ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم   أسرة التحرير –  واشنطن ليست العدو

هآرتس – بقلم   أسرة التحرير – 25/11/2021

الحوار الدبلوماسي الذي يعرض للخطر دولة اسرائيل ليس ذاك الذي بين القوى العظمى الستة وبين ايران على الاتفاق النووي، بل ذاك الذي يبني مسار  صدام بين اسرائيل الولايات المتحدة. فعندما يحذر رئيس الوزراء نفتالي بينيت من انه “اذا كانت عودة الى الاتفاق النووي، فاسرائيل ليست طرفا فيه وليست ملتزمة به”، فانه يطلق رسالة مباشرة للرئيس الامريكي جو بايدن والى القوى العظمى الغربية. وبموجبها فانها ترى اسرائيل نفسها حرة في  أن تعمل كما تراه مناسبا حيال التهديد الايراني والمساعي الدبلوماسية لوقف تطوير البرنامج النووي الايراني تساوي في نظر رئيس الوزراء كقشرة الثوم. 

واشنطن هي الاخرى نزعت القفازات عندما حذرت بواسطة “النيويورك تايمز”، التي اقتبست مسؤولين في الادارة الامريكية اسرائيل من أن “هجمات متكررة على منشآت النووي الايرانية، قد تكون مرضية على المستوى التكتيكي لكنها في نهاية المطاف ليست ناجعة”. مثل هذه التصريحات، التي نقلت حتى الان في محادثات سرية وفي غرف مغلقة تعبر ليس فقط عن خلاف فكري او عملياتي بين الدولتين بل تستهدف ترسيم حدود التسامح الامريكي لاسرائيل. 

ولئن كان الانطباع حتى الان هو أن الولايات المتحدة تتفهم بل ومستعدة لان تتجاهل هجمات اسرائيلية في المجال الايراني – يبدو أن من الان فصاعدا من شأن حرية العمل الاسرائيلية أن يضاف اليها شارة ثمن. فبعد توقف من نحو نصف سنة ستستأنف في فيينا في الاسبوع القادم المفاوضات بين اسرائيل وبين القوى العظمى الغربية. لقد بذلت واشنطن مساعٍ كبيرة كي تستأنف المفاوضات، كجزء من سياسة بايدن لاستنفاد كل اجراء دبلوماسي لتنفيذ تعهده بمنع السلاح النووي عن ايران.

في هذا السياق من المهم أن نتذكر اقوال وزير الدفاع بني غانتس بعد وقت قصير من التوقيع على الاتفاق النووي: الاتفاق “كان يمكنه أن يكون افضل، ولكن يوجد ايضا نصف الكأس المليء:  تأجيل البرنامج النووي الايراني بعشر – خمس عشرة سنة هو أمر جيد”. قبل نحو شهرين قال غانتس في مقابلة مع “فورين بوليسي” ان اسرائيل يمكنها أن تتعايش مع اتفاق جديد وان “النهج الامريكي الحالي القاضي بدفع ايران لان تضع جانبا برنامجها النووي، مقبول علي”.

من حق اسرائيل أن تشكك  بجدية التصريحات الامريكية، ان تطلب تفسيرات وايضاحات للاستراتيجية التي ستتخذها واشنطن اذا لم تغطي المفاوضات ثمارها، او  تجر على فترة زمنية طويلة، فتواصل ايران التقدم فيها في برنامجها النووي. لكن العلاقات السياسية،  الاستراتيجية، الاقتصادية والتاريخية بين اسرائيل وبين الولايات المتحدة، ان لم نقل تعلق اسرائيل بالقوة العظمى التي تبنت امن اسرائيل كأساس ايديولوجي ثابت، تفترض باسرائيل أن تسير الى جانب بايدن، لا ان تضع في طريقه عبوات جانبية ناسفة. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى