ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 60 في المئة مقابل 3 في المئة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 30/4/2021

الانجاز الاسرائيلي المبهر والمثير للانفعال المتمثل بتطعيم معظم السكان ضد الكورونا لا يمكنه أن يعتبر انجازا كاملا طالما بقي ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون الى جانب اسرائيل وتحت سيطرتها  عرضة للوباء، بلا تطعيم. لا يدور الحديث فقط  عن التزام اخلاقي وقانوني لاسرائيل كقوة احتلال والذي لا يمكن الاستخفاف به. بل وايضا عن احتياجاتها الصحية والوبائية. فالخط الاخضر تشوش منذ زمن بعيد، توجد حركة قانونية وغير قانونية للفلسطينيين الى اسرائيل، ويوجد مئات الاف المستوطنين الذين يختلطون بهذا الشكل او ذاك مع جيرانهم. في هذا الوضع، فان اصرار اسرائيل على عدم تطعيم الفلسطينيين باستثناء اولئك الذين يدخلون للعمل فيها بتصريح، ليس فقط ظلما، بل وسخفا ايضا.  

الصورة خطيرة وغريبة اكثر من ذلك بضوء المعطيات. على غزة تمر الان موجة ثانية من الوباء، وعلى الضفة الغربية – موجة ثالثة. المستشفيات تتفجر ازدحاما، وليس لدى السلطة الفلسطينية  تطعيمات لتعرضها. وبينما في اسرائيل تطعم حتى الان قرابة 60 في المئة من السكان، ففي اوساط الفلسطينيين يبلغ هذا المعطى نحو 3 في المئة فقط – والوباء يعربد. في اسرائيل يوجد فائض تطعيمات كبير، يتضمن عشرة ملايين حقنة لشركة “استرا زينكا” التي لا توجد لدى اسرائيل نية لاستخدامها. فكيف يمكن الا تنقلها الى الفلسطينيين؟

سلسلة من الخبراء، بما في ذلك كابينت الخبراء الذي يقدم المشورة للحكومة واتحاد الاطباء في الصحة العامة قضوا بان تطعيما واسعا للفلسطينيين هو مصلحة صحية اسرائيلية. فانتشار المرض في الضفة وفي غزة من شأنه ان يخلق سلالات جديدة، لم تتوقف في  الخط الاخضر. وعلى ذلك قال مدير عام وزارة الصحة البروفيسور حزاي  ليفي ان التطعيم هو شأن فلسطيني. اما في الوقع فهو لا. على الاطلاق لا.

في الاسبوع القادم ستصل القضية الى عتبة محكمة العدل العليا، وفي التماس لمنظمات تطالب اسرائيل بنقل اللقاحات للفلسطينيين. ولكن قبل محكمة العدل  العليا بكثير كانت حكومة اسرائيل ملزمة بان تنقل جزءا من اللقاحات التي في مخازنها للفلسطينيين. المناطق المحتلة واسرائيل ليست فقط وحدة سياسية واحدة من نواح عديدة، بل هي ايضا وحدة وبائية واحدة. ولكن النقاش الجماهيري الوحيد الذي يجري في اسرائيل هو عن ارسال اللقاحات الى الهند – وهو موضوع هام وقيمي، ولكن ليس قبل أن تطعم اسرائيل جيرانها ورعاياها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى