحو بلفور.

لا شك أن بينيت هو السياسي المؤثر جدا والذي ظهر هنا في العقد الاخير، هو فصيح ويمكن الوصول اليه، وعلى ضعفه كخطيب تغطي كاريزما لقائد فصيل يقود جنوده الى المعركة. والاهم من ذلك هو أنه ليس نتنياهو. وبدلا من البخل والسعي الى الحصول على الاحترام الذي يقوم به رئيس الحكومة، والذي قاده الى مقعد المتهمين، يبدو بينيت رجل عملي يفتقر الى الآداب ويدفع الفاتورة من جيبه الخاص ولا يأكل بالمجان.

إن شبكة علاقات رئيس الحكومة ومن يطالب بكرسي العرش تستحق أن تصبح مسلسل دراما أو قصة غرام روسية. بينيت سمى اسمه البكر يوني على اسم يوني نتنياهو. ولكن بيبي لم يخلد شقيقه البكر في أسماء اولاده، خلافا لما هو دارج في الكثير من العائلات الثكلى التي فيها إبن الأخ يسمى على اسم العم الذي قتل. أين فرويد ليشرح لنا ذلك. الاثنان سينتقمان من مصادر الالهام لليمين في امريكا وفي اسرائيل، التوراة وآين راند. ويؤمنون بأن الاقوياء هم المحقون. ولكن كشخص يرتدي قبعة وكرجل اعمال نجح في الخروج فان بينيت يهزم بسهولة خصمه. نتنياهو ربما يعرف كيف يقتبس من التوراة ومن آين راند، بينيت يجسدهما في نمط حياته وفي افعاله.

مدفوعا بما حققه من انجازات في الاستطلاعات ومن فشل نتنياهو في ازمة الكورونا، ذهب بينيت عشية عيد رأس السنة لتحديد منطقة على المسطحات الخضراء في حديقة رئيس الوزراء وأجرى مقابلة مع يعقوب باردوغو في “اسرائيل اليوم”. حقا سيطرة معادية على صفحة الرسائل. أنت في الحقيقة “آيفون 12” ونتنياهو “آيفون 11″، قال له باردوغو، وبينيت رد عليه: “ربما آيفون 12 مقابل نوكيا”. أنا أمثل المستقبل وبيبي يمثل الماضي، رجل كثير الحقوق كان متعب ولا يعرف كيف يدير. أوكي، باي.

ولكن بينيت لا يعرض على الجمهور فقط خبرة بادارة الازمات، بل ايضا ايديولوجيا يمينية متطرفة. قبل أي شيء عنصرية: “أنا لن أشكل حكومة تعتمد على اصوات العرب، أو على امتناع العرب في أي يوم من الايام”. بينيت لا يغطي نفسه حتى بالصياغة المغسولة لخلاف مع القائمة المشتركة مثل سياسيين آخرين. فلديه كل شيء بسيط جدا: اذا كنت عربيا فصوتك مرفوض.

سنواصل الحديث عن المسيرة السياسية. نتنياهو جلب سلام مع اتحاد الامارات والبحرين. وبينيت يأسف لتعليق الضم في الضفة الغربية. “اذا سألتني السيادة في ارض اسرائيل أو في البحرين، أنا سأختار السيادة في ارض اسرائيل”، قال.

من هنا لنذهب الى المحكمة العليا: بينيت يريد أن يحطمها عن طريق “تغيير طريقة تعيين القضاة، الغاء ذريعة المعقولية وتقليص حق الوقوف”. هو يريد من المحكمة أن تنشغل بالقضايا الصغيرة، بصورة تضررت فيها من الكاتب، ولن تكون مدرسا شرعيا للسلطة. وللتحلية، بينيت يقترح أن يطبق في اسرائيل “القانون الفرنسي” الذي يمنع تقديم رئيس الحكومة للمحاكمة سوية مع تقليص فترة الولاية. لماذا يحتاج بينيت الى ذلك؟ بعد كل شيء، خلافا لنتنياهو، لديه بطاقة ائتمان صالحة، كما يبدو هذه قطعة حلوى لاغراء البيبيين.

دعك من هذا، يقول الاصدقاء وأبناء العائلة، المواقف اليمينية ليست ذات صلة. هذا ليس الموضوع الآن، بل الكورونا. واذا انتخب بينيت لرئاسة الحكومة فانه سيكتشف مثل أسلافه بأن “الامور التي ترى من هناك لا ترى من هنا”. وسيدخل ايديولوجيته الى الحجر. مع ذلك، محظور أن يتم اغراءنا. من يريدون اسرائيل فيها مساواة وتسعى الى سلام داخلي وخارجي، وتحمي حقوق المواطن وتوجد لديها محكمة قوية، يجب عليهم أن يقلقوا من قفز بينيت الى القمة. ومن الجدير التعامل معه بجدية.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى