ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – يطلب الشيء ويفعل نقيضه

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 22/9/2020

اتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لنفسه عادة عقد مؤتمرات صحفية تلفزيونية يطلب فيها من الجمهور الاستماع الى التعليمات والقيود التي تقررها الحكومة في اطار التصدي لوباء الكورونا. غير أنه بالتوازي مع هذه المطالبات، فانه هو ومحيطه القريب يعفون انفسهم المرة تلو الاخرى من تلك التعليمات بالضبط. فمنذ الاغلاق الاول ظهر نتنياهو يتناول وليمة ليل الفصح مع ابنه افنر، بخلاف التعليمات. ومنذئذ لم يتغير شيء: في الاسبوع الماضي عاد وفد رئيس الوزراء من واشنطن، ورغم أن التعليمات تقضي بحجر 14 يوما للعائدين من الولايات المتحدة، رتب اعضاء الوفد  لانفسهم  “تنزيلات للمشهورين” في شكل حجر قصير من خمسة ايام وذلك بعد ان شاهد الاف الاسرائيليين الاحتفال الذي كان في معظمه ان لم يكن كله في تجاهل تام لقواعد التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة.

غير أنه حتى في الظروف الفاخرة التي اعدت خصيصا لهم، كان هناك من وجدوا صعوبة في الالتزام بالتعليمات. فقد علم أمس بان المستشار السياسي لنتنياهو، روبين عيزر، خرق الحجر، ومستشار الاعلام الاجتماعي لرئيس الوزراء، توباز لوك، وثق وهو يخرق الحجر هو الاخر.

في حالة عيزر، صمتت السلطات صمتا مطبقا واكتفت ببيان ديوان رئيس الوزراء  بانه “دعي الى النظام من قبل المسؤولين عنه، كي لا تتكرر مثل هذه الحالات”.  بكلمات اخرى، بينما الانسان العادي يدفع غرامة 5 الاف شيكل على خرق الحجر ويخاطر بلائحة اتهام، في حالة عيزر اكتفوا بـ “ما قصتك”. وفي حالة لوك كانت اخطر من ذلك. فهو ليس فقط لم يطع قواعد الحجر، بل وثق وهو يلتقط الصور للمتظاهرين في القدس بهدف الهزء بهم. ولاحقا اضيفت خطيئة على الجريمة، حين ادعت اوساط في الليكود بان لوك جاء الى المكان كي يجري فحوصات كورونا، ولكن فحص الكورونا اجري في ديوان رئيس الوزراء قبل ساعة من ذلك. ووثق لوك وهو قرب فندق هملخيم في المدينة. في محيط نتنياهو درجوا على أن يتهموا اليسار ووسائل الاعلام   بتفشي الوباء، في الوقت الذي يستهترون فيه هم أنفسهم بالقانون وبالتعليمات، بل وينشرون الاكاذيب ايضا.  وأمس نال الرجلان حتى دفاعا من نتنياهو. فقد قال في جلسة الحكومة: “فجأة يثور الجميع على شخص واحد”.

نتنياهو يفشل في الامر الاكثر اساسية التي ينبغي للقيادة الصالحة أن تعطيه:  القدوة الشخصية. بسبب سلوكه وسلوك محيطه القريب، تضررت ثقة الجمهور ضررا شديدا. والاثار خطيرة وفورية: الجمهور يشتبه بدوافع الحكومة التي فرضت قيودا كاسحة، ولهذا فانه لا يطيع التعليمات. رئيس الدولة، روبين ريفلين اعتذر عدة مرات على أنه احتفل في ليل الفصح مع ابنته بخلاف التعليمات. أما نتنياهو فليس فقط لا يعتذر بل يواصل الوعظ لعموم المواطنين في الوقت الذي هو ورجاله يستخفوف بالتعليمات وبالانظمة.  هذا اخفاق آخر في جملة الاخفاقات لمن ليس جديرا بان يكون رئيس الوزراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى