هآرتس – بقلم أسرة التحرير – هذه ليست مشكلة انضباط

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 5/11/2019
في الاسبوع الماضي ظهر المستشرق والمحاضر من جامعة بار ايلان، د. مردخايكيدار، في مهرجان تأييد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيتح تكفا. قال كيدار ان يغئال عمير لم يقتل اسحق رابين. والقاتل الحقيقي كان شخصا يبدأ اسمه بحرفي ي. ر. “من وقف خلف هذه القضية، على ما يبدو سياسي رائد، اراد أن يصفي اسحق رابين لانه اراد الخروج من اتفاقات اوسلو”، قال كيدار. ولاقت اقواله تنديدات من كل اطراف الطيف السياسي، بما في ذلك انكار متأخر من نتنياهو، الذي شخص كارثة سياسية لليمين.
اعلنت ادارة جامعة بار ايلان بانها “تشجب بشدة ما قاله د. كيدار. وما قاله كان بناء على رأيه فقط ولا يمثل الجامعة. نعتقد أن لا مكان لتصريحات من هذا النوع في المجتمع الاسرائيلي”. واضافة الى كتاب الشجب، اعلنت الجامعة بانها ستستدعي كيدار الى لجنة انضباطية، وانه حتى الاستيضاح، سيجمد من تمثيل الجامعة في المؤتمرات في الخارج. وغدا ستنعقد جلسة استيضاح مع كيدار بحضور رئيس الجامعة والعميدة.
خير فعلت ادارة بار ايلان التي تنكرت لاقوالكيدار واوضحت بان نظرية المؤامرة عن اغتيال رابين ينشرها المحاضر على عاتقه، وهي لا تندرج كحقيقة تاريخية في المؤسسة الاكاديمية التي يعمل فيها. ومع ذلك، فان تصريحات كيدارالمدحوضة قيلت خارج اسوار غرف التعليم، بعيدا عن الجامعة، ولم تكن حتى في اطار اكاديمي، وهي لا تمثل الا شخصه فقط، ولا تمثل جامعة بار ايلان. ولهذا فلا مكان لاجراء نقاش انضباطي ضده. الخطوات العقابية من الجامعة ضد كيدار ستمس بحرية التعبير.
ومع ذلك، تجدر الاشارة الى ان كيدار هو مستشرق شعبي في اليمين الاسرائيلي، معروف ايضا للجمهور خارج اسوار الاكاديميا بفضل ظهوره في وسائل الاعلام، حيث يطلق اراء متطرفة. في مقابلة اجريت معه في 2014 مثلا، بعد العثور على جثث الفتيان المخطوفين الثلاثة، سئل كيدار كيف تردع حماس، فاجاب ان “مخربين مثل اولئك الذين اختطفوا الاولاد وقتلوهم – الامر الوحيد الذي يردعهم هو أن يعرفوا بان اخواتهم أو امهم ستغتصب في حالة القبض عليهم”.
ان نظرية المؤامرة التي ينشرها كيدار عن اغتيال رابين ليست مثابة “اعراب عن رأي”، بل وصف بديل، عديم الاساس، لواقع الحقائق من قبل معلم وباحث اكاديمي، يتحدث امام الجمهور بحكم صلاحياته العلمية، المؤكدة من المؤسسة الاكاديمية التي تشغله. رغم كل هذا، فان الحرب ضد الانباء الملفقة او نظريات المؤامرة لا يجب أن تدار عبر لجان انضباطية او محاكم. طلابه وقراءه يجب أن يتساءلوا عن صحة مدقق الواقع لديه.