ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أوري مسغاف – الطريقة الوحيدة لهزيمة نتنياهو

هآرتس – بقلم  أوري مسغاف  – 13/2/2020

” الطريقة الوحيدة لهزيمة نتنياهو هي عدم الخوف من مصوتي اليمين المتطرف والتعاون مع القائمة المشتركة  “.

اذا لم يستيقظ بني غانتس فيبدو أن الانتخابات قد حسمت. مشكوك فيه أن يكون هناك مبرر حقيقي لاجرائها. الخيار هو عدم الحسم، وهو بالضبط حلم بنيامين نتنياهو. ربما أن الحديث يدور عن أكبر انجازاته السياسية. فقد نجح في انقاذه حتى قبل المعركة، في الوقت الذي كان يقف فيه على الالواح ولا يصدق الحادثة المتسلسلة التي تسبب بها: سقوط حكومته، حملتين انتخابيتين لم يقترب فيهما من تشكيل الائتلاف، انهيار مفهوم الحصانة وتقديم ثلاث لوائح اتهام. عندها جاء ازرق ابيض ومنحه هدية حياته.

في السنة الماضية تبين أنه لا توجد لنتنياهو أي سبيل للفوز في الانتخابات. ائتلاف “فقط ليس بيبي”، الذي يمتد من افيغدور ليبرمان وحتى هبة يزبك، يساوي 36 – 65 مقعدا. هذه في الحقيقة ليست ارقام يمكن أن تغير وضعه. اضافة الى ذلك، بالنسبة لنتنياهو من الافضل عدم الفوز. ففي اعماقه صلى بالتأكيد بأن لا يحصل ائتلافه اليميني الوطني الديني على اغلبية، حيث أنه اذا كان يمكنه تشكيل حكومة بعد الانتخابات فان المحكمة العليا كانت ستضطر الى التدخل ومنعه، كمتهم بقضايا جنائية، من ترأس الائتلاف. لذلك، طريقه الوحيدة للبقاء في اللعبة هو كرئيس حكومة انتقالية دائمة. وهي ايضا من اكثر الحكومات راحة له. فقط برئاستها يمكنه تعيين وعزل وزراء كما يشاء، أن يسافر في ارجاء العالم في رحلات دعاية لا نهائية، والشروع بخطوات سياسية وعسكرية بدون عقد الكابنت، وأن يسحق معايير حوكمة وقواعد ادارة رشيدة، وأن يفرغ من المضمون مؤسسات الديمقراطية ويحول اسرائيل الى دولة فيها سلطة فرد مع ملامح ملكية.

ولكن من اجل حكومة انتقالية دائمة كهذه يحتاج الامر الى التعادل، طريق مسدود. وهنا يدخل الى الصورة حزب ازرق ابيض، الذي يعتبر قصة نجاح سياسي، وهذا صحيح على مستوى التكتيك. منبر ارتجالي وضبابي، يشعر فيه اسرائيليون كثيرون بالراحة. وتقريبا منذ تشكيله اعتبر كحزب حاكم. إلا أن السلطة يجب الامساك بها. لا أحد يقوم بتقديمها على طبق فضة، وبالتأكيد ليس نتنياهو. هنا الافضلية التكتيكية لازرق ابيض تحولت الى كارثة استراتيجية، بالذات بسبب تنوعه الايديولوجي.

في مباراة كرة القدم توجد اوضاع معينة فيها أحد الفرق المتنافسة تلعب على التعادل، وهذا يحدث عندما يمكن للتعادل أن يضمن له البطولة أو انقاذه من الهبوط الى مكان متدني في الدوري أو يظهر كانجاز كاف ازاء تناسب القوى في الملعب. في هذا الوضع المجموعة الثانية تلعب من اجل الفوز: تقوم بشن الهجوم بكل القوة. وتستخدم الضغط بكل وسيلة ومن كل الاتجاهات. ولكن ازرق ابيض لعب خلال الحملات الانتخابية الثلاثة من اجل التعادل.

بسبب أنه يرتعش فيه من مصوتي اليمين المعتدل ومن هندل وهاوزر، يقوم بالغاء مسبقا أي تعاون مع القائمة المشتركة، حتى التعاون المحدود والمؤقت، فانه يتنازل عن خيار الفوز. يمكن الحديث عن استبدال نتنياهو حتى العقد القادم. وبدون حكومة اقلية بدعم من الخارج أو امتناع اعضاء الكنيست العرب أو قسم منهم، فان الارقام ببساطة لا تنتظم.

ما هي بالضبط استراتيجية الفوز لازرق ابيض؟ بماذا يفكرون؟ وهذا لم يتم اخفاءه في أي يوم، توجد لهم حملة متدحرجة على ذلك: حكومة مع الليكود بدون نتنياهو. “حكومة وحدة ممتازة لشعب اسرائيل”، مثلما اعتبر الامر يوعز هندل في مقابلة مع رفيت هيخت في “هآرتس”. وفي المقابلة عاد وتفاخر باحباط خيار حكومة بدعم المشتركة وتعهد بأن لا تشكل ايضا مستقبلا. عمليا، هذان عنوانان مهمان وصارخان أكثر من ضجيج الطبول في الغابة.

لقد حان الوقت للاستيقاظ من الاحلام العبثية: وحدة بدون نتنياهو لن تكون. الاصوليون والمستوطنون لن يتنازلوا عنه، والليكود لن يبادر الى عزله. ومحاكمته يمكن أن تستغرق وقت طويل. لقد علقنا معه ومع رؤساء اركان جبناء وعدد من السياسيين اليمينيين الذين يفضلون النظر الى الفوز في العيون، وعندها يخفضون النظر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى