ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – هدية سامة لبينيت

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 9/6/2021

بعد أن تفضل رئيس الكنيست يريف لفين في كرمه بالاعلان عن تنصيب الحكومة الجديدة سيتم يوم الاحد القادم، قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منح هدية سامة اولى لحكومة التغيير – ففي جلسة الكابينت امس تقرر ان تجرى مسيرة الاعلام يوم الثلاثاء، بعد يومين من ترسيم الحكومة.

ما كان ينبغي لمسيرة الاعلام ان تتم على الاطلاق في هذه الفترة المتوترة – لا بمسار حذر وآمن بغير المسار الاستفزازي. غير أن الدولة التي تديرها عصبة مشعلي الحرائق تدحر الاعتبارات الموضوعية جانبا امام الاستفزازات الزائدة.

المفتش العام للشرطة كوبي شبتاي، قائد لواء القدس دورون ترجمان ومسؤولون كبار آخرون في جهاز الامن ابدوا مسؤولية وطنية، حين احبطوا محاولات حزب الصهيونية الدينية ومنظمات اليمين أن تجري يوم الخميس القادم مسيرة تمر عبر باب العامود والحي الاسلامي في القدس وتشعل المنطقة من جديد. غير أنه بدلا من سماع الجهات المختصة، أمر نتنياهو وزير الامن الداخلي أمير اوحنا، شبتاي بان يعرض عليهما مسارات بديلة بحيث يكون ممكنا مع ذلك اجراؤها.

درءاً للوقوع في الخطأ – ليس لنتنياهو جدال موضوعي مع المفتش العام وقائد لواء القدس حول الحقائق. نتنياهو يعرف جيدا ما هو سبب رفض شبتاي وترجمان اقرار المسار منفلت العقال. فكل ذي عقل يفهم – فما بالك رئيس وزراء اسرائيل– بان  المسيرة من شأنها ان تؤدي الى تصعيد امني، استئناف نار الصواريخ نحو اسرائيل والى فصل آخر من الاضطرابات في المدن المختلطة. غير أنه من ناحية نتنياهو وجوقة التشجيع لديه – كل هذه ليست مثابة اسباب  لالغاء المسيرة بل بالذات لاجرائها. لا سبيلا آخر لرؤية ذلك – رئيس وزراء اسرائيل ووزير الامن الداخلي، الى جانب عنصريي الصهيونية الدينية بتسلئيلسموتريتشوايتمار بن غبير يحاولون اشعال المنطقة.

ان القرار الذي اتخذ امس في الكابينت تحت مغسلة الكلمات “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رأى اهمية في الوصول الى توافق واسع على اجراء المسيرة” ينبغي أن نفهمه كمحاولة تهكمية من نتنياهو لافشال الحكومة الجديدة منذ ايامها الاولى. يفترض نتنياهو بان بديله المرشح نفتاليبينيت، الذي على اي حال يتعرض لهجمات  شديدة من جهات قومجية، سيجد صعوبة في التراجع والغاء المسيرة. حقيقة أن تورط الحكومة الجديدة سيمس بالضرورة بمواطني اسرائيل، ليست جزءا من منظومة اعتبارات نتنياهو – فهو ليس معنيا بان يمس بمن تجرأ على وضع حد لحكمه الهدام.

ينبغي الامل بانه بخلاف امل نتنياهو البائس سيبديبينيت وشركاؤه في الحكومة زعامة حقيقية والا يقعوا في الفخ الذي وضع امامهم. سيكون هذا الاختبار الجدي الاول  لحكومة التغيير.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى