ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – منفى الكورونا

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 22/2/2021

فجأة نهض شخص في الصباح  واكتشف بانه نفي مؤقتا من بلاده. هذا ما حصل لالاف الاسرائيليين الذين خرجوا من دولة اسرائيل قانونيا، ولكنهم غير قادرين على العودة اليها لان الحكومة اغلقت معابر الدخول الى اسرائيل.

مطار بن غوريون مغلق، ومثله ايضا معابر الدخول البرية. فلا احد يخرج ولا احد يأتي، الا باذون استثنائية – خطوة جعلت الاف الاسرائيليين “سياحا” رغم أنفهم.

لا جدال في حاجة اسرائيل لوقف تفشي الوباء حتى بثمن منع الدخول الى البلاد – بسبب التخوف من تسلل سلالات خطيرة لفيروس الكورونا. ولما كانت لاسرائيل عمليا بوابة دخول اساسية واحدة فقط، فان لها تفوقا استراتيجيا هاما في مكافحة السلالات. غير أن ما فعلته الدولة هو أمر غير مسبوق: فقط تركت اسرائيل مواطنيها في الخارج دون اشعار مسبق باغلاق البوابة ومنعتهم من العودة الى ديارهم، عائلاتهم واماكن عملهم.

بعض الاسرائيليين ممن نفد مفعول تأشيرة اقامتهم في الخارج اصبحوا جناة (مقيمين غير قانونيين) رغم أنفهم. والكثيرون يجنون مالا طائلا على ترتيبات المبيت في الخارج. بعضهم في خطر فقدان مكان عملهم لانهم لا يستطيعون العودة الى البلاد.

هذا النفي المكثف غير مسبوق في الدول المتطورة. هذه  تعد خطوة عديمة المراعاة بل وغبية؛ إذ سيتعين على اسرائيل في نهاية المطاف ان تسمح لمواطنيها بالعودة. وماذا ستفعل عندها، فهل لن تعود هناك سلالات خطيرة؟

ان عملية الارتجال التي شهدها اغلاق مطار بن غوريون بقرار لحظي هو ما يميز طريقة ادارة ازمة الكورونا لدى بنيامين نتنياهو، ولكنها طريقة لا تحل شيئا. فمن اجل مواجهة الوباء هناك حاجة لوضع سياسة تسمح بدخول وخروج آمنين من والى اسرائيل على مدى الزمن، دون تحويل الاسرائيليين الى لاجئين خارج وطنهم.

توجد دول اتخذت مثل هذه السياسة بنجاح مدوٍ: استراليا ونيوزيلندا اتخذت “سياسة جزيرة” آمنة وناجحة على مدى الزمن. كلتاهما ترشحان الخروج – بمعنى انهما لا تسمحان بالسفر الا لحالات استثنائية – ولكنهما تسمحان لكل من مركز حياته في الدولة بالعودة اليها – شريطة أن يوافق مسبقا على المكوث لمدة اسبوعين في الحجر في فندق (وحتى على حسابه).

أما دولة اسرائيل، فبدلا من اختراع الدولاب، يمكنها أن تتعلم من دول اخرى: ان  تسمح للاسرائيليين بالعودة الى الديار، الى العائلة، الى الاطفال والى اماكن العمل، شريطة أن يفرض واجب الاقامة في الحجر في فندق. من الافضل عمل هذا الان، وان كان بتأخير واضح من الانتظار عبثا والتسبببمزيد من المعاناة لمواطني اسرائيل ممن يتوقون للعودة الى بلادهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى