ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – نتنياهو ساعد في اسقاط السور

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 6/1/2021

يبدو في الفترة الاخيرة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى التفافة 180 درجة في موقفه من مواطني اسرائيل العرب. فالعام 2021 استهله بزيارة الى صناديق المرضى في الطيرة وام الفحم، حيث  التقطت له الصور  مع جبرين محمد المتطعم المليون في الدولة. تحدث عن رغبته في اصوات العرب وعن نيته اقرار خطة القضاء على العنف. وفي اواخر 2020 سجل تقارب بينه وبين رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس.

المحرض الوطني، الذي لم يفوت ابدا فرصة لاستهداف عرب اسرائيل كطابور خامس، خطر وجودي “دولة داخل دولة”؛ الذي تجرأ على اثارة حماسة مؤيديه في الانتخابات في 2015، من خلال شريط مسجل يحذر فيه من الخطر الكامن في تحقيق حق مواطني اسرائيل العرب في التصويت؛ العنصري اياه الذي  كان شعاره الانتخابي “بيبي ام طيبي”؛ الذي اتهم المعارضة بالتعاون مع الاحزاب العربية التي تريد ابادة اسرائيل؛ الذي  استبعد شرعية مقاعد القائمة المشتركة؛ الذي تحت قيادته سنت اسرائيل قانون القومية الذي ينص على التفوق اليهودي والدونية العربية – هذا الرجل يغازل الان اصوات الناخبين العرب بل ومستعد للتعاون مع احزاب  عربية.

يدور الحديث عن خطوة تكتيكية مدروسة. في حزيران 2019 نشر نتان ايشل، المتفاوض بتكليف من رئيس الوزراء، مقالا في “هآرتس” تحت عنوان “فلنتوقف عن الانشقاق، ولنتوجه الى العرب”، دعا فيه اليمين “الى بناء الجسر نحو اغلبية الجمهور العربي”. “علينا أن نربط مصيرنا بعرب اسرائيل… نحن ملزمون بان نبني حياة مشتركة”، كتب واضاف بان على اليمين ان يعرض على العرب حلفا سياسيا كذاك الذي لليمين مع الاصوليين. مقال مشابه نشره ايضا في “مكور ريشون”.

ولكن، حتى لو كان نتنياهو يعمل انطلاقا من تهكم مطلق، ينبغي الترحيب في هذه الخطوات الكفيلة بان تحطم اسوار الفصل والاقصاء السياسي بين اليهود والعرب في اسرائيل. فازدواجية نتنياهو الاخلاقية بالفعل تصرخ الى السماء. هدفه هو تفكيك القائمة المشتركة.  ولكن بدلا  من الثورة على ان لليمين مسموحا ما يحذر على اليسار يجمل بمعسكر الوسط – اليسار ان يكيف نفسه مع الواقع المتغير ويتوقف عن الخوف من التعاون مع الاحزاب العربية.

حان الوقت لمد اليد وعرض شراكة سياسية حقيقية بين  اليهود والعرب. نظرة الى القائمة الجديدة لميرتس، والتي تضم عربيين في الخماسية الاولى (جدا ريناوي زعبي وعيسوي فريج)، تثبت ان التغيير بات واضحا في الميدان. فالتخوف من التعاون مع القائمة المشتركة كلف كتلة الوسط – اليسار الحكم الذي كاد يكون في يدها في الانتخابات الاخيرة. حطم نتنياهو حاجز الشرعية. وعلى الوسط – اليسار ان يستغل اللحظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى