ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  ابراهام غوبير  – فقط رأس متفجر ينقص ايران الآن

هآرتس – بقلم  ابراهام غوبير  – 13/7/2021

” الايرانيون يمكنهم الموافقة على خفض تركيز اليورانيوم الذي قاموا بزيادة تخصيبه لأنه يمكنهم العودة الى تخصيبه. والآن تنقصهم فقط آلية التفجير من اجل استكمال التسلح النووي “.

مع كل افضليات الطريقة الديمقراطية الليبرالية، فانه في مجال واحد يوجد للدول الشمولية افضلية استراتيجية: هي غير مرتبطة بالرأي العام في الدفع قدما بأهداف للمدى البعيد. نظام آيات الله في ايران يحسن استغلال هذه الافضلية في السعي الى أن تصبح دولة نووية عظمى. النظام في ايران يريد تحقيق حلم الثورة الاسلامية العالمية الموجودة في اساس ايديولوجيتها الدينية المتطرفة. لذلك، هي تريد الوصول الى هيمنة شيعية في المنطقة، ودعم نووي لاستراتيجية الحصار والمواجهة مع اسرائيل، (الشيطان الاصغر).

في المفاوضات مع الولايات المتحدة والدول العظمى، يعرف الايرانيون ايضا كيفية استغلال اعتماد زعماء الدول الغربية على الرأي العام، ويستخدمون استراتيجية علاقات عامة وسرقة رأي، من اجل التوصل الى اتفاق جديد يمكنهم من الوصول بأمان الى الهدف النووي، دون التنازل عن أي شيء. 

الايرانيون يدركون سلوك الولايات المتحدة ازاء التسلح النووي لكوريا الشمالية: لقد وقعت معها على اتفاقيتي خداع تم خرقهما مرتين، ومكنت من تطوير سلاح نووي بالسر. ايضا عندما تفاجأ قادة الولايات المتحدة من التجربة النووية الاولى تحت الارضية، قللوا من اهميتها الى أن نجحت الدولة المجنونة في وضع ترسانة رادعة من القنابل والصواريخ، التي تعرض حلفاءها في المنطقة للخطر. 

الايرانيون، سادة الشطرنج الدبلوماسي، يراهنون على عملية مشابهة. هم يدركون أن ادارة جو بايدن مثل الادارات السابقة، تفضل نقل حبة البطاطا الساخنة لمن سيأتون بعدها. هو متحمس للتوصل الى اتفاق، لكنه بحاجة الى ورقة تين من اجل شرعنته امام الرأي العام. 

إن مناورة تخصيب اليورانيوم بمستوى 20 في المئة واكثر، والتهديد بالتخصيب الى مستوى الاستخدام العسكري (93 في المئة) هو ورقة التين المطلوبة. هذه هي العنزة التي ادخلها سادة المفاوضات من اجل اخراجها، وعرضها كتنازل ايراني وانجاز للولايات المتحدة. من المهم الفهم بأن هذا يشكل ذر للرماد في عيون الجمهور، ليس لأن التخصيب بمستوى عال هو أمر غير خطير، بل لأنه الآن ليس هو الفصل الحاسم في تطوير السلاح النووي. تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم بكل مستوى توجد في أيدي النظام الايراني من ناحية المعرفة والمعدات. بسبب الفشل المعروف مسبقا للاتفاق النووي من العام 2005، الذي سمح فيه لايران بتطوير اجهزة طرد مركزية من الجيل المتقدم، يمكنهم الآن تخصيب اليورانيوم الموجود لديهم بأي مستوى وكتلة مطلوبة للاستخدام العسكري خلال بضعة اشهر، وعندما يصبحون جاهزين، يمكنهم تسليح الصواريخ وخلق تهديد ضد عملية وقائية. ولكن الآن لا يمكن أن تسحب منهم هذه الامكانية الكامنة الخطيرة بطرق سلمية، هذا هو الحصان الذي هرب من الاسطبل. في اطار الاتفاق الجديد يتوقع أن يوافقوا على أن يعيدوا تخفيض تركيز اليورانيوم الذي خصبوه من اجل توفير مظهر زائف من الانجاز للطرف الثاني، لكنهم سيحافظون على قدرتهم على تحديث التخصيب في أي وقت يقررون فيه خرق الاتفاق.

من السهل على الايرانيين الموافقة الآن على خفض بصورة مؤقتة تركيز اليورانيوم. لأن هذا ليس أمر حاسم بالنسبة لهم. العنصر الحاسم لاستكمال التسلح النووي هو استكمال آلية التفجير، وهذه مرحلة هندسية معقدة لبناء غلاف متفجر تقليدي ينشط القنبلة عن طريق الضغط المتجانس والدقيق والسريع للغاية للمواد النووية المخصبة “للكتلة الحرجة”، مما يتيح التفاعل المتسلسل الفعال دون تشتت المادة قبل الأوان. 

من المعروف أن الايرانيين عملوا على هذا التطوير خلافا للاتفاق، في المنشآت العسكرية (برتسين وغيرها). ومن غير المعروف اذا كانوا استكملوا التطوير، لكن من شبه المؤكد أنهم لم يفحصوا بعد فعاليته في تجربة تفجير تحت الارض. آلية الاشراف على تطوير آلية التفجير في المنشآت العسكرية هي فشل كبير آخر في الاتفاق الاصلي، وقد تم فرضها على الوكالة الدولية للطاقة النووية في اطار اتفاق سري مع ايران. الاتفاق السري، الذي تم نفيه، تم الكشف عنه من قبل السناتور توم بوتون في جلسة استماع في الكونغرس، التي كشفت عن عدم القدرة على رقابة محلية حقيقية على هذه النشاطات النووية الحاسمة.

إن أي اتفاق لن يثني ايران عن الاستمرار بالتسلح النووي. ولكن لأن الاتفاق يمكن التوقيع عليه في كل الاحوال، فمن المهم التوضيح للجماهير في العالم، وفي البلاد ايضا، الحقائق التقنية للمشروع النووي الايراني من اجل التصعيب على زعماء الدول العظمى عرض الاتفاق كذريعة لا تشمل الرقابة المباشرة على تطوير واختبار آلية التفجير النووي.

كاختبار جدي، يجب المطالبة بالتوضيح، في الاتفاق أو باعلان رئاسي امريكي خارج الاتفاق، أن الكشف عن عمليات في مجال التسلح الهجومي، خاصة تجربة تفجير نووي تحت الارض، في ايران أو في أي مكان آخر، يعتبر في نظر الدول العظمى خطوة عسكرية عدائية واضحة، وستعتبر ذريعة للحرب. هذا يمكن أن يردع ويمنح درجة معينة من الشرعية السياسية والعامة لنشاط عسكري ضد ايران من اجل منع انطلاقها نحو هدف التسلح النووي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى