ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – يوجد حل ليافا

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 26/5/2021

ينبغي لنا أن نفهم الاضطرابات الاخيرة في يافا في السياق الاضيق للتوتر حول مشكلة السكن ايضا. فقسم هام من سكان يافا العرب يسكنون في شقق ليست لهم وسيف الاخلاء مسلط كل الوقت من فوق رؤوسهم، وذلك بسبب سلوك تمييزي وظالم من جانب الدولة. نحو نصف العشرين الف من سكان يافا العرب يسكنون في “املاك الغائبين” – شقق كانت بملكية سكان يافا الفلسطينيين الاصليين، وتركت في اثناء حرب الاستقلال. صادرت الدولة هذه الممتلكات المهجورة واسكنت فيها مواطنين عرب كانوا “نازحين” – اي عرب من يافا اخلوا من بيوتهم الاصلية بالقوة من قبل الدولة، وبدلا من بيوتهم تلقوا الحق في السكن في بيت عربي مهجور ولكن بمكانة مستأجر محمي. وبذلك لا ينتهي المس بالعرب اليافاويين. فما ان سلبت منهم مكانتهم كمالكي البيوت في صالح مكانة مستأجرين محميين، فان الدولة حرصت على أن تفعل كل ما في وسعها كي تضيق عليهم إذ قضت بان حق المستأجر المحميينتهي في الجيل الثالث ولهذا فان معظم الشبان من سكان يافا يجدون انفسهم في خطر الاخلاء من البيت الذي عاشوا فيه والذي تسكنه عائلتهم منذ الستينيات على الاقل.

إن حق المستأجرين المحميين في ان يشتروا بيت العائلة بتخفيض كبير بنسبة 40 في المئة هو في حالة يافا نظري فقط. وذلك لان الدولة قضت بان سقف التخفيض هو 320 الف شيكل. وفي ضوء اثمان العقارات العالية في يافا فالمعنى هو ان المستأجرين المحميين يتلقون تخفيضا بنسبة 10 – 15 في المئة من  الثمن في اقصى الاحوال، بحث أن ليس بوسعهم ان يشتروا الشقة لهم ولابنائهم.

والاخطر من هذا هو ان 500 من اصل 1.800 عائلة تسكن في املاك الغائبين اعتبروا غزاة، بحجج مختلفة ومتنوعة، وكنتيجة لذلك فقدوا حق المستأجر المحمي ويوجدون في خطر الاخلاء في كل لحظة دون أن يتلقوا شيئا بالمقابل. عمليا تهدد الدولة بان تلقي 500  عائلة الى الشارع من تلك البيوت التي يسكنون فيها منذ الستينيات، رغم أنهم دفعوا لقاء الحق في السكن فيها ومع أنه منذ البداية الدولة هي التي جعلت هذه العائلات معوزة السكن في 1948.

ان هذا الظلم القاسي يبرز على نحو خاص عندما تقارن اليد القاسية تجاه الغزاة في العجمي بالتعويضات التي تلقاها اليهود الذين صنفوا كغزاة في كفار شليم او جفعات عمل. هكذا بسبب الظلم المتواصل من جانب الدولة، فان الاضطراب في يافا ينتقل المرة تلو الاخرى الى الشوارع ويدفع الناس بحياتهم لقاء ذلك. يوجد لهذا حل سهل وواجب: السماح للمستأجرين المحميين في يافا بشراء بيوتهم من خلال زيادة التخفيض، الغاء سقف التخفيض الهزيل، وبالتوازي الغاء تعريف الغزاة الى عائلات تسكن في البيت نفسه منذ 60 سنة فأكثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى