ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أوري مسغاف – نحن لسنا لطيفين وسنواصل التظاهر

هآرتس – بقلم أوري مسغاف – 24/9/2020

اظهار اللطف من قبل المتظاهرين لن يفيدهم. وقد اظهرت التجربة أنهم في البداية يظهرون العداء والمقاومة وفي النهاية يحترمونك. وحركة الاحتجاج هي القوة الوحيدة التي وقفت أمام منظمة الجريمة لنتنياهو، ويجب أن تبقى مستمرة دون توقف حتى يستقيل “.

سنواصل المظاهرات ضد نتنياهو. في مفترقات الطرق وعلى الجسور وفي الشوارع وفي مطار بن غوريون وفي قيصاريا وفي بلفور. في كل مكان وبأي طريقة نراها مناسبة. عدد منا سيواصلون حتى لو تم منع المظاهرات بقرار حكومي. خاضعين لقواعد الحذر المطلوبة بالطبع، ودائما في منطقة مفتوحة. لن نتجمع في كنس مغلقة، وايضا لن نواصل كالمعتاد فتح المدارس الدينية وتعلم التوراة، مثلما يحدث ويواصل الحدوث في القطاع الاصولي.نحن مواطنون مسؤولون، لكننا لسنا اغبياء. وبالاساس، للمرة الاولى منذ حرب لبنان وصبرا وشاتيلا، لأننا لسنا لطيفين.

يتطور هنا نقاش علمي متعدد الوجوه حول مسألة اذا كان ينبغي استمرار المظاهرات ضد الحكومة رغم حقيقة أن الحكومة غير راضية حقا عنها. لكن هذه هي الحال دائما. هدوء، هم يطلقون النار. في حالة طواريء ليس من الجيد التظاهر. لقد حان الوقت لنكون قبيحين قليلا. يوجد في هذا متنفس. اصلا، في الجانب الآخر ينشغلون بمحاولة متواصلة لكسر المظاهرات، تشويهها وتقزيمها وجعلها مضحكة. مسار نزع الشرعية مر عبر “كائنات فضائية”، اشخاص مهووسون، ربع مقعد، رافعو علم فلسطين، منحرفون، مخدرون، يضعون القذارة في الساحات. عندما لم يلتصق شيء من هذا انتقلوا الى من ينشرون الفيروسات. أو باختصار: اعداء الشعب، سكين في ظهر الأمة. هذه هي المحطة النهائية. اذا كنتم ساذجين لدرجة الذهول من هذا أو اذا نسيتم أن هذه هي الطريقة التي يتم التعامل بها دائما مع المحتجين في الديمقراطيات المنهارة، فاجلسوا قليلا في البيت. واصلوا تخيلكم بأننا اذا كنا لطفاء فان هذا “سيساعد في تجنيد جماهير جديدة”، وأن الخنوع لضغوط من نتظاهر ضدهم سيشكل “تعبير عن التضامن”.

التضامن مع من؟ مع اسرائيل كاتس الذي اعلن أمس أن “المظاهرات تضر الديمقراطية”؟، مع آريه درعي الذي اوضح أنه بالنسبة له دولة يهودية تسبق الدولة الديمقراطية؟، مع نتنياهو الذي خصص جزء كبير من نقاشات كابنتالكورونا لـ “مهزلة المظاهرات” بدلا من مهزلة ادارة الدولة المنهارة، فيالوقت الذي يكذب فيه كالعادة ويقول إنه حتى الآن امتنع عن التحدث عنها، لكن الآن وصلت “آراء خبراء”؟. لا توجد معلومات مؤكدة عن اصابات في المظاهرات، وهو لا يتوقف عن الحديث عنها وأن يخلق ضدها دعاية لاسامية (“حاضنة”). نظام كامل من الابواق والمخصيين يتم تجنيدهم كل يوم. امامهم أنتم تريدون الاستسلام الآن؟ هل تعتقدون حقا أنه اذا اوقفنا المظاهرات لاسبوعين– ثلاثة كبادرة حسن نية فسيكون بالامكان العودة؟.

يكفي بالفعل هذا التطلع كي بحبوننا. العكس هو الصحيح، يجب أن لا يحبوننا. فقط من هو مستعد لئلا يحبونه هو الذي يصل الى انجازات. في البداية هو يثير العداء والمقاومة. وبعد ذلك يثير الاحترام. اسألوا الفهود السود. ايضا حاولوا أن يقزموهم (زعران)، وحاولوا نزع الشرعية عنهم (عنيفين)، وحاولوا أن يقلصوا ويمنعوا حقهم في التظاهر. ايضا امامهم استخدم عنف شرطي، اكثر من العنف الذي استخدم في بلفور. وهم حقا جاءوا من اسفل، لم يكن لديهم ما يخسرونه. متى سنفهم أنه لنا ايضا لا يوجد الكثير مما نخسره. طوال سنوات يحرضون ضدنا ويهينوننا ويركبون علينا ويستغلوننا ويضربوننا. في مرحلة معينة حتى ممثلونا خانونا. اذا انتهى الامر، نحن لن نكون لطيفين من الآن فصاعدا.

حركة الاحتجاج هي القوة الوحيدة التي وقفت امام منظمة الجريمة لنتنياهو، ولم تحن رأسها ولم تخفض نظرها. هناك تشابه بين الخطاب المستخذي الذي سيطر مؤخرا على التيار العام بالنسبة للمظاهرات وبين رياح الاستسلام التي أدت الى الانضمام لحكومة الفساد الوطنية برئاسة نتنياهو، بالضبط بعد أن تم صده في ثلاث جولات انتخابية.

ايضا حينها تم الحديث عن “المشاركة في تحمل العبء”. ببساطة، من المضحك رؤية كيف أن معسكر سياسي لا يتولى السلطة منذ زمن، يواصل الاعتقاد بأن الدولة ملقاة على اكتافه، وفقط عليه ملقى واجب اظهار “مسؤولية وطنية”. قبل اربعة اشهر استخدم نتنياهو الكورونا من اجل البقاء كحاكم وحيد. والآن هو يستخدم الكورونا من اجل البقاء حاكم وحيد. المظاهرات ستتوقف اذا استقال نتنياهو وهذا كل شيء. وحتى ذلك الحين نحن لن نكون لطيفين. يجب عليكم المواجهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى