ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – هذه بالفعل عنصرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 26/8/2021

في الوقت الذي حظي به الفوز الملهم لاياد شلبي بميدالية ذهبية في المباريات ما بعد الاولمبية في اليابان امس بالثناء في الساحة السياسية وبالعموم، يخيل أن الحقيقة البشعة عن الدمج بين اليهود والعرب توجد الاف الكيلومترات عن هناك، في مدرسة “نوف يام”في هرتسيليا. فاهالي التلاميذ الذين يترفعون الى الصف الثاني يعرضون بشدة القرار الشجاع للمديرة لادراج مربية عربية في الصف. كل هذا رغم أنه اوضح بانها سترافقها معلمة تربوية، معلمة اخرى تعلم العبرية والتوراة، والمعلمة العربية لن تنقل مضامين تعنى مثلا بالاعياد اليهودية.  

“هذه ليست عنصرية وتفرقة، هذا تمييز مباح”، قال لـ “هآرتس” واحد من الاهالي. يبدو أنه هو نفسه يعاني من تعليم عليل في مجال القيم وكذا في التاريخ للمبتدئين إذ انه لم يسمع بعد عن الغاء العقيدة العنصرية “منفصل ولكن متساوٍ” في الولايات المتحدة. له وللاهالي الاخرين في نوف يام لا توجد مشكلة مع معلمين عرب طالما كانوا بعيدين عن ابنائهم. واذا لم يكن مفر – فليركزوا على تعليم مواضيع “حلال”. الرياضيات مثلا، هذا على ما يرام، أما تربية صف؟ حتى هنا. 

بزعم الاهالي، فان تعيين مربية عربية يتعارض مع أهداف التعليم الرسمي كما تظهر في القانون، ومنها “التعليم على القيم اليهودية، الصهيونية وقيم التراث الخاصة بروح وثيقة الاستقلال”. غير أن القانون يتضمن اهدافا تحظى بعناية اقل في جهاز التعليم مثل: “التعليم على محبة الانسان”، “تطوير موقف احترام من حقوق الانسان، الحريات الاساس، القيم الديمقراطية… وكذا التعليم بالسعي الى السلام والى التسامح في العلاقات بين البشر وبين الشعوب”. اهداف التعليم الرسمي تتضمن ايضا الاعتراف “باللغة، الثقافة، التاريخ، التراث والتقاليد الخاصة للسكان العرب… والاعتراف بالحقوق المتساوية لكل مواطني اسرائيل”. 

أعرب احد الآباء في الخفاء الجبان عن قلق من سيناريو بموجبه لا تقف المعلمة عند الصافرة في يوم الذكرى. “يوجد لنا حق فان نسألها اذا كانت ستقف عند الصافرة، أم ان علينا أن ننتظر حتى الصافرة كي نعرف هذا. اذا قلت لابني ان يقف في الصافرة ويجيبني ولكن المعلمة لا تقف فماذا سأقول له؟”، تساءل. وهاكم اقتراح للاب القلق: قل الحقيقة للولد. اذا لم تقف المعلمة في الصافرة فان التلاميذ سيعرفون حقيقة ان اسرائيل هي دولة مركبة وفيها معاضل مدنية. وهم سيربحون فقط من هذا الدرس بكل العمر او، بكلمات قانون التعليم، ستتعزز لديهم “قوة الحكم والنقد، الفضول الثقافي والتفكير المستقل”. 

وبالذات بعد موجة العنف الصعبة، التي ابرزت المشاعر في العلاقات بين اليهود والعربفي الدولة، ينبغي الثناء للمديرة على هذه الخطوة، تعزيزها والامل في ان يعي الاهالي.  

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى