ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  افرايم عنبر – ربما تكون ضربة استباقية ضد ايران أمر لا مناص منه

هآرتس – بقلم  افرايم عنبر – 3/2/2021

” تهديد عسكري له مصداقية هو امر ضروري ايضا من اجل تحفيز الولايات المتحدة والدول الاوروبية التي تخاف من مواجهة عسكرية في الشرق الاوسط على زيادة صرامة مواقفها من ايران “.

إن استئناف تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المئة في ايران، واتخاذ قرار لانتاج اليورانيوم المعدني، هي خطوات تقصر المسافة نحو انتاج القنبلة النووية. هذا في الوقت الذي دخل فيه الرئيس الامريكي جو بايدن الى البيت الابيض مع نية واضحة للبدء في المفاوضات لبلورة اتفاق نووي جديد مع طهران. موقف الادارة الامريكية الجديدة من ايران ما زال غير واضح، لكن احتمالات التوصل الى اتفاق يمكن أن تبدد مخاوف اسرائيل من الامكانية الكامنة النووية الايرانية، هي احتمالات ضئيلة جدا. هذه التطورات تقرب هجوم اسرائيل على المنشآت النووية، كما يتبين من اقوال رئيس الاركان افيف كوخافي. 

إن سعي طهران للحصول على القنبلة النووية وتطلعها الى الهيمنة في الشرق الاوسط، يعرضان اسرائيل للخطر. القيادة الايرانية تعتقد أنه لا يوجد للدولة اليهودية حق في الوجود، وأن اسرائيل ستختفي تحت ضغط عسكري، أو سيتم تدميرها عندما تكون ضعيفة وهشة. في اعقاب الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة من الشرق الاوسط، فان ايران توصلت الى استنتاج بأن اسرائيل هي العائق العسكري الرئيسي امام طموحاتها، وبهذا تحولت ليس فقط الى عدو ديني، بل ايضا الى خصم استراتيجي يجب التغلب عليه.

إن ذكاء ايران في تشغيل منظمات، فروع لها في الشرق الاوسط، واستعداد الرئيسين براك اوباما ودونالد ترامب للانسحاب من المنطقة، مهدت طريق ايران في خطتها لانشاء “ممر شيعي” من ايران ومرورا بالعراق وسوريا ووصولا الى البحر المتوسط. هي ايضا تريد بناء قواعد حول اسرائيل، التي تستطيع فيها أن تنصب صواريخ من اجل ردعها عن القيام بمهاجمة منشآتها النووية. وفي حالة هجوم كهذا يكون بامكانها المس بدرجة شديدة باسرائيل.

لذلك، تعمل اسرائيل على منع تواجد ايران في سوريا. وايضا تحاول كبح تقدمها النووي. الانفجار الغامض في نتناز في حزيران 2020، وتصفية عالم الذرة الكبير محسن فخري زادة في تشرين الثاني 2020، هي الشهادات الاخيرة على ذلك.

اذا وافقت ايران على اجراء مفاوضات على اتفاق نووي جديد فسيكون ذلك فقط كهدف لتحقيق انجازات مثل رفع العقوبات الاقتصادية وحماية من خطوات عسكرية ضدها، وايضا من اجل كسب الوقت لاحراز تقدم آخر في المشروع النووي. يصعب الافتراض بأن ايران ستوافق على قيود اضافية عليها. اضافة الى ذلك، في شهر حزيران ستجري انتخابات رئاسية في ايران، وجميع المرشحين هم من التيار المتطرف، مرشحون يعارضون التنازلات. ومن الجدير بالذكر أن السلاح النووي يعتبر بوليصة تأمين لبقاء النظام وكوسيلة رئيسية لتحقيق هيمنة اقليمية. بناء على ذلك، يصعب تخيل وضع فيه ايران ستتنازل عن الخيار النووي، إلا اذا تم فرض خطوة كهذه عليها.

النتيجة التي لا مفر منها لتحقيق طموحاتها النووية هو سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط، تشارك فيه تركيا ومصر والسعودية، وربما حتى دولة الامارات. هذا السيناريو هو كابوس استراتيجي بالنسبة لاسرائيل. سلاح نووي في أيدي دولتين لا يضمن الردع المتبادل، ووجود ميزان رعب مع دولة واحدة هو عملية معقدة من الناحية التقنية والسياسية، ويكتنفه عدم اليقين. ليس من المؤكد أنه يمكن خلق ردع نووي حتى ضد دولة واحدة، بالاحرى ضد عدد من الدول. كما يبدو، اسرائيل ستوافق على أن تدير ادارة بايدن مفاوضات حول اتفاق نووي جديد من اجل عدم حدوث شرخ مع الادارة الامريكية، وفي محاولة لاقناعها بتحقيق شروط الحد الادنى لاتفاق افضل بالنسبة لها. ولكن لا يبدو في المستقبل القريب اتفاق تستطيع اسرائيل التعايش معه بأمان. لذلك، يجب عليها الحفاظ على امكانية استخدام القوة العسكرية من اجل منع ايران من الحصول على السلاح النووي.

لقد أحسن رئيس الاركان افيف كوخافي صنعا عندما طلب تحديث الخطط في هذا الموضوع. فتهديد عسكري هو أمر ضروري ايضا من اجل تحفيز الولايات المتحدة والدول الاوروبية التي تخشى مواجهة عسكرية في الشرق الاوسط، على اتخاذ موقف اكثر حزما تجاه ايران. التهديد العسكري حيوي ايضا من اجل الحفاظ على التحالف الاقليمي ضد ايران. ازاء احجام امريكا عن القيام بمواجهة عسكرية، خاصة ادارة بايدن التي تضم اشخاص من ادارة اوباما يلتزمون بالدبلوماسية، فان دول الخليج يمكن أن تقترب فعليا من ايران، خاصة اذا قدرت بأن اسرائيل غير مستعدة للقيام بعمل عسكري ضد هذا التهديد المشترك.

ليس من المستبعد أن تهاجم اسرائيل مسبقا، وليس في وقت متأخر اكثر، من اجل أن تمنع ايران من اجراء تحسينات دفاعية حول منشآتها النووية. اذا شعرت اسرائيل بأنها وحيدة في المعركة ضد ايران، وبعد أن يتبين بأن عمليات سرية وصلت الى استنفاد فائدتها، فان اسرائيل ستفحص بجدية القيام بهجوم استباقي حسب السوابق في العراق (1981) وفي سوريا (2007).

هذه المرة ربما يكون الثمن اعلى بكثير، لكن عدم القيام به من شأنه أن يجبي ثمنا اغلى. يبدو أنه قد اقتربت الساعة لاخراج هذا التهديد الى حيز التنفيذ، قبل أن يصبح الوقت متأخرا جدا.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى