ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم اسرائيل هرئيل – من الذي سيقسم القدس؟ نتنياهو

هآرتس – بقلم  اسرائيل هرئيل – 13/11/2020

نتنياهو كان مقل في بنائه في القدس، بل ومنع الكثير من خطط البناء حتى في عهد ترامب. ومع ذلك هو يتباهى بتشبيه نفسه بهورودوس، الباني الاكبر ليهودا والقدس، في حين أن سلوكه سيساعد في اعادة تقسيمها “.

عشية الانتخابات في 1996 وبعد اشهر معدودة على قتل اسحق رابين كان نتنياهو في وضع سيء جدا. خصومه، على رأسهم شمعون بيرس، اتهموه بالتحريض الذي تسبب بالقتل. الليكود وكل اليمين دخلوا الى وضع دفاعي. الاستطلاعات توقعت فوز ساحق لبيرس، عندها وبجهد أخير اطلق اسحق غوتنيك، رجل حباد، حملة تشمل ارجاء اسرائيل كان شعارها “بيرس سيقسم القدس”. الفجوة بين نتنياهو وبيرتس تقلصت من يوم الى آخر،  ربما كانت هناك عوامل اخرى، بما في ذلك ارهاب اوسلو، التي تسببت في تحول الاصوات من بيرس الى نتنياهو. ولكن معظم المحللين، في وسائل الاعلام وعلى الصعيد الاكاديمي، يدعون منذ ذلك الحين بأن حملة “بيرس سيقسم القدس” هي التي اصعدت نتنياهو الى سدة الحكم. إن البنائين الكبار لشرقي القدس، البلدوزرات الحقيقيين، كانوا رؤساء حكومات العمل والمعراخ. وتيدي كوليك. بالضبط في فترة حكم الليكود انخفضت وتيرة البناء – وليس بسبب التشبع أو نقص الطلب. على الرغم من ان الجميع فهموا أن عدم البناء السريع والمكثف من شأنه أن يتسبب بتقسيم المدينة، فان اريئيل شارون ترك جرافة “دي 9” التابعة لرجال مباي. لقد اكتفى هو واهود اولمرت، رئيس البلدية، بوتيرة جرافة الـ “جي.سي.بي”.

في فترة ولايته الاولى (1996 – 1999) فان نتنياهو تقريبا لم يبن. عند عودته الى الحكم في 2009 تعهد، بشكل خاص في خطابات مليئة بالمشاعر في “يوم القدس”، بأننا سنملأ القدس بأحياء جديدة، وبهذا نضمن أن المدينة التي توحدت لن تقسم الى الأبد. فعليا، نتنياهو يمنع بناء احياء جديدة. لقد توقف الدفع قدما بالاضافة لحي عطروت، الذي هو  أمر بالغ الاهمية للحفاظ على الجبهة الداخلية الشمالية الشرقية للمدينة. نتنياهو يمنع البناء على اراضي خاصة ليهود تقع بين المطار المتروك (لماذا؟) وبين المنطقة الصناعية في عطروت. كذلك هو يمنع تنفيذ رخص بناء سبق وتم اعطاءها مثل تصريح اقامة حي “حماة شموئيل د”. وهذا ليس سوى القليل في مديحه. المكان الوحيد الذي نفذ فيه بناء هو الحي الديني رمات شلومو، وحتى هذا فقط جاء بسبب ضغط سياسي لزعماء الاصوليين الذين استندت عليهم حكومته. من المهم التأكيد على أن التجميد بخصوص باقي المواقع والاحياء، يستمر ايضا في فترة رئاسة دونالد ترامب رغم أنه وادارته لم يتحفظوا من خطط البناء الاسرائيلية، وبالتأكيد ليس في القدس.

الاسوأ من ذلك هو أنه رغم أنه كان من المتوقع جدا أن ترامب، ولو بسبب الاهمالات الاجرامية التي تصرف فيها في ازمة الكورونا سيفقد وظيفته، فان نتنياهو واصل سياسة المنع حتى في النقاط الاكثر استراتيجية: جفعات همتوس، عطروت وإي 1. من يعرف نتنياهو يعرف أن جذور هذه الاخفاقات ليست في نواقصه في مجال الادارة (مثلا في ازمة الكورونا) “هو ببساطة لا يريد اغلاق خيارات التنازلات في القدس”، يقول مصدر له نفوذ كبير في العاصمة. أمر مهم. فقط الآن يكتب نير حسون (“هآرتس”، 12/11) قبل اداء بايدن للقسم، فان بلدية القدس تحث الخطى في محاولة للدفع قدما ببناء في بعض المواقع التي جمدت طوال سنوات. هذه الجهود من شبه المؤكد ستنتهي كما في الماضي بخيبة أمل. الكابح المتميز سيواصل الكبح. اذا اضفنا الى ذلك أنه فقط في هذه الايام وبعد توقف طويل من قبل نتنياهو، صادقت الادارة المدنية على بناء حوالي 2800 وحدة سكنية في كل يهودا والسامرة (التي من غير المؤكد تماما أنه يمكن بناءها في فترة بايدن) سنحصل على صورة حقيقية بخصوص الشخص الذي يتباهى بأنه يشبه هورودوس، الباني الاكبر ليهودا والقدس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى