ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم افرايم سنيه – هل سمعتم عن صواريخ سرعتها تفوق سرعة الصوت؟

هآرتس – بقلم  افرايم سنيه  – 26/11/2019

التهديد الذي يكثر الحديث حوله في الاونة الاخيرة هو تهديد الصواريخ الدقيقة، والطائرات بدون طيار الهجومية التي تطير على ارتفاع منخفض. التهديد الذي لا يتحدثون عنه في السياق الاقليمي هو تهديد الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي سرعتها اكبر بأضعاف من سرعة الصوت. هي تختلف عن الصواريخ البالستية في أن مسارها غير متوقع مسبقا منذ الاطلاق وحتى الاصابة. عند اقترابها من الهدف فان هذه الصواريخ تستطيع المناورة المتملصة وتغيير المسار بسرعة ومناورة. انظمة الدفاع القائمة غير فعالة ضد هذه الصواريخ التي سرعتها هي تقريبا خمسة اضعاف سرعة الصوت.

الصين وروسيا هما الرائدتان في تطوير هذا السلاح الاستراتيجي. الولايات المتحدة تستثمر الملايين في تطوير سلاح مشابه، لكنها لم تستكمل حتى الآن تطويره. في عالم التسلح المتطور فان الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت هي الامر القادم.

كل نظام جديد للسلاح تم تطويره في روسيا والصين يمكنه أن يصل الى أيدي اعداء اسرائيل، وعلى رأسهم ايران. رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية في الولايات المتحدة، الجنرال روبرت اشلي، قال في آذار 2018 بأن “ايران تسعى للحصول على صواريخ كروز بعيدة المدى ودقيقة. وهي تقوم بتطوير انظمة شديدة القوة تطلق من الجو – مسرعات قادرة على الوصول الى مدى الصواريخ العابرة للقارات اذا صممت لهذه المهمة”.

في السابق طورت اسرائيل بنفسها انظمة دفاع ضد الصواريخ وبنجاح كبير. هكذا كان الامر مع “حيتس” و”القبة الحديدية” و”الصولجان السحري”. الصناعات الامريكية انضمت فقط بعد أن اصبح التطوير الاسرائيلي عمليا ووقفنا على اقدامنا. الآن عندما يتم عرض انظمة اسرائيلية – امريكية مشتركة، يعرفون من هو الجانب الذي قدم العقل ومن هو الجانب الذي قدم الاموال.

اسرائيل يجب أن تطور بنفسها نظام الدفاع ضد صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت. واذا لم تفعل ذلك فان امرين يمكن أن يحدثا: إما أن نكون بدون دفاع أو نكون معتمدين على فضائل الغرباء.

الصناعة الامنية الاسرائيلية قادرة على قيادة التطوير، لكن يطرح سؤال من سيمول ذلك. هناك امكانيتان: إما أن يتم التطوير من ميزانية الدفاع لدينا، أو أن الصناعة الامريكية ستنضم الى المشروع الاسرائيلي. إن العيب في الخيار الثاني هو أنه سيكون هناك فيتو امريكي دائم على تصدير النظام، وحتى بالاساس للدول الصديقة للولايات المتحدة. سيكون من الصعب علينا تمويل التطوير اذا لم نصدر النظام في المستقبل. يجب علينا التذكر بأن انظمة “حيتس” و”القبة الحديدية” لم تصدر حتى الآن بسبب معارضة امريكا خوفا من المنافسة مع انتاجها، نظام “الصولجان السحري” لرفائيل (الصناعات العسكرية الاسرائيلية) بيع لبولندا تحت غطاء نظام “سكاي سبتور” لشركة “رايتاون الامريكية”. ولكن كل المركبات المتطورة لهذا النظام هي اسرائيلية.

يمكن تطوير هذا النظام الدفاعي كمشروع مشترك بين اسرائيل ودولة الامارات والسعودية. هاتان الدولتان ستقدمان التمويل وستحصلان على جزء من الانتاج. ولكن تعاون كهذا مستحيل بدون تقدم في حل الدولتين – هذا كما هو معروف بعيد الآن في ظل غياب شجاعة سياسية من اجل التوصل اليه.

الطريق المختارة اذا هي أن نطور بأنفسنا. اذا ارادت الصناعة الامريكية الانضمام في مرحلة متقدمة من التطوير فسنكون مجبرين على الحفاظ على حق تصدير النظام لدول مهددة وصديقة لنا. في اعقاب الاحداث الاخيرة في المنطقة لا يوجد درس اكثر وضوحا من أن الشعوب الصغيرة يجب أن تعتمد على نفسها فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى